دعت الجزائر إلى حشد المزيد من التمويل بما في ذلك من خلال أدوات الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والتنمية، من أجل تنفيذ المشاريع الاجتماعية والاقتصادية وإعادة الإدماج، وذلك من أجل مكافحة ظاهرة الهجرة السرية وشبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.
الجزائر تدعو لحشد مزيد من التمويل لمكافحة شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر
وقال الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، في كلمة خلال مشاركته في أشغال المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة، في العاصمة الإيطالية روما إن " هذا الاجتماع يأتي في سياق يتميّز بتفاقم ظاهرة الهجرة السرية في منطقتنا، مع ما يفرضه هذا الوضع الذي تعكسه المشاهد المأساوية المتكررة، من تحديات على مختلف الأصعدة".
وأشار بن عبد الرحمان إلى العديد من الأسباب، التي أدت إلى تفاقم ظاهرة الهجرة السريّة لاسيما الاختلالات الهيكلية في المسار التنموي للعديد من البلدان، والتي يعلم الجميع أسبابها وآثارها، بالإضافة إلى الحروب والنزاعات واتساع بؤر اللااستقرار وانعدام الأمن، وتنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتغيرات المناخية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، فضلًا عن ظاهرة النزوح الجماعي من البلدان التي تعاني من الفقر والمجاعة، إلى شمال أفريقيا وأوروبا.
وأبرز المتحدث أن الهجرة "أصبحت تطرح تحديات أمنية خطيرة بفعل ما يصاحبها من تنام للجريمة المنظمة، والاختراقات التي تعرفها شبكات التهريب والاتجار بالبشر، من قبل منظمات تخريبية، لتسهيل حركة الإرهابيين بهويات مزيفة، مما يهدد سلامة الأشخاص والممتلكات والأمن الداخلي للدول".
من جهة أخرى، أوضح الوزير الأول أن الجزائر "بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، والتنمية الاقتصادية التي عرفتها في الفترة الأخيرة، وكذا الاستقرار الذي يميزها، تحوّلت من بلد مصدر وعبور إلى بلد استقبال واستقرار للمهاجرين القادمين من دول منطقة الساحل والصحراء، ومن بعض مناطق النزاع في بعض البلدان العربية. وهو وضع ازداد حدة بفعل التدابير والترتيبات الأمنية لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتشديد إجراءات منح التأشيرات".
وبالرغم من ذلك،يضيف بن عبد الرحمان، تبنت الجزائر لعدة سنوات، بحكم تضامنها الدائم مع دول الجوار، سياسة متساهلة لحد ما تجاه هذه التدفقات، وهو ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد المهاجرين السريين الذين استقروا على ترابها، مع ما لذلك من تداعيات على مختلف الأصعدة..
وأضاف: "يتعين أن يولي التعاون بين الشمال والجنوب مكانة هامة لتقديم المساعدة والدعم إلى دول الجنوب، لاسيما من خلال رفع مستوى المساهمات المقدمة إلى هذه الدول في مجالات التنمية. ولذا، تدعو الجزائر إلى حشد المزيد من التمويل، بما في ذلك من خلال أدوات الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والتنمية".