"نوبل للطاقة" هو الاسم الذي يطلق مجازا على الجائزة التي حصل عليها الباحث الجزائري لخضر حميدات في إيطاليا، بعد تطويره تقنية مبتكرة لتبريد الألواح الشمسية بطريقة صديقة للبيئة.
هذا الابتكار يكتسب أهمية خاصة في ظل تزايد استخدام الطاقة الشمسية حول العالم
وتحتفل هذه الجائزة التي أطلقها عملاق الطاقة الإيطالي شركة إيني، بعامها السادس عشر، وقد أصبحت مرجعًا عالميًا في البحث العلمي والابتكار التكنولوجي في مجالات الطاقة والاستدامة، وهي بالأساس تشجع المساهمات العلمية التي تساهم في تعزيز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وفق ما ورد في بيان إعلان الفائزين.
وبالنظر لأهمية الجائزة وعالميتها، حضر حفل توزيع جوائز "إيني" لعام 2024، الذي أُقيم في قصر كويرينالي بروما، رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا ورئيس مجلس إدارة شركة "إيني" جوزيبي زافارانا والمدير التنفيذي كلاوديو ديسكالزي.
ومنذ إنشائها في عام 2008، استقبلت جائزة "إيني" أكثر من 11 ألف عملا، حيث يتم تقييم المشاريع بمسطرة دقيقة، من قبل لجنة علمية تضم علماء من مؤسسات بحثية رائدة عالميًا، بما في ذلك ستة من الحائزين على جائزة نوبل.
وفي هذا العام، تم تكريم عدة باحثين على إنجازاتهم، منهم مارك فونتكاف من فرنسا الذي قام بتطوير أنظمة تحفيزية مبتكرة لإعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى مركبات صناعية مفيدة باستخدام أنظمة تعتمد على الطاقة المتجددة.
كما نال الباحث الكوري الجنوبي نام-جيو بارك جائزة لمساهمته في تطوير خلايا شمسية تعتمد على مواد تتميز بكفاءة عالية واستقرار أكبر من تقنيات السيليكون التقليدية.
وحصل الباحث هولغر براونشفايغ على جائزة نظير عمله القائم على استبدال المعادن الثقيلة السامة في التفاعلات الكيميائية باستخدام عناصر خفيفة.
وبين ثنايا هذه المشاريع الكبيرة، برز في فئة "المواهب الشابة من إفريقيا"، الجزائري لخضر حميداتو من المدرسة الوطنية العليا متعددة التقنيات بقسنطينة، والذي كرمه الرئيس الإيطالي شخصيا.
وقام الباحث الجزائري بتطوير تقنية مبتكرة لتبريد الألواح الشمسية باستخدام مواد مستخرجة من مصادر بيولوجية، تعزز كفاءة الألواح الشمسية وتقلل من ارتفاع حرارتها خلال فترات التشغيل الطويلة.
ويكتسب هذا الابتكار أهمية خاصة في ظل تزايد استخدام الطاقة الشمسية حول العالم، حيث تواجه الأنظمة الشمسية تحديات بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على كفاءتها، خاصة في الصحراء الجزائرية التي تعد خزانا شمسيا هائلا.
وكان اسم حميداتو قد ظهر منذ نحو سنة في الجزائر، بعد أن وقع عليه الاختيار ليقدم مشروعه أمام الرئيس عبد المجيد تبون خلال معرض ريادة الأعمال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
واستعرض حينها الباحث المشروع، مؤكدا أنه نال بالفعل براءة اختراع وحاز على تصنيف كواحد من أفضل خمسة مشاريع على المستوى الوطني.
وفي ذلك اللقاء، أشاد الرئيس تبون بالمشروع، مخاطبا الشاب: "سونلغاز ستحتاج إلى مشروعك في إطار برنامجها لإنتاج 15 ألف ميغاواط من الكهرباء بالطاقة الشمسية"، مقدما توجيهات لربط الباحث بالشركة الوطنية من أجل الاستفادة من هذا الابتكار ضمن استراتيجيتها الطاقوية المستقبلية.
ويعِدُ مشروع الشاب الجزائري بالكثير في عالم يتجه بسرعة نحو الطاقات النظيفة، حيث ستكون هذه الجائزة وفق ما كتب على حسابه على فيسبوك، نبراسًا لمزيد من الإنجازات العلمية التي تهدف لخدمة الجزائر والعالم.