كشف الشاب محمد شيخ، الذي أصبح اليوم واحدًا من أبرز الطهاة في فرنسا وصاحب عدة مطاعم شهيرة في باريس، عن المشاق التي تعرض لها في رحلته نحو النجاح في عالم الطهي، والتي كانت مليئة بالعنصرية والتنمر في بداية مسيرته.
الشيف كان يخفي معاناته عن عائلته، مفضلاً التحمل في صمت
وقد استطاع محمد، الفائز بجائزة الموسم 12 من برنامج "توب شيف فرنسا"، وفق ما ذكره على القناة الفرنسية العمومية الثانية، أن يتغلب على التحديات النفسية والجسدية التي واجهها في مطابخ المطاعم الفرنسية ليصل إلى قمة النجاح.
وفي إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني "ça commence aujourd’hui" (يبدأ اليوم)التي خصصت لمناقشة العنف والتمييز في مجال الطهي، ذكر محمد أنه تعرض للتنمر بسبب أصوله الجزائرية وعدم توافقه مع بعض التقاليد الغذائية الشائعة في المطابخ الفرنسية، مثل عدم تناوله لحم الخنزير وامتناعه عن الكحول، مما جعله هدفًا للسخرية.
ومنذ أن بدأت رحلة محمد في عالم الطهي عام 2010، بعد أن أكمل دراسته في الفندقة، ورغم شغفه وتطلعه لتحقيق حلمه، واجه الشاب مثلما يروي، صعوبات جمة من زملائه ورؤسائه في العمل، الذين سخروا من هويته، بل وألقوا عليه ألقابًا مثل "محمد كسكسي" وحتى "ماومي" (اسم النبي محمد بالفرنسية).
كما يروي بعض المواقف المؤلمة التي تعرض فيها للعنف الجسدي، حيث ألقيت عليه بعض الأدوات التي تستعمل في المطبخ، وتمزقت سترته الخاصة بالطهاة.
وفي مواجهة هذه الظروف، أظهر محمد تصميمًا وإصرارًا كبيرين، محاولاً ألا يؤثر هذا التنمر على مسيرته. وقال إنه كان يخفي معاناته عن عائلته، مفضلاً التحمل في صمت، لأنه كان مدركًا بأن العائلة ستنصحه بالتخلي عن حلمه.
وأضاف قائلا: "كنت أعلم أن والدتي ستطلب مني التوقف، لكنني كنت مصممًا على تحقيق حلمي، لذا فضلت السكوت".
وبعد كل هذه المعاناة، قدّم البرنامج الشيف محمد شيخ كمثال ملهم، حيث تجاوز العقبات التي واجهته ليصبح من أبرز الطهاة على الساحة الفرنسية، وهو يدير اليوم مطاعم ناجحة مثل "منزلي" و"بابور" في باريس، بالإضافة إلى مطعم "ميدا" في سانت أوين.
وبجانب أعماله التجارية، أصدر محمد كتابًا للطهي في 2022 بعنوان "مطبخي المتوسطي"، يجمع فيه وصفات مستوحاة من أصوله الجزائرية والمتوسطية.