27-يوليو-2021

توفيق مخلوفي (الصورة: العرب)

انطلقت الجمعة الماضية فعاليات الألعاب الأولمبية بطوكيو اليابانية، بمشاركة الجزائر الحاضرة في هذا الموعد العالمي بـ 44 عداءً في 14 تخصصًا على أمل تحقيق حلم الصعود إلى منصة التتويج، فهل سيكون ذلك سهلًا أم أن الخيبات التي عاشتها الجزائر في دورة البرازيل الماضية سيتكرر هذا العام أيضًا في غياب عدائين مرشحين بقوة للفوز بإحدى الميداليات الثلاثة، خاصّة بعد تأكد غياب البطل الأولمبي توفيق مخلوفي.

لا تبعث النتائج التي حققها العداؤون الجزائريون حتى الآن في الأوّل أولمبياد على التفاؤل

ورغم الوعود التي تطلقها اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة عند نهاية كل أولمبياد، بتحقيق نتائج مشرفة في الدورات المقبلة تمحو إخفاق الدورات السابقة، إلا أن انتهاج الاتحادات الرياضية المنحى نفسه في تحضير رياضيي النخبة يجعل توقعات المتتبعين بتحقيق الجزائر لنتائج مقبولة، تعادل على الأقل ما كان في التسعينات وبداية الألفية مهمّة صعبة التجسيد.

اقرأ/ي أيضًا: أولمبياد طوكيو.. إخفاقات الجزائريين تتواصل لليوم الثاني

بحث عن الشرف

قال الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية خير الدين برباري للإذاعة الجزائرية، إن الوفد الجزائري المشارك في أولمبياد طوكيو سيحرص على تحقيق مشاركة مشرفة، رغم الظروف الصعبة بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا التي انعكست سلبًا على الإعداد لهذا الاستحقاق الأولمبي الهام. وأضاف برباري أن العدائين الجزائريين عازمون على رفع التحدي وسيقدمون أحسن ما عندهم لتشريف الراية الوطنية.

وتشارك الجزائر في ألعاب طوكيو بـ 44 رياضيًا عبر 14 اختصاصا مقابل 46 في دورة ريو دي جانيرو 2016، التي اكتفت فيها بالفضية الوحيدة التي أحرزها توفيق مخلوفي، فيما كان حصاد باقي العدائين صفريًا على كل المستويات.

بداية مخيبة

لا تبعث النتائج التي حققها العداؤون الجزائريون حتى الآن في الأوّل أولمبياد على التفاؤل، فقد أقصي أكرم بونابي في الدور الأول من منافسات الحسام فردي رجال، السبت الماضي، والمصير ذاته سلكته هدى شعبي في منافسات الرماية.

و انسحب عز الدين لعقاب وحمزة منصوري من سباق الدراجات الذي جرى على مسافة 230 كيلومترًا بين حديقة موساشينونوموري وجبل فوجي، ليعيد بذلك لعقاب الذي يحمل لقب بطل الجزائر السيناريو ذاته الذي حدث له قبل تسع سنوات لما انسحب من السباق في أولمبياد لندن 2012.

 وفي اليوم الرابع من المنافسة، أقصي سليم حروي (سلاح الشيش / ذكور) وكوثر محمد بلكبير (اختصاص سيف الحسام / إناث) من جدول الـ 64 لمنافسات المبارزة (فردي).

وانهزمت المبارزة محمد بلكبير أمام منافستها الصينية يانغ هانغو بنتيجة 15 لمسة مقابل واحد. أما مشوار حروي فتوقف على يد الروسي ميلينيكوف فلاديسلاف بنتيجة 15 مقابل ستة.

ويوم الأحد الماضي، غادرت المسايفة الشابة مريم مباركي (18 سنة) مبكرًا عقب انهزامها في اختصاص سلاح الشيش إناث أمام المجرية بازتور فلورا بنتيجة 15-8.

وهذه الأسماء هي عينة عن باقي الإخفاقات الجزائرية في الرياضات التي تم خوضها حتى الآن، كالسباحة حيث لم يستطع أسامة سحنون على سبيل المثال تحقيق أيّ مفاجأة حتى الآن في دورة طوكيو.

غياب اضطراري

وبعدما كانت الشكوك تحوم حول مشاركته من عدمها في أولمبياد طوكيو، حمل صباح الاثنين خبرًا غير سار للجزائريين بإعلان البطل الأولمبي توفيق مخلوفي غياب عن موعد أرض السموراي.

وقال مخلوفي في منشور على حسابه في فايسبوك، انتظرت آخر لحظة لاتّخاذ القرار لكونه صعبًا ومهمًا لي، لأنّني فكّرت في الأشخاص اللّذين كانوا ينتظرون مشاركتي في الأولمبياد. يحزنني أن أعلمكم بأنّني لن أكون في الطّائرة التي تحمل الدّفعة الثّالثة من بعثتناإلى طوكيو يوم 26 تموز/جويلية".

وأضاف مخلوفي "كان لابدّ لي أن أستمع إلى جسمي وركبتي التي شوّشت، مع وباء كورونا الذي أصابني العام الماضي، على تحضيراتي. خلال هاته الأوقات الصّعبة".

وأوضح مخلوفي مبينًا موقفه بعدم المشاركة في أولمبياد طوكيو "لو كنت لأستمع إلى قلبي لشاركت وأنا أحمل علم الجزائر على بدلتي، وركضت لكم لأحاول الحصول على ميداليّة أخرى. لكن فضّلت ألا أعطيكم آمالا زائفة لأنْ حبّي لكم و للجزائر خالص وصادق".

 وتابع " ليس سهلًا أن نكون في أعلى مستوى عندما تخوننا لياقتنا. قمت بعدّة اختبارات بدنيّة ولم تكن إيجابيّة. عدم تحقيق الأوقات التي اعتدت عليها في التّدريبات كان أمرًا محبطا. لكن العودة من اليابان خالي الوفاض كانت لتكون أكثر إحباطًا. رغم كلّ هذا، أعدكم أنّني سأحاول العودة أكثر قوّة وعزيمة للمواعيد القادمة".

وكانت اللجنة الأولمبية والجزائريين بعلقون آمالًا كبيرة على رفع الراية الوطنية في طوكيو على يد بطل سباق 1500 متر في أولمبياد لندن 2012، والمتوج بفضيّتي نسخة ريو ديجانير 2016 في سباقي 800 و1500 متر، إلا أن هذا القرار الحتمي لمخلوفي سيقلل من توقعات التتويج في اليابان.

بصيص أمل

رغم الغياب الاضطراري لمخلوفي  من أولمبياد طوكيو، إلا أن المسؤولين في اللجنة الأولمبية يتشبثون ببصيص أمل قد لا يجعل البعثة الجزائرية تعود خاوية الوفاض من طوكيو خاصة في بعض الرياضات التي اعتادت الجزائر التتويج فيها، وفي مقدمتها الملاكمة الذي قد يساهم تغيير نظام التحكيم في تفادي الرياضيين الجزائريين الظلم الذي كانوا يتعرّضون له في دورات سابقة، آخرها دورة ريو.

وفي هذا الشأن،  تأهل الملاكم يونس نموشي (69-75 كلغ) إلى الدور ثمن النهائي بعد تفوقه على منافسه الأوغندي سيموجو كافوما دافيد بنتيجة 5-0 بقاعة "كوكوجيكان أرينا"، ليلتحق برفيقيه عبد الحفيظ بن شبلة (81-91 كلغ) و محمد حومري (75-81 كلغ) اللذين تأهّلا سابقًا.

وسيواجه نموشي (27 سنة) يوم الخميس الفليبيني مارسيال أومير المعفى من الدور الأوّل.

وتحوز الملاكمة والمصارعة المشتركة وألعاب القوى على حصة الأسد من حيث عدد التمثيل الجزائري، بتأهل ثمانية رياضيين في كلّ اختصاص.

وفي الملاكمة النسوية، يحق لإيمان خليف صاحبة الميدالية الذهبية في الدورة الدولية "بوسفور" بتركيا، الإيمان بإمكانية صعودها إلى منصة التتويج الأولمبية، بالنظر إلى الإمكانات التي أبانتها في عدديد المناسبات.

 وفي ألعاب القوى التي صنعت على الدوام التألق الجزائري، يتأمل متابعون أن يصنع ياسر محمد الطاهر تريكي المفاجأة، وهو الذي جاء في المركز الأول في المرحلة الرابعة من الرابطة الماسية التي نظمت بداية شهر تموز جويلية الجاري بأوسلو (النرويج) بقفزة طولها 17.24 مترًا في الوثب الثلاثي، إضافة إلى ياسين حتحات  الذي أظهرت سباقاته الأخيرة إمكانية ولادة بطل جزائري جديد في 800 متر قد يخلف توفيق مخلوفي وسعيد قرني جبير.

وفي الرياضات الأخرى ، تبقى الآمال معقودة على عبد الكريم فرقات (60 كلغ)، صاحب الميدالية البرونزية في كأس العالم-2021 ببلغراد، والرباع وليد بيداني، صاحب الميدالية البرونزية في مونديال تايلاند.

التحضير لأكبر حدث رياضي في العالم مرهون بوجود سياسة تحضير حقيقية تنطلق قبل أربع سنوات من حلول الدورة الأولمبية

وفي انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة من نتائج للجزائريين في موعد طوكيو، يتأكّد من جديد أن التحضير لأكبر حدث رياضي في العالم مرهون بوجود سياسة تحضير حقيقية تنطلق قبل أربع سنوات من حلول الدورة الأولمبية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أولمبياد طوكيو.. إيقاف مصارع الجيدو الجزائري نورين بسبب رفضه التطبيع

كورونا تحرم الدراج يوسف رقيقي من أولمبياد طوكيو