18-يناير-2020

مقر وزارة الصحة والسكان بالجزائر (موقع: النهار أونلاين)

أمرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مستخدمي القطاع، بتجنّب الاستعمال المفرط للهاتف النقال ولواحقه خلال أوقات العمل، في رسالة واضحة لوقفِ نشر غسيل المستشفيات التي يغرق فيها في الآونة الأخيرة من طرف المستخدمين، سيما بعد الضجّة التي أحدثتها صور قسم الولادة بمستشفى القبّة بالعاصمة.

دعت وزارة الصحّة، مدراء المؤسّسات الصحيّة، إلى تنفيذ تعليماتها الجديدة فورًا وهدّدتهم باتخاذ عقوبات صارمة

وأظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، نساءً حوامل في أروقة المستشفى، ينتظرن دورهن للدخول إلى قاعات الولادة بسبب نقص في الأسرة على مستوى المستشفى.

وأبرقت وزارة الصحّة تعليمة إلى كل مستخدميها بالقطاع، تدعوهم إلى ضرورة الحضور الفعلي واليومي للمؤسّسات الصحيّة، مع احترام اللباس الرسمي الكامل للعمل. وشدّدت على ضرورة "الاستقبال والتوجيه الجيّد للمواطنين".

كما حملت تعليمة الوزير الجديد، عبد الرحمان بن بوزيد، صيغة المنع فيما يخصّ التجوُّل بلباس العمل خارج المؤسّسة، مشدّدة على منع كل أشكال التجمّعات داخل المكاتب دون مبرّر.

ودعت الوزارة مدراء المؤسّسات الصحيّة، إلى التنفيذ الفوري للتعليمة، مهدّدة أن كل تقصير أو إهمال سينجر عنه إجراءات ردعية صارمة.

وأطلقت وزارة الصحّة، دورياتٍ رقابيةٍ إلى مصالح الاستعجالات وطبّ النساء، عقب انتشار صورٍ من داخل مستشفى القبة، حيثُ سُربت صور "مأساوية" لنساءٍ حوامل يفترشن أرض المستشفى بدلًا من الأسرة، واعترفت في وقتٍ لاحقٍ إدارة المستشفى بالضغط الذي يعرفه القسم.

دعا وزير الصحّة في أوّل اجتماع له مع الفاعلين في القطاع – عقب قضية مستشفى القبة – إلى تكثيف فرق الرقابة بقسم الاستعجالات ومصلحة الولادة، باعتبارهما محلّ شكوى من قبل عديد المواطنين.

الهاتف كشف فضائح القطاع

من جهته، يرى رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحّة العمومية، إلياس مرابط، أن تعليمة الوزارة لا تُصنّف في خانة الأولويات القطاعية، خاصّة وأنها بعيدة عن مضمون المشاكل المطروحة، مشيرًا إلى أن "القطاع يحتاج إلى أمورٍ أكثر عمقًا من هذه التعليمات".

وتابع، إلياس مرابط، في مكالمة هاتفية مع "الترا جزائر" أن: "مضمون التعليمة بخصوص المآزر والبذلة الطبيّة، والخروج بها إلى خارج نقاط العمل، مردّه غياب المرافق الهامة للمستخدمين، بالأخص فئة المناوبين التي تجد نفسها بدون مستلزمات في وقتٍ متأخرٍ من الليل، ما يدفع بها إلى الخروج لاقتناء حاجياتها".

في السياق ذاته، قال مرابط، على الوزارة أن توفر "مصلحة تعقيم المآزر المغيّبة في مصالحنا الصحية، ما يجبر المستخدم على نقل بذلته إلى بيته لغسلها أسبوعيا دون مبالاة بالأمراض وتنقلها."

وعن النقطة التي تخصُ الإفراط في استعمال الهاتف النقال، شدد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، على أن الوزارة بتعليمتها هذه، بعيدة كل البعد عن التطوّر الذي بلغه القطاع، سيما وأن مستشفيات عالمية تستعمل الهاتف في عمليات جراحية معقّدة، ومتابعة دقيقة لحالة المريض وحتى التسيير والمتابعة.

وتابع المتحدّث، بخصوص تصوير المستخدمين وغيرهم لفضائح القطاع ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "باتت طريقة التصوير ونشر نقائص مستشفياتنا حلاً يحرّك لجان التحقيق والتفتيش، وأيضًا طريقًا لحلّ عدّة مشاكل صحيّة كالاكتظاظ والتكفّل والنظافة".

اقرأ/ي أيضًا:

وفاة 8 أطفال حديثي الولادة في حريق بولاية الوادي

لقاحات الأطفال القاتلة تهز قطاع الصحة في الجزائر