18-فبراير-2020

ما زال ملف الذاكرة والأرشيف يشكّل توترًا بين العلاقات الجزائرية والفرنسية (الصورة: فرانس 24)

قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إن بلاده لن تتخلى عن محاسبة المستعمر السابق في موضوع الذاكرة، وستعمل جاهدة على استرجاع رفات شهداء الثورات الشعبية الموجودة بفرنسا.

وزير المجاهدين اتهم في وقتٍ سابقٍ السلطات الفرنسية بالمماطلة في تسوية ملفات الذاكرة العالقة بين البلدين

وأوضح تبون اليوم في كلمة تلاها وزير المجاهدين نيابة عنه، بمناسبة يوم الشهيد، قائلًا: "إيمانًا بتضحيات الشهداء التي نعيش بفضلها أحرارًا، فإننا نعدهم أننا لن نتخلى عن محاسبة المستعمر السابق على استرجاع ذاكرتنا ورفات شهدائنا، شهداء الثورات الشعبية التي مهدت الطريق لثورة نوفمبر المضفرة والمنتصرة".

وقال تبون إن شباب اليوم، هم في أمسّ الحاجة لكي يحفظوا الدروس التي تعزز العقيدة النوفمبرية في الأرواح والنفوس وتحصن الوطن والدولة من التكالبات والمؤامرات التي أصبحت سمة العصر الراهن، داعيًا إلى جعل مثل هذه المناسبات محطة للاستلهام من قيم الشهداء النضالية النبيلة وحبهم العظيم للوطن وإخلاصهم الصادق له.

ويقصد تبون بموضوع رفات الشهداء، جماجم المقاومين الجزائريين الموجودة بمتحف الإنسان بباريس، والتي تتحفظ فرنسا لحد الآن عن إعادتها للجزائر رغم تعهدات مسؤوليها بذلك.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته للجزائر، في نهاية 2017، قد تعهد شخصيًا بإعادة الجماجم وتم تقديم طلب رسمي بذلك، إلا أن الموضوع بقي رهين الإجراءات الإدارية الفرنسية الثقيلة.

وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اتهم وزير المجاهدين الطيب زيتوني، صراحة السلطات الفرنسية بالمماطلة في تسوية ملفات الذاكرة العالقة بين البلدين منذ الفترة الاستعمارية التي امتدت لـ132 سنة، رغم تعهدات الفرنسيين المتكررة.

وأوضح زيتوني أنه يعتقد بأن الطرف الفرنسي يُماطل في معالجة الملفات المتعلقة باسترجاع الأرشيف الوطني وجماجم الشهداء والمفقودين وتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الجنوب، وذلك لدى سؤاله عن المستجدات الحاصلة في نشاط اللجان المشتركة بين الجزائر وفرنسا المنوط بها العمل على هذه الملفات.

وتتمثل هذه الشروط وفق الوزير في "تسوية ملف المفقودين مع السلطات الفرنسية، إضافة إلى الفصل في ملف إعادة الأرشيف الوطني الموجود بفرنسا ودفع التعويضات اللازمة للمتضررين بالتجارب النووية في الصحراء الجزائرية والاعتراف بالجرائم الفرنسية في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية، هي الكفيلة بإقامة علاقات طبيعية بين الجزائر وفرنسا".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

استعادة رفات ثوار الجزائر.. التأجيل مستمر!

وزير المجاهدين الجزائري: فرنسا تُماطل في تسوية قضايا الذاكرة