18-سبتمبر-2019

الرئيس طيب رجب أردوغان يلقي كلمة في منتدى الأعمال الجزائري التركي (تصوير: هليل ساغيركا/ الأناضول)

لم ترد السلطات التركية، على تصريحات وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، بشأن فرض شروط جديدة لمنح تأشيرة الدخول للجزائريين، حيث أكدّ منذ أسبوعين تقريبًا، أن هذه الإجراءات جاءت دون سابق إنذار، مهدّدًا باللجوء إلى "المعاملة بالمثل في المستقبل القريب".

تبرّر تركيا، إجراءاتها الجديدة، بمحاولة تصدّيها للهجرة غير الشرعية للجزائريين

وكانت السلطات التركية أعلنت في وقت سابق، عبر شركة طيرانها "توركيش آير لاينز"، إلغاء التأشيرة الإلكترونية للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 سنة، وقرّرت العودة  إلى العمل بالطرق الكلاسيكية، وأرفقت هذا الإجراء بمجموعة من الشروط؛ وهي ضرورة حيازة "تأشيرة شنغن" الأوروبية أو تأشيرة صادرة عن قنصلية الولايات المتّحدة الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: على درب الحلم الأوروبي.. قصة جزائري عائد من الموت

وتبرّر تركيا، إجراءاتها الجديدة، بمحاولة تصدّيها لـ"الهجرة غير الشرعية" للجزائريين الذين يحاولون التسّلل إلى أوروبا عبر أراضيها، حيث بات معروفًا، أن خطّ الهجرة السرّي من تركيا نحو اليونان وبلغاريا عبر الحدود البرّية، هو الطريق الأكثر أمانًا للمهاجرين الجزائريين.

تبعات الإجراءات الأخيرة المتّخذة من السلطات التركية، تُثير مخاوف جمّة بخصوص التعاون الاقتصادي بين الجزائر وتركيا، حيث يشهد تنوّعًا في حجم المبادلات بين البلدين، وهو ما تُشير إليه اتفاقيات الشراكة في قطاعات النسيج، والحديد والطاقة والنقل البحري، كما تُعتبر تركيا وجهة الجزائريين الأولى بعد الجارة الشرقية تونس.

من جهتها، تشير إحصائيات وزارة السياحة التركية، إلى أن 160 ألف سائحٍ جزائري زاروا تركيا هذه السنة، واحتل الجزائريون بحسبها المرتبة الأولى في قائمة السيّاح الأفارقة، يليهم الليبيون في المرتبة الثانية بمعدّل 136 ألف سائح.

تدخل القراءات السياسية أيضًا، في تحليل وتفسير القرارات التركية الأخيرة، إذ تشهد الجزائر اليوم وضعًا سياسيًا غير مستقرّ منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 شبّاط /فيفري الماضي، وأدّت هذه الأوضاع إلى فرار عدد من المسؤولين وتهريب أموالهم إلى الخارج بحسب تقارير إعلامية/ فقد نشرت صحيفة "لوديفوار" الكندية أن الأزمة  السياسية في الجزائر تسبّبت في تحويل أموال ضخمة إلى كندا، ونقلت "القدس العربي" على لسان الصحيفة، أن حركة الأموال من الجزائر إلى كندا شهدت ارتفاعًا مذهلًا تجاوزت 78 مليون دولار منذ بداية الحراك.

السفارة الفلندية أعلنت بدورها، عن قرار إلغاء التأشيرة السياحية للجزائريين

الجزائريون تلقوا صدمة ثانية، بعد أيّام قليلة من إلغاء التسهيلات الخاصّة بالتأشيرة التركية، فقد أعلنت السفارة الفلندية بدورها، عن قرار إلغاء التأشيرة السياحية للجزائريين، موضّحةً إلى أن الموافقة على طلبات الحصول على التأشيرة يقتصر فقط، على طلبات" الفيزا" المهنية والثقافية والعائلية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجزائر.. محطة عبور للسوريين لا أكثر

الهوية الجزائرية.. من الاحتلال إلى الإهمال