04-يناير-2023

عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية (تصوير: بلال بن سالم/GETTY)

فريق التحرير ـ الترا جزائر

لم يكن مفاجئًا انتخاب عبد الله جاب الله رئيسًا لعهدة جديدة على رأس جبهة العدالة والتنمية، الحزب صاحب التوجه الإسلامي، لكن اللافت كان انسحاب أحد أبرز القيادات لخضر بن خلاف من الحزب.

مصادر لـ"الترا جزائر": سبب استقالة بن خلاف راجع إلى انزعاجه من النزعة المتضخمة لزعيم الحزب جاب الله

وأعلن بن خلاف خلال المؤتمر استقالته من الحزب،  بعد أكثر من 40 سنة من النضال إلى جانب عبد الله جاب الله، حيث أصبح في السنوات الأخيرة الرجل الثاني في الحزب بقيادته لمجلس الشورى.

وأصبح بن خلاف في ظل انسحاب جاب الله من التعليق السياسي، هو الواجهة الحقيقية للحزب، حتى أنه ذهب لتمثيل العدالة والتنمية في اللقاء مع الرئيس عبد المجيد تبون خلال مشاورات مبادرة لم الشمل التي أطلقها منتصف العام الماضي.

ووفق مصادر من الحزب تحدثت لـ "الترا جزائر"، فإن سبب اتخاذ بن خلاف لهذا القرار الراديكالي، هو انزعاجه من النزعة المتضخمة لزعيم الحزب عبد الله جاب الله الذي يريد الهيمنة على كل مراكز القرار في الحزب.

وأضافت المصادر أن نزوع جاب الله للانفراد برئاسة الحزب وإلغاء مجلس الشورى وإلحاقه به، فجر غضبًا شديدًا لدى بن خلاف الذي كان يريد نظامًا تمنح فيه صلاحيات أكبر لهياكل الحزب ولا تتركز فيه كل القرارات لدى رئيسه.

ويبدو جاب الله، متخوفًا من تكرار تجربتين سابقتين تعرض فيهما حزبه للانقسام، فقد سبق لقياديين أن انشقوا عليه خلال فترة رئاسة حزبه الأول "النهضة" ثم تكرر الأمر مع حزبه الثاني "الإصلاح"، وهو يعيش حاليًا استقرارًا في تجربة العدالة والتنمية.

ولا يزال جاب الله الذي يعتبر من أبرز قادة التيار الإسلامي المعتدل في الجزائر، وفيًا لطروحاته المعارضة للسلطة ولمن يعتبرها النخبة التغريبية المعادية للهوية الجزائرية.

وقال في كلمة له أمام ضيوفه في المؤتمر، أن "النظام السياسي يجب أن يكون عادلًا وديمقراطيًا، يوفر الضمانات التي تحمي الحقوق والحريات من التعسفات والتجاوزات"، معتبرًا أن "النخب الماسكة للسلطة نخب متغربة، أخذت من الديمقراطية سوءها وليتهم أخذوها كما هي بإيجابياتها وسلبياتها".