30-أغسطس-2021

عادل أورابح (فيسبوك/الترا جزائر)

في حوار لـ"التر جزائر" يكشف عادل أورابح المحلل السياسي والمختصّ في الشأن الدولي عن دوافع اهتمام الكيان الإسرائيلي بالمنطقة الساحلية والمغاربية، وماهي انعكاساته على أمن الجزائر ومستقبل المنطقة المغاربية، ويكشف المحلل السياسي الأسباب التي تقف وراء تحريض إسرائيل على الجزائر.

عادل أورابح: هناك محاولة جزائرية لإيجاد دور دبلوماسي لها في ليبيا دون التورّط في محور على حساب آخر

  • ما هي دوافع اهتمام "إسرائيل" بالساحل الأفريقي والمنطقة المغاربية؟

الاهتمام الإسرائيلي بالمنطقة المغاربية وأفريقيا ككل ليس وليد اليوم، بل هو يندرج في استراتيجية طويلة الأمد بدأت منذ ما يناهز نصف قرن، والهدف الأسمى هو فكّ العزلة الإسرائيلية واختراق مناطق كانت إلى وقت قريب معادية لإسرائيل. وتعظيم نفوذها في المنطقة من شأنه أن يقوي موقفها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويقلل من حاجتها لحلفائها التقليديين.

اقرأ/ي أيضًا: إعلام: المغرب يغلق سفارته بالجزائر ويعيد موظفيها

  • ما هي انعكاسات التقارب الإسرائيلي -المغربي على الأمن القومي الجزائري؟

التقارب الإسرائيلي-المغربي تهديد للأمن القومي الجزائري باعتبار أنه يفتح المجال لقوّة عسكرية جديدة معادية لأن تلعب دورًا في المنطقة، كان في السابق مقتصرًا على الجانب الإستخباراتي. خاصّة وأن موقف الجزائر، سواءً على المستوى الرسمي أو الشعبي، هو من أكثر المواقف المتصلبة اتجاه سياسات "إسرائيل" في الشرق الأوسط على المستوى الدبلوماسي. بدأت آثار هذا التقارب في الظهور من خلال الشرخ الحاصل داخل الاتحاد الأفريقي بسبب انضمام "إسرائيل" كعضو مراقب. ومن المرجّح أن هذا التقارب هو السبب الرئيسي وراء قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب، فمن الجيّد التذكير أنه حتى في عز الأزمة الخليجية استطاعت كلًا من الجزائر والمغرب النأي بالنفس عن الاستقطاعات التي حدثت آنذاك. ولكن استطاع التواجد الإسرائيلي أن ينسف العلاقات بين البلدين.

  • تلح "إسرائيل" على أن الجزائر وإيران تشكلان تحالفًا إستراتيجيًا، رغم أن لغة الأرقام تؤكّد تواضع العلاقات اقتصاديًا وسياسيًا بين الجزائر وطهران. في رأيك هل تريد تل أبيب عزل الجزائر دبلوماسيًا وإقليميًا؟

من الجيد أنك ذكّرت بالمستوى المتواضع للعلاقات الجزائرية-الإيرانية، فالتقارب الموجود بين البلدين راجع لتشبثهما بمواقف سيادية متشابهة في قضايا دولية كثيرة. لكن عمليًا، علاقات الجزائر متنوعة رغم مواقفها الأيديولوجية المحافظة وهي تبتعد قدر الإمكان عن سياسة المحاور. وعليه، فإن الصورة التي يحاول هذا المحور الجديد تصديرها عن الجزائر هي استراتيجية لعزل الجزائر كما تفضلت، وقد تتقوى هذه السردية بفضل دور روسيا المتعاظم في المغرب العربي، باعتبار التقاربات الموجودة بين هذه الأخيرة وكل من الجزائر وإيران.

  • تشهد تونس وليبيا ومالي ارتدادات وهزات سياسية وأمنية، ما هي تداعيات قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب على المنطقة المغاربية والساحل الأفريقي؟ 

من المرجح أن يزيد الشرخ المغاربي من مشاكل ليبيا وتونس، فهناك محاولة جزائرية لإيجاد دور دبلوماسي لها في ليبيا دون التورّط في محور على حساب آخر، وبالمثل تحاول المغرب لعب دور أكبر هناك، لكن من الصعب أن تنعتق من المحور الإماراتي. نفس الاستقطاب يبدو حاصلًا في تونس، ومن المرجح أن يعقد من حل هاتين الأزمتين الإقليميتين.

عادل أورابح:  من شأن عودة المغرب للاتحاد الأفريقي واستغلال علاقاته المتينة مع دول غرب أفريقيا أن يدفعها للعب دور أكبر في مالي

بالنسبة لمالي، فإن الدور المغربي دخيل بعكس الدور الجزائري، فجغرافيًا هي ليست دولة ساحلية، رغم محاولاتها في السابق لاستقطاب فعاليات أزوادية والتأثير على المبادرة الجزائرية. لكن من شأن عودة المغرب للاتحاد الأفريقي وعلاقاته المتينة مع دول غرب أفريقيا أن يدفعها للعب دور أكبر في مالي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مقري: قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب قرار متسرّع

رسميًا.. مذكرة توقيف دولية ضد زعيم "الماك" فرحات مهني