07-فبراير-2021

المؤرّخ الفرنسي بنجامين ستورا (تصوير: رافييل جيلارد/Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر 

أفاد المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، بأنّه لم يُعارض في تقريره اعتذار فرنسا للجزائر عن الجرائم المرتكبة خلال الفترة الاستعمارية، لكنّه تساءل عن مدى فعالية ذلك في تهدئة الذاكرة.

أبرز ستورا أنه فوجئ بسوء فهم التقرير الذي عمل عليه بمفرده تطوّعًا منه 

وأوضح ستورا في حوار مع جريدة "ليكبريسيون" الجزائرية الناطقة بالفرنسية، أن تقريره المسلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يتضمّن أبدًا شعار "لا اعتذار ولا توبة"، بل إنه ينصّ بوضوح في الفصل الأخير، على أنه لا يوجد أي اعتراض على اعتذار فرنسا للجزائر.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية في برقيتها الأولى عن عمل ستورا قد عنونته بـ "لا اعتذار ولا توبة"، وهي العبارة التي رسخت بعد ذلك عن التقرير وتحوّلت إلى مادة للجدل على حساب مضمونه.

وذكر المؤرّخ، أنه تساءل فقط في تقريره عن فعالية الاعتذار، من خلال استحضار حالات اعتذار اليابان تجاه الصين أوالولايات المتحدة الأمريكية نحو فيتنام، التي لم تمنع حسبه من تطور أيديولوجيات المتعصبين للبيض ضدّ الأقليات.

لذلك، قال ستورا، إن تقريره تضمّن توصيات طالبت بالعمل طويل الأمد، لا سيما من خلال المناهج التربوية وتنظيم مؤتمرات حول النشطاء والمثقفين المناهضين للاستعمار ، من مورياك إلى أليغ، ومن جانسون إلى فيدال ناكيه، كما طالب بالتعريف بشخصيات رمزية مثل جيزيل حليمي أو علي بومنجل.

وأبرز ستورا أنه فوجئ بسوء فهم التقرير الذي عمل عليه بمفرده على أساس تطوّعي، مشيرًا إلى أن مهمّته لم تكن إعادة كتابة التاريخ ولكن  تحديد تمثلات هذا التاريخ في الأذهان.

وأضاف أن بحثه يقع في نطاق تاريخ الأفكار والذاكرة، الذي كان قد افتتحه في فرنسا لسنوات عديدة المؤرخان بيير نورا أو مارك فيرو، وهو يحاول معالجة تأثيرات الذاكرة  بدلًا من التوصيات السياسية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بنجامين ستورا.. مع الضحيّة والجلّاد

رحابي: تقرير ستورا لم يستجب للمطلب الرئيسي للجزائريين