30-أكتوبر-2020

عبد المجيد شيخي، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة (الصورة: في بلادي)

أكد المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، أن العمل الثنائي مع نظيره الفرنسي بينجامين ستورا فيما يتصل باسترجاع الأرشيف الجزائري المُحوّل إلى فرنسا لم ينطلق فعليًا بسبب تفشي جائحة كورونا.

شيخي دعا المسؤولين الفرنسيين إلى كشف كل ما حدث خلال المرحلة الاستعمارية

وكشف شيخي في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، على أنه "تواصل مرتين" مع المؤرخ الفرنسي بينجامين ستورا المكلف من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون لتمثيل الجانب الفرنسي غير أن "العمل لم ينطلق فعليًا لحد الآن".

وأرجع شيخي تعطّل عمله المشترك مع المؤرخ الفرنسي إلى الوضع الصحي الذي حال و لا يزال دون اللقاء المباشر بينه وبين ستورا لوضع خطة عمل مشتركة.

وفي السياق، أشار مستشار تبون إلى أنّ بينجامين ستورا انتهى من إعداد تقريره الذي قدمه للرئيس ماكرون والذي تضمن تصورًا عامًا حول مراحل وأولويات هذا العمل بالنسبة للجانب الفرنسي

ونوّه المتحدث بوجود الإرادة السياسية لدى الطرفين مذكرًا بأن "الرئيس عبد المجيد تبون كان قد أفصح عن هذه الإرادة بكل صراحة، كما أوضح ما هو الإطار الذي يجب أن يتم فيه هذا الحوار وهو نفس الأمر بالنسبة للطرف الفرنسي الذي لمسنا لديه نفس الإرادة".

وأبرز المدير العام للأرشيف الوطني أن الجزائر "تريد أن يعرف الطرف الفرنسي أنها لا تريد إخفاء الحقيقة عن شعبها وتطلب منه أن يفعل نفس الشيء تجاه مواطنيه حتى يكونوا على علم بما حدث خلال المرحلة الاستعمارية".

وأوضح المستشار الرئاسي عن المحاولات المتتالية التي تبذلها بعض الأطراف الفرنسية من أجل طمس الحقائق وإخفاء بشاعة ما عاشه الشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية.

وتابع: "المجتمع الفرنسي وبغض النظر عن الموقف الرسمي لبلاده، لا يزال يحمل عقدة ماضيه الاستعماري، مما يجعل من موضوع الأرشيف مسألة جد حساسة، لأنه سيمكّن من الكشف عن كل ما وقع خلال هذه المرحلة غير المشرفة من تاريخه".

وأضاف "الخوف من تشويه سمعة فرنسا والصورة التي تحاول الترويج لها على أنها بلد حضاري قائم على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، دفع بها في الكثير من الأحيان، إلى صد أبواب الأرشيف حتى أمام الباحثين".

وفي الصدد، أردف شيخي أنّ الطرف الفرنسي انتهج أساليب أخرى ملتوية لعرقلة حق الجزائر في استعادة أرشيفها، من خلال نقله من مركز الأرشيف بباريس والمركز الجهوي بأكس أون بروفانس إلى أماكن مجهولة و بعثرته عبر كافة إقليمها،مخلا بذلك بالقاعدة الدولية التي تؤكد على وحدة الأرصدة الأرشيفية.

وكان شيخي في تصريحات سابقة قد أكّد أن كتابة تاريخ مشترك بين الجزائر وفرنسا أمر غير ممكن، كون الجزائر تريد تاريخًا وطنيًا متناسقًا ومتسلسلًا  فيما يريد الفرنسيون تاريخا مجزّئا، مشدّدًا على أنه يوجد الكثير من المسائل التي يجب البحث حولها والتي ستكون فيها الأفكار والقناعات مختلفة وغير متطابقة.

للتذكير، فقد كلّف الرئيس عبد المجيد تبون، مستشاره عبد المجيد شيخي، ليكون مقابلًا للمؤرّخ الفرنسي بن جامين ستورا، في العمل الجاري مع الدولة الفرنسية في مجال الذاكرة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبد المجيد شيخي: فرنسا لا تملك نيّة تسليم الأرشيف الجزائري

بنجامين ستورا: ماكرون يريد تسوية ملف الذاكرة مع الجزائر