27-أكتوبر-2024
الشاب يزيد

(الصورة: فيسبوك)

الشاب يزيد أو يزيد بلعباس فنان ومنشط تلفزيوني، يعرف عن الجزائريين باسم "عمو يزيد" وهو الاسم الذي أطلقه على مشروعه وقناته الموجهة للأطفال والتي أعلن عن توقف بثها قبل أيام قليلة بعد أكثر من سنتين على إطلاقها لأسباب يوضحها في هذا الحوار مع "الترا جزائر"، كما يعود عبره احتمال عودة القناة لجمهورها من عدمه؟ وإلى قضايا أخرى تتعلق بإشكالية تمويل قنوات الأطفال ولماذا تخلى عن الغناء وتوجه لميدان الأطفال، ما مشاريعه بعد توقف قناته.. وغيرها.

  نبدأ معكم ممّا حدث مؤخرا، إعلانكم عن توقف قناة "عمو يزيد" عن البث.. ما هي الأسباب تحديدا؟

القناة توقفت لأسباب مالية واقتصادية بحتة، تراكمت الديون، كنا ننتظر الدعم، تلقينا وعودا من القطاع العام، في كل مرة، كانوا يقولون نعم، نعم، انتظروا بعض الوقت، صحيح كانت هناك مساهمات من بعض الخواص، ولكن لم تكن كافية، الديون تراكمت، الوكالة الجزائرية للبث طالبت بجميع مستحقات البث، فتواصلنا مع السلطات والخواص، وقلنا لهم إن هذا المشروع هو مشروع الجزائر، ولأطفال الجزائر، مشروع تربوي موجه لما يقارب 15 مليون طفل، إلاّ أنّ الوكالة الجزائرية للبث طلبت حقوقها كاملة وقررت وقف البث.

هل هناك إمكانية لعودة القناة إلى أطفال الجزائر الذين تعوّدوا عليها وألفوا برامجها ونشاطاتها؟

عودة قناة "عمو يزيد" إلى الأطفال واردة، وممكن أن تعود في أي لحظة، ولكن هذا يتوقف على الاهتمام الذي يوليه لها القطاع العام والخاص، لأن استمرار القنوات مبني على الإشهار، وليس شرطا أن يكون دعما تجاريا، يمكن أن يكون في صيغة دعم برامج تربوية، دينية.. إلخ.

عمو يزيد: القناة توقفت لأسباب مالية واقتصادية بحتة بعد أن تراكمت الديون

للأسف نفتقد لهذا النوع من الدعم والذي جعل القناة تتوقف، حيث وجّهنا مراسلات للقطاع العام والخاص وللسلطات أيضا وتحدثنا معهم عن المشروع بأنه مشروع كل الجزائريين، والقناة هي عنصر من هذا المشروع الذي يتوسع إلى الحفلات والأغاني التربوية، زيارة المستشفيات، وكذلك مجلة "عمو يزيد" التي تباع بأقل من سعر تكلفتها، المبادرات الني نقوم بها مع ذوي الهمم.. لذلك أعتقد أنّ هذا المشروع يجب أن يستمر ولكن الأمر مرهون بالدعم.

منذ انطلاقها إلى غاية توقفها، ربما كيف كنت تقرأ تأثيرها على الطفل الجزائري طوال سنوات البث، في ظل وجود قنوات عربية أخرى موجهة للأطفال؟

عندما بدأنا برنامج "مع عمو يزيد" سنة 2015، كانت مغامرة كبيرة في ظل سيطرة القنوات العربية الموجهة للطفل في تلك الفترة، ولكن رأينا تعطّش الطفل الجزائري للبرامج الجزائرية المستوحاة من الواقع الاجتماعي لبلاده، أي يحب برامج جزائرية بقيم جزائرية، بتفكير جزائري، بشخصيات جزائرية، وهذا ما جعلني أفهم أنّ الجمهور الجزائري يطالب بإعلام للطفل الجزائري، لذلك في 16 أفريل 2022 غامرنا بإطلاق القناة، وخاصة بعد إلحاح الجمهور الذي بدأ يطالب بالقناة منذ 2015، وبعدها أصبحت القناة تشاهد في كل ربوع الجزائر، حيث تضمنت القناة 29 برنامجا أسبوعيا من بينها "أسرع جاوب"، "إقرأ وارتق"، أنتظر طفلي"، "رسائلكم"، "مثل اليوم"، "حق التلاوة"، "ولادنا تحت جناحنا".. وغيرها، هي برامج تجيب عن تساؤلات الجمهور الجزائري الذي طالب ببرامج من واقعه، وبالتالي رأيت أنّ قناة "عمو يزيد" كان لها مكانة في الإعلام الجزائري والعربي والجمهور والأولياء والأطفال تقبّلوها وهذا ما منحها مكانتها العربية.

غياب قنوات جزائرية خاصة بالأطفال، إلى ما يرجع سبب ذلك برأيك؟

سبب غيابها واضح جدا، لأنّها قنوات غير مربحة، يستحيل أن تطلق قناة خاصة بالأطفال وتدّر عليك أموالا، من يغامر في مجال الطفل، شخص غايته نبيلة نابعة من حب الأطفال والتوعية والتربية السليمة للأطفال، وعلى العموم قنوات الأطفال في العالم غير مربحة وعددها قليل جدا في المشهد الإعلامي العالمي، ومشاريع قنوات للأطفال فيها تضحية وعمل كبيرين جدا، ليست برامجها كبرامج "التولك شو"، فبرامجها خاصة وتتطلب وقت قصير مثل 12 دقيقة أو 7 دقائق زمن البرنامج حتى لا يملّ الطفل.. وغيرها.

كيف تبدو العلاقة بين الممولين وقنوات الأطفال.. خاصة وأنّ مثل هذه المشاريع ترمي إلى التوعية والتعليم والتثقيف وأيضا الترفيه؟

علاقة صعبة، أغلب الممولين يرون أنّ الطفل لا يستهلك، يشاهد التلفزيون وفقط، تفاجأت من ردود أفعالهم، وأغلبهم يميلون إلى تمويل القنوات العامة للأسف.

الشاب يزيد أو يزيد بلعباس مغني قبل أن يكون مالكا ومديرا ومنشطا في قناة "عمو يزيد".. كما أنك اسمك ارتبط سابقا بالغناء للمرأة في عيدها العالمي.. ما سرّ توجهك للأطفال، بمشروع القناة، بالرغم من أنّك لم تنقطع عنه قبلها بتأدية أغاني موجهة لهم؟

توجه الشاب يزيد أو "عمو يزيد" لميدان الطفل، جاء من صرخة نابعة من القلب، صرخة مواطن، بسبب الفراغ الرهيب والخطير الذي ميز المجتمع، كنت قريبا من المجتمع ومحبًا للوطن وأتمنى له التطور والرقي، مجتمع يسود أفراده الاحترام وحسن المعاملة والجوار، وبالتالي أنا على قناعة أنّ الطفل لا يتربّى لوحده، بل بوسائل  منها إعلام الطفل، مسرح الطفل، كتب الطفل، لذلك توجهت إلى ميدان إعلام الطفل وأعتبره قرارا وطنيا واجتماعيا وأدخل إلى مجال يتطلب التضحية والعمل حتى أساهم في بناء الجزائر التي منحتنا كل شيء، وردّ قليل لجميلها.

هل سيغني الشاب يزيد للمرأة مرة أخرى؟

المرأة.. لم أتوقف عن الغناء لها، أغني للأم، وللأب أيضا، الرسالة متواصلة، رسالتنا اجتماعية وتربوية، لكن أن أنشط حفلا خاصا بالمرأة، هذا غير وارد.

هل لديكم مشروعا آخر جديد تشتغلون عليه غير قناة "عمو يزيد"؟

أشير فقط إلى أنّ القناة كانت جزء من مشروع "عمو يزيد" الكبير، الذي يتضمن حفلات وطنية، وهنا بمناسبة الاحتفال بذكرى سبعينية ثورة نوفمبر، ستكون هناك أعمال فنية لزرع الروح الوطنية في الأطفال لنعلمهم يفتخروا أنهم جزائريين.. مشروعنا كامل مكتمل.