10-نوفمبر-2017

أطلق المغرب قمرًا صناعيًا جديدًا لمراقبة الأرض (ستيفان كورفاجا/ ESA)

تابع المغاربة باهتمام، إطلاق القمر الصناعي الذي يحمل اسم "محمد السادس"، وذلك مساء أول أمس الأربعاء. لكن هذه الخطوة أثارت حفيظة جيران المغرب، تحديدًا الجزائر وأسبانيا.

أطلق المغرب قمرًا صناعيًا جديدًا باسم "محمد السادس"، كجزء من عقد مع فرنسا بقيمة 500 مليون يورو يتضمن إطلاق قمر آخر في 2018

بني القمر الصناعي على درجةٍ كبيرة من السرية، بعد توقيع عقد عام 2013، مع الجانب الفرنسي، أثناء زيارة الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، للرباط في نيسان/أبريل من ذلك العام. وتولت الشركة الفرنسية "إيرباص للدفاع والفضاء" مسؤولية صناعة هذا القمر، كما شاركت شركة "تاليس ألينيا للفضاء" بالمعدات البصرية. لتبلغ إجمالي تكلفة المشروع 500 مليون يورو، متضمنًا قمرين صناعيين، الأول أُطلق في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، والثاني في 2018.

اقرأ/ي أيضًا: ترسيم الحدود البحرية للصحراء.. ضربة استباقية من المغرب ضد البوليساريو

وكشفت شركة "أريان سبيس" التي تولت عملية إطلاق القمر الصناعي للفضاء، أن قمر محمد السادس لمراقبة الأرض، سيتخصص في أنشطة مسح الأراضي والبحار، وللرصد الزراعي والوقاية من الكوارث الطبيعية، فضلًا عن التطورات البيئية، وكذا مراقبة الحدود البرية والسواحل البحرية، ضمن مهامه العسكرية.

هذا ويُشار إلى أنّ القمر الصناعي المذكور، هو الثاني بعد قمر صناعي أوّل اُطلق في 2001، إذ أطلق المغرب آنذاك بواسطة صاروخ روسي من قاعدة بكازاخستان، أول قمر صناعي خاص به لمراقبة الأرض، والذي اختار له العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، اسم "زرقاء اليمامة".

قلق لدى الجيران

أثار اعتزام المغرب إطلاق القمر الصناعي، حفيظة جارته الجزائر، التي بادرت إلى "إرساء أنظمة مراقبة تكنولوجية حديثة وأجهزة تشويش فائقة وجدران عازلة"، بغية إبطاء عمل القمر الصناعي، وفقًا لتقارير إعلامية جزائرية، إذ يبدو أن الجزائر تعتقد أن المغرب قد أطلقت القمر المذكور لعمليات التجسس العسكري. ويأتي ذلك في إطار توتر قديم متصاعد مُؤخرًا بين المغرب والجزائر، على خلفية تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، اتهم فيها المغرب بالتورط في عمليات تبييض أموال الحشيش.

اشتركت إسبانيا مع الجزائر في إبداء قلقها الذي بدا واضحًا في التقارير الصحفية الإسبانية، فقد ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية نقلًا عما قالت إنه تقرير إسباني، أن المغرب أطلقت "قمرًا تجسسيًا"، غرضه "رصد الأرض بدقة عالية، وبسرية تامة تسمح بالحصول على صور عالية الدقة، ومراقبة الأرض على مدار الساعة، وتسجيل كل صغيرة وكبيرة". وأضاف التقرير أنّ "السرية التي أحاطت بالصفقة، تجعل من الصعب معرفة بعض صفات القمر الصناعي المغربي الجديد".

كما قالت تقارير صحفية جزائرية، إن لجنة حكومية مشتركة في الجزائر، ستشرع في أشغال نصب أنظمة مراقبة تكنولوجية، وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش لتعزيز المراقبة على الحدود مع المغرب، وذلك كرد فعل على إطلاق المغرب قمرها الجديد، وهو ما أكدت عليه صحيفة البلاد الجزائرية، التي نقلت عن مصادر جزائرية قولها، إن "هذه الخطوة أملتها دواع أمنية متزامنة مع اعتزام المغرب إطلاق قمر صناعي تجسسي".

أعربت الصحافة الجزائرية والإسبانية، عن قلق بلديهما من إطلاق المغرب لقمرها الصناعي الجديد، الذي وصفته بأنه "قمر تجسسي"

صحيفة "البايس" الإسبانية علقت أيضًا على إطلاق المغرب قمرها الصناعي لمراقبة الأرض، فقالت إنّ "القمر الصناعي المغرب سيتمكن من الحصول على معلومات مفصلة حول المنشآت العسكرية، وتحركات القوات العسكرية للجيران، سواءً إسبانيا أو الجزائر أو جبهة البوليساريو".

في النهاية يبقى القلق لدى الجانبين الجزائري والإسباني في حدود التقارير الإعلامية، دون اتخاذ حكومة أي من البلدين خطوات مقابلة، إلا اعتزام الجزائر تشديد المراقبة على حدودها مع المغرب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

10 حقائق اقتصادية حول دول المغرب العربي

وزارة خاصة للشؤون الأفريقية في المغرب.. على ماذا تراهن الرباط؟