22-أكتوبر-2020

الكاتب الجزائري كمال داود (تصوير: جويل ساجيت/أ.ف.ب)

دعا الكاتب الجزائري كمال داود ، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للإفراج عن معتقلي الرأي والمعارضين، بمناسبة ذكرى أول نوفمبرفي رسالة وجهها إليه، ونشرت اليوم الخميس على صحيفة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية.

كمال داود: لا أعتقد أيضًا  أن الجزائر جديدة بالفعل أو أنها تختلف كلية عن جزائر الأمس

وتوجه داود برسالته إلى تبون، كونه "رئيس هذا البلد والشخص الذي يتمتع بالسلطة، ويمكنه المساعدة في تحقيق ذلك"، مستطردًا "يجب أن أخبرك أولًا أنني لم أصوت في 12 كانون الأوّل/ديسمبر 2019. لكن أمي فعلت، التصويت يعتبر أمرًا ثمينًا في عيني أمي".

ويتابع الصحافي المثير للجدل "بلدنا شاسع، أكبر من غرورنا، لا يمكن اختزاله في شارعين أو عاصمة، أو قصر (..) تاريخ بلدنا مؤلم. في بعض الأحيان يكون حاضره غير مقروء بالنسبة لنا. كما أنّ مستقبله يقلقنا ويلزمنا". ومع ذلك، يقول داود "فإن الأمر متروك لكل واحد منا لتحمل العبء ومعرفة حقيقته".

ويسترسل المتحدث "أولئك الذين يحكمون ينتهي بهم الأمر إلى تحمل مسؤوليتهم في عدم الثقة في كل صوت مختلف. وأولئك الذين يعارضون ينتهي بهم الأمر إلى الاعتقاد بأن التدمير، والرفض، وإدارة الظهر يعتبر عملا بنّاءا وأنّ كل ما يأتي من الطرف الأخر كذبة".

وواصل داود انتقاداته لبعض الأفكار التي أتى بها الحراك الشعبي، وثقافة العدمية السياسية قائلًا "أنا لا أؤمن بنبل المعارضة المفترض. لم أعد أؤمن بالمواقف المتطرفة والمعارضة التي لا تنتهي. كما أننّي لا أعتقد أن لدي الحقيقة بمفردي".

ومن جهة أخرى،  أضاف داود "لا أعتقد أيضًا  أن الجزائر جديدة بالفعل، أو أنها تختلف كلية عن جزائر الأمس (..) أعتقد أن أمًا أو أبًا أو فلاحًا أو سائقًا لديهم رؤية أفضل لهذا البلد، من خلال جهودهم ونضالاتهم".

وعلّق داود "أنا مدين لهم بالتواضع في مطالبتي ووضوح ما يمكن أن أتمناه. لا أستطيع أن أقدم لهم الفوضى أو الوهم. ولا الشعارات البسيطة".

ويرى صاحب "ميرسو، تحقيق مضاد"، أنّ الجزائر تحتاج  اليوم إلى تهدئة تسمح بإعادة البناء، مخاطبًا رئيس الجمهورية " إذا لم تجد الرغبة في التهدئة في ما يقوله خصومك، آمل أن تجدها في نفسك. مسؤوليتك أكبر من مسؤولية أولئك الذين يقولون لك "لا" بسهولة. الجزائر بحاجة إلى تجنب المعارضة العقيمة أو الحماس المفرط".

ودعا داود تبون للعفو عن "أولئك المسجونين على آرائهم وتجاوزاتهم وآمالهم وإيمانهم ومعتقداتهم أو أخطائهم. ليس لأنني أعتقد أنهم يمتلكون حصانة ولكن لأنني أعتقد أن لديك الحق - وربما حتى الواجب -  لتضميد صورة البلد،  ومنع الجزائر من المعارك غير الضرورية والانتصارات الوهمية".

وأردف داود " لا تستمد بلادنا مجدها من المعارك الزائفة أو المعارك المجنونة ضد بعضنا البعض".

وختم صاحب رواية "زابور"، بطلب العفو بمناسبة الفاتح من تشرين الثاني/نوفمبر عن  ياسين مباركي وخالد درارني ورشيد نكاز وغيرهم من مواطنين وطلبة ونشطاء يحلم كل واحد منهم على طريقته الخاصة بجزائر مثالية، على حدّ تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خبراء في الأمم المتحدة يدينون سجن الصحفي درارني ويطالبون بالإفراج عنه

غضب شديد بعد إدانة درارني بالحبس لمدة سنتين