04-أبريل-2019

فريق السترات الصفراء في إحدى مسيرات الحراك الشعبي (الترا جزائر)

لم يجمع الحراك الشعبي شرائح ومجموعات مختلفة من المتظاهرين فقط، فعلى هامشه، لكن في قلب تفاعله، هناك مجموعات أخرى لعبت أدوارًا لوجستية لدعم المتظاهرين.

على هامش الحراك الشعبي هناك مجموعات شبابية أخرى غير "المحتجين" لعبت أدوارًا لوجيستية لدعم المتظاهرين

من هؤلاء شباب السترات الصفراء، لكنها ليست كسترات فرنسا الصفراء، وإن اشتركوا في الاحتجاج، لكن لهم في الجزائر حيثية أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: الشارع يجدد "يتناحو قاع".. عبارة هزّت عرش العصابة

السترات الصفراء

متأهبين وعلى ظهورهم حقائب فيها لوازم مختلفة من معدات طبية وعلب إسعافات أولية. يشاركون في التنظيم، وفي الإسعاف إذا استلزم الأمر. رافقهم "الترا جزائر" في إحدى تحركاتهم.

من أمام ساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة تنطلق المجموعة بانضباط ونظام، بقيادة بلال خالدي. يتوقع بلال أن المسيرة ستشهد إقبالًا كثيفًا، ما يستدعي مزيدًا من التحضير.

 جاءت المجموعة لمشاركة نوعية في مسيرات العاصمة، من ولاية تيزوزو، تحديدًا من أعالي قرية فريحة. يصف بلال عمل المجموعة قائلًا: "نقوم بمرافقة المتظاهرين عند نقطة الانطلاق من مقر الولاية. وبداية من ساعات الصباح الأولى نعقد مقر العمليات عند ساحة البريد المركزي وساحة أودان".

السترات الصفراء في الجزائر

 اكتسب بلال وزملاؤه الخبرة مع توالي المسيرات. يقول: "ندرك جيدًا ما هي مسؤوليتنا وحدودها، وما هي اللوازم التي ينبغي أن نحملها، ونعرف متى وكيف نتدخل".

مجموعة الدعم الطبي، والتنظيمي أحيانًا، تتكون من 20 فردًا، لكنهم ليسوا هواة، فشرط التطوع مع المجموعة أن يكون الشخص محترفًا في الإسعافات الأولية. ويضم الفريق ايضًا أطباء وممرضين. يبدأ العمل بالاجتماع ووضع خطة لليوم، بدءًا من خريطة الانتشار، إلى تحديد آليات التدخل اللازم.

كثيرًا ما يتسبب الاكتظاظ في وقوع حالات إغماء وفقدان للوعي، وهي بالفعل أغلب الحالات التي يتعامل معها فريق بلال خالدي. هناك أيضًا المساعدات التي يقدمونها لذوي الاحتياجات الخاصة بين المتظاهرين، ومرضى السكر. "في اليوم الواحد، نجري ما بين 40 إلى 50 حالة تدخل بالإسعافات الأولية. وفي الحالات الخطرة، نجري تنسيقًا مع الحماية المدنية".

مهني أغيلاس، طالب جامعي، هو أصغر أفراد المجموعة. تطوع مهني مع الفريق لأن "الحراك يحتاج إلى دور كهذا"، وتعزز المشاركة مع الفريق، لدى مهني، الشعور بالفاعلية. وتقتضي مهمة مهني دورًا تنظيميًا، بالإضافة إلى المراقبة الحريصة للتدخل بالإسعاف الأولى إذا لزم الأمر.

السترات البرتقالية

على بعد أمتار من ساحة البريد المركزي، التقى "الترا جزائر" مجموعة أخرى من الشباب يرتدون سترات برتقالية، كانوا بصدد وضع الترتيبات الأخيرة لدورهم قبيل انطلاق المسيرة.

تحدث "الترا جزائر" مع أحد أفراد المجموعة ويدعى سليم، والذي أوضح أنهم اجتمعوا أول مرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، واتفقوا على أن يكون لهم دور لوجيستي في المسيرات.

السترات البرتقالية

وصل عدد المتطوعين في مجموعة السترات البرتقالية إلى نحو 40 شخص، جميعهم تقريبًا لديهم خبرة أكاديمية أو عملية في الإسعافات الأولية والتدخلات الطبية الطارئة. وعلى مدار أسابيع عملهم، أجرى أفراد السترات البرتقالية نحو 600 تدخل بالإسعاف الأولي لحالات مختلفة ما بين إغماءات بسبب الاختناق، أو فقدان للوعي لمرضى بالسكري أو ضغط الدم.

يقسم الفريق نفسه إلى مجموعات متفرقة، لها نقاط ثابتة في مناطق مختلفة حول العاصمة، بالإضافة إلى مجموعة متنقلة مع المسيرات، وبهكذا ترتيب، يضمن الفريق أن يغطي أوسع نطاق ممكن.

أبدى المتظاهرون ارتياحهم واطمئنانهم من وجود مجموعات مثل السترات الصفراء والبرتقالية تهتم بمن يحتاج للإسعافات الطارئة

باستطلاع سريع لآراء المشاركين في مسيرات الحراك الشعبي، أبدى من تحدثنا إليهم ارتياحهم لوجود هذه المجموعات الشبابية، سواءً السترات الصفراء أو البرتقالية أو غيرهما. يقول أحدهم: "لا يعكس ذلك فقط صورة حسنة عن الحراك الشعبي، وإنما يطمئن أيضًا المتظاهرين بأن هناك من يهتم بهم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"سامحوني" البوتفليقية.. ذاكرة الشعب أقوى من الاستعطاف

عزمي بشارة: الحراك الجزائري رفع رؤوسنا بسلميته وحضاريته