قضى مئات الجزائريين، ليلتهم أمس في ساحة البريد المركزي، بقلب العاصمة الجزائرية، تحضيرًا لمسيرة الحراك الشعبي اليوم، المتوافقة مع ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية في الفاتح تشرين الأوّل/نوفمبر.
ردّد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي وتؤكّد على مدنية الدولة
وكسر المتظاهرون بهتافاتهم وأهازيجهم، ليلة أمس هدوء العاصمة الليلي، واستقطبوا لتجمّعهم مئات المواطنين الذين صنعوا أجواء احتفالية وردّدوا شعارات ثورية وأناشيد وطنية، ورفعوا شعارات سياسية مطالبة بالتغيير والانسجام مع الإرادة الشعبية.
رافق هذا التجمع، إطلاق أبواق السيارات، وإشعال الأضواء ورفع الأغاني والأناشيد الوطنية، وهي وسيلة للتعبير عن الغضب الشعبي، ظهرت في الأسبوعين الأخيرين.
وجلب بعض المتظاهرين معهم، آلة "المهراس" التقليدية التي قُرعت مثل الأجراس، مسترجعين أسلوب الاحتجاج نفسه ضدّ المستعمر الفرنسي، حيث كانت تلجأ إليه نسوة حيّ القصبة العريق في أعالي العاصمة.
وردّد المتظاهرون هتافاتهم المعتادة التي تدعو إلى تحرير الجزائر من الاستبداد وإطلاق سراح معتقلي الرأي، والتأكيد على الدولة المدنية ورفض تحكّم قيادة المؤسسة العسكرية في القرار السياسي.
كما شدّد المتظاهرون بقوّة وفق ما رفعوه من شعارات، على رفض الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 تشرين الأوّل/ديسمبر المقبل، والتي يعتبرونها انتخابات شكلية هدفها تجديد النظام لنفسه.
وظهرت دعوات المبيت في الشارع ليلة الفاتح تشرين الثاني/نوفمبر قبل أسابيع، لجعل هذه المسيرة الأكبر على الإطلاق منذ بدء الحراك الشعبي، وإجبار السلطة على التراجع عن تنظيم الانتخابات. ويُتوقّع في مسيرة اليوم، أن يمتد التظاهر إلى غاية فجر يوم الأحد، كما دعا لذلك نشطاء على مواقع التواصل.
اقرأ/ي أيضًا:
الحراك يرفض بقايا بوتفليقة.. هل يترقب الجيش تفويضًا شعبيًا؟!
"مغالبة" الجيش والمحيط الرئاسي.. تصفية حساب على مائدة الحراك الجزائري