26-ديسمبر-2021

المسرحيّ مختار حسين (فيسبوك/الترا جزائر)

برز الممثل والمكوّن المسرحيّ مختار حسين (1987)، منذ مساهمته في تأسيس "مسرح القوس" عام 2013، وهو مسرح حرّ يقع في قبو تحت جسر، في قلب مدينة معسكرغرب البلاد، بصفته صاحب مبادرات تهدف إلى اقتراح طرق جديدة ومختلفة في التكوين المسرحيّ الذّي ظلّ مطلبًا ملحًّا في المشهد الجزائريّ الذّي لا يتوفّر إلّا على معهد وطنيّ واحد تأسّس عام 1964.

مختار حسين: هل يعقل أن تظلّ نسبة كبيرة من مدارسنا بلا مسرح بعد ستّين عامًا من الاستقلال الوطنيّ؟

في السّياق، اقترح كاتب مسرحيّة "حنين" مشروعًا مسرحيًّا تكوينيًّا أسماه "حلم". ويقوم على تربّص مغلق لمدّة شهر يشارك فيه ثمانية شباب تخرّجوا من الجامعة في اختصاصات مختلفة وبخبرة تفوق سبعة أعوام في الحركة المسرحيّة في ولاية معسكر؛ تؤطّرهم نخبة من الخبراء في فنون المسرح وفي كيفيّة التّعامل مع الطّفل؛ وصولًا إلى إنتاج عرض يُقدّم في ثماني مدارس في "بابا علي" أكبر حيّ شعبيّ في المدينة.

اقرأ/ي أيضًا: ياسين زايدي.. الخشبة والشّاشة تفقدان ملاكهما

"ثم يتوجّه كلّ شابّ من المتربّصين إلى مدرسة، ليقدّم ورشة لعشرة من التّلاميذ يكون نتاجَها عرض مسرحيّ، فيكون لدينا ثمانية عروض لثماني مؤسّسات ابتدائيّة بمشاركة 80 تلميذًا هم من أطفال هذا الحيّ الشّعبيّ. والذّين سيدخلون في منافسة ضمن مهرجان مدرسيّ يقام في المسرح الجهويّ".

يمتدّ البرنامج لمدّة ستّة أشهر، يقول محدّث "hلترا جزائر"، من مطلع شهر كانون الثاني/جانفي إلى مطلع شهر حزيران/جوان الذّي يشهد اليوم العالميّ واليوم الأفريقيّ للطفل، مع مراعاة رزنامة برنامج وزارة التربية، خاصّةً فيما يخصّ فترات الامتحانات. وتتخلّله حملات للتّشجير والتّنظيف والطّلاء في حيّ بابا علي.

يقول مختار حسين إنّه أطلق اسم "حلم" على المسروع لأنّه يُدخل الطّفل في مناخات حالمة بصفته مشاركًا فيه وبصفته متلقيًّا له، وبصفته أيضًا يؤسّس بطريقة عمليّة وميدانيّة للمسرح المدرسيّ؛ "هل يحقّ لنا أن نتباكى على أنّ المسرح المدرسيّ في الجزائر ظلّ حبرًا على ورق؛ من غير أن تبادر النّخبة المسرحيّة باقتراح برامج وتصوّرات واقعيّة وسلسة ووظيفيّة؟ ماذا لو عُمّمت التّجربة وطنيًّا؟ ألا تملك القدرة على منحنا أرضيّة حقيقيّة نبني عليها لاحقًا؟

ويواصل مختار حسين تساؤلاته: "هل يعقل بعد ستّين عامًا من الاستقلال الوطنيّ أن تظلّ نسبة كبيرة من مدارسنا بعيدة عن المسرح، فلا تدرّسه ولا تنتجه ولا تستقبله ولا تذهب إليه؟ لقد أكثرنا من وصف أطفالنا بكونهم رجال المستقبل، لكنّنا لا نبذل جهودًا تذكر في إعدادهم نفسيًّا وفكريًّا لهذا المستقبل الذّي لن يستقبل الذّهنيات والنّفسيات المهزوزة".

المشروع مدعّم ماليًّا من طرف وزارة الثّقافة والفنون في حدود 30 % من إجماليّ التّقديرات الماليّة؛ "لهذا نحن نبحث عن شركاء من القطاع الخاصّ يمكنهم المساعدة، حتّى نستطيع تنفيذ المشروع على أرض الميدان. هل ثمّة استثمار أهمّ من الاستثمار في الإنسان؟".

يضع مشروع مختار حسين، أمام المساءلة، تأخّرَ مساهمة القطاع الخاصّ في تمويل ومرافقة المشاريع الثّقافيّة

ويضع مشروع مختار حسين، أمام المساءلة، تأخّرَ مساهمة القطاع الخاصّ في تمويل ومرافقة المشاريع الثّقافيّة، واقتصار مفهوم الإحسان في المخيال الشّعبيّ العامّ على بناء فضاءات العبادة، وذهاب ميزانيات الخدمات المدرسيّة المكمِّلة إلى برامج موسميّة وترفيهيّة عابرة؛ فهل سيتحقّق "الحلم"؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الترا جزائر" تقف على تفاصيل انتحار الممثّل هيثم حساسني

حوار | صبرينة قريشي: هزيمة الوطن حضاريًا هي هزيمة نكراء لفنّانيه