22-أغسطس-2021

(فيسبوك/الترا جزائر)

 

فريق التحرير - الترا جزائر

بقي قطاع الصّحّة في الجزائر مصرًّا على التّعامل باللّغة الفرنسيّة، من ناحية المراسلات والتّوثيق وكتابة الوصفات الطّبيّة، بل أحيانًا حتّى على مستوى مخاطبة المرضى من طرف الطّاقمين الإداريّ والطّبّي، سواء بعد قانون التّعريب الذّي أقرّه الرّئيس هوّاري بومدين في منتصف سبعينات القرن العشرين أو بعد قانون تعميم استعمال اللّغة العربيّة الذّي أقرّه الرّئيس اليمين زروال عقدين بعد ذلك.

ظهرت عدّة دعوات لتعريب قطاع الصّحّة، على مستوى تدريس الطّبّ في الجامعة وعلى مستوى تعاملات المؤسّسات الاستشفائيّة

وظهرت عدّة دعوات لتعريب قطاع الصّحّة، على مستوى تدريس الطّبّ في الجامعة، وعلى مستوى تعاملات المؤسّسات الاستشفائيّة؛ لكنّها بقيت دعواتٍ معزولة عن الواقع ولم تجد طريقها إلى التّنفيذ، رغم تقاعد النّخب الطّبيّة التّي تلقّت تعليمها باللّغة الفرنسيّة، قبل وبعد الاستقلال الوطنيّ (1962)، ووصول النّخب التّي تلقّت تعليمها باللّغة العربيّة في أطوار التّعليم الثّلاثة إلى مصاف الممارسة المهنيّة.

اقرأ/ي أيضًا: الخريطة اللغوية في الجزائر

في ظلّ هذا الوضع، فاجأت إدارة مستشفى "تشي غيفارا" في مدينة مستغانم، 400 كيلومتر إلى الغرب من الجزائر العاصمة، الجزائريّين؛ يوم 11 أغسطس/ أوت الجاري بإصدار تعليمة لإطاراتها والمتعاملين معها تقرّ تعريب وثائقها الرّسميّة وتقاريرها ومحاضرها ومراسلاتها الاداريّة تطبيقًا لأحكام القانون 91-05 المتضمّن تعميم استعمال اللّغة العربيّة.

كما تجدر الإشارة؛ حسب التّعليمة التّي تداولها مدوّنون في مواقع التّواصل الاجتماعيّ، إلى ضرورة استعمال اللّغة العربيّة وحدها، عند تحرير كلّ الوثائق وتحرير تقارير ومحاضر الاجتماعات الرّسميّة. وكذا جميع المراسلات الإداريّة. بالإضافة إلى أن تكون جميع أختام المؤسّسة الاستشفائيّة والعلامات المميّزة لها باللّغة العربيّة وحدها.

وعلّق الطّالب في كلّية الطّبّ بجامعة سطيف عثمان غديري بالقول إنّ قوانين الجمهوريّة، منها قانون تعميم استعمال اللّغة العربيّة، واجبة التّنفيذ، "لكن لا ينبغي أن نقع في الشّكليات، فنراهن على طبيعة اللّغة في مؤسّساتنا الصّحّيّة، بمعزل عن المراهنة على حسن الأداء الذّي يهمّ المواطن مباشرة".

ويسأل محدّث "ألترا جزائر": "ما يهمّ المريض الذي يموت اختناقًا في المستشفى بسبب انعدام الأكسيجين إذا كانت التّعاملات الإداريّة باللّغة الفرنسيّة أو باللّغة الوطنيّة؟". يختم: "إنّ إصلاح المستشفيات في الجزائر مرتبط بالإرادة السّياسيّة؛ بغضّ عن النّظر عن اللّغة المستعملة. وهو المعطى الذّي يجب أن نضغط لتوفّره".

هل تعدّ خطوة مستشفى تشي غيفارا في مستغانم مقدّمةً لتعريب المستشفيات في الجزائر؟

هنا يطرح هذا السّؤال نفسه: هل تعدّ خطوة مستشفى تشي غيفارا في مستغانم مقدّمةً لتعريب المستشفيات في الجزائر، أم هي مجرّد خطوة معزولة، قد تُواجه بإكراهات الواقع في الميدان؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل اللغة العربية بالمغرب في مهب الريح؟

العاميّة أم الفصيحة.. أيّهما أصلح للتعليم؟