08-يوليو-2024
الفريق الطبي

الفريق الطبي الجزائري في غزة (الصورة: فيسبوك)

قال منسّق البعثة الطبية الجزائرية بشمال غزة، فيصل بلجيلالي، إنّ مستشفيات القطاع مدمّرة والقطاع الصحي مُنهار تمامًا جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

منسق البعثة الطبية لـ"الترا جزائر": القصف الصهيوني دمّر المستشفيات بقطاع غزة وأخرجها عن الخدمة ما يصعّب عمل الفرق الطبية هناك

وأفاد بلجيلالي في تصريح خصّ به "الترا جزائر" بأنّ "الفريق الجزائري المكوّن من 13 طبيبًا نجح في الدخول إلى غزة والوصول إلى شمال القطاع، الذي هو في عزلة تامة عن العالم الخارجي، وغياب للمساعدات منذ أزيد من 7 أشهر."

ليكمل: "جئنا بطاقم طبي متكامل يضمُّ أطباءً مختصين في الجراحة العامة، الطوارئ، الجراحة التخصصية، جراحة الأوعية الدموية، وجراحة وجه وفك وكذا الأعصاب."

وعن ظروف القطاع الصحي بشمال القطاع، أجاب، منسق الوفد الجزائري الصحي بأنّه "وجدنا ظروفًا صعبة جدًا في القطاع وبالخصوص في الشمال".

وأضاف: "المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في العتاد والأدوية ونقصًا في الطاقم الطبي". وهنا كشف أنّ "من ضمن 12 ألف طبيب كانوا موجودين في محافظة شمال غزة بقي منهم ألف طبيب فقط. بينما 11 ألف الآخرين هم بين نازح وأسير وجريح وشهيد."

ووفقه فإنّ "الطاقم الطبي في المستشفى، حاليًا، هم طلبة طب في السنة الثالثة والرابعة، وغالبيتهم شباب، وجدوا أنفسهم في وضع مفروض فتأقلموا معه."

وأشار إلى أنّه "والحمد لله البعثة الجزائرية وصلت إليهم (الأطباء)، وصار هناك نقل للخبرة العملية من استقبال للحالات إلى تشخيصها ومنه إلى العمليات الجراحية العادية والاستعجالية."

وشدّد محدّث "الترا جزائر" بأنّ "الفريق الجزائري عازم على أن يكون التنسيق مستمرًا مع هذه الكوادر الفلسطينية ويبقى معها في اتصال. حتى بعد الرجوع إلى أرض الوطن، لأن مدتنا هنا لا تتجاوز أسبوعين."

كما أعرب فيصل بلجيلالي عن أمله في "ألّا تكون هذه البعثة هي الأخيرة. ونسعى أن نُدخِل فوجًا آخر بعد مغادرتنا، لأن كل المستشفيات مدمرة في شمال قطاع غزة، وتحتاج إلى كادر بشري صحي."

وفي ردّه عن سؤال يخصُّ حالة المستشفيات، قال: "المستشفى الإندونيسي الذي نتواجد به هو من بين أكبر المستشفيات بالقطاع، باقٍ في الخدمة، وفيه عدد من الأقسام والمصالح توفر خدمات محدودة. أما باقي المستشفيات فجزءٌ كبيرٌ منها تضرّر جراء القصف الصهيوني."

واستدرك: "المستشفى أيضًا خُرّب ودُمّر قبل أشهر وتمت إعادة تأهيله بالكامل، ولكن تعرّض لقصف آخر بعد أسبوعين من استئنافه للخدمات. وهو ما أخرج الطابق الثالث والرابع منه عن العمل."

وأبرز الطبيب الجزائري بأنّ "هناك عملًا خيريًا وتطوعيًا فلسطيني ودولي لإعادة تأهيل الطابقين بالمستشفى، أما باقي المصالح تشتغل بشكل مقبول، رغم حالة النقص المسجلة في المورد البشري والعتاد والأدوية."

و"هناك محاولات أخرى لتأهيل بعض المصالح في مستشفيات أخرى، على غرار مستشفى كمال عدوان الذي يستقبل النساء والتوليد. وكذا مجمع الشفاء الذي دُمر واقتحم، تم تأهيل قسم الكلى به"، يردف المتحدث.

ليسترسل منبهرًا بصمود الشعب الفلسطيني رغم كل ما يحدث، "صراحة، هذا الشعب مثابر وينهض بسرعة وصامد ضدّ كل أساليب الإبادة الجماعية للاحتلال الصهيوني. وهو ما رصدناه هنا في شمال القطاع."

ووجّه بلجيلالي رسالة للفلسطينيين والجزائريين قائلًا: "نأمل أن نؤدي واجبنا على أكمل وجه وإن شاء الله الفرج لأهلنا وإخواننا في غزة. ونتمنى كذلك أن يتفاعل الشعب الجزائري مع القضية ويكون على قدر الحدث وهذا أملنا فيه مثلما كان دومًا."

ويوم الجمعة الخامس من تموز/جويلية الجاري، وصل، 13 طبيبًا جزائريًا إلى غزة، ضمن منظمات إغاثية عالمية. وهو أول فريق يصل إلى القطاع المحاصر منذ بداية الحرب.