02-أغسطس-2021

(الصورة: bbc)

فريق التحرير - الترا جزائر

تردد مؤخرًا، في وسائل إعلامية رسمية وغير رسمية، أن جولة وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الأخيرة في أفريقيا، إلى أثيوبيا والسودان وتونس ومصر، جاءت بدافع وقف زحف "إسرائيل" إلى الاتحاد الأفريقي.

دبلوماسي سابق: الجزائر انزعجت من تجاوز رئيس مفوضية الاتحاد الأعراف المعتادة في استشارة الدول الأعضاء بخصوص أي طلب عضوية لدولة من خارج القارة الأفريقية 

وقالت وزارة الخارجية في بيان سابق لها، إنّ "القرار الأخير لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بقبول مراقب جديد، والذي يدخل ضمن صلاحياته الإدارية، ليس من شأنه أن يؤثر على الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية العادلة".

ويفسّر دبلوماسي جزائري سابق في حديثه مع "الترا الجزائر"، الموقف الجزائري، بكون حصول أي دولة على صفة العضو المراقب، بات أمرًا معتادًا في المنظمات القارية، وهي عضوية رمزية ليس لها أي تأثير على صناعة القرار.

ويقول الدبلوماسي الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إن مصدر الانزعاج قد لا يكون في حصول إسرائيل على صفه العضو المراقب لأن ذلك لا يعني دبلوماسيًا الشيء الكثير، بقدر ما هو في تجاوز رئيس مفوضية الاتحاد الأعراف المعتادة في استشارة الدول الأعضاء بخصوص أي طلب عضوية لدولة من خارج القارة الأفريقية لعضوية الاتحاد الإفريقي.

وأوضح المتحدث، أن حصول "إسرائيل" على هذه الصفة التي ظلت تبحث عنها لأكثر من عشرين عامًا، لم يكن ليتحقق لولا وجود دول أفريقية نسجت علاقات قوية معها في السنوات الأخيرة وضغطت باتجاه تحقيق هذا الطلب.

وعن الموقف الجزائري، قال الدبلوماسي السابق، إن أحسن طريقة للتعامل مع هذا القرار الذي جاء بصيغة الأمر الواقع هو تهميشه، والعمل دون أن يكون فعلًا لـ"إسرائيل" نفوذ عل بعض قرارات المنظمة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي يضم نحو 80 دولة كعضو مراقب، وهو أمرٌ طبيعي في ظل المكانة التي باتت تحتلها القارة دوليًا.

وتبقى الجزائر من الدول القليلة في القارة الأفريقية، التي ترفض إقامة أيّة علاقة مع "إسرائيل"، وتعتبرها دولة محتلة مغتصبة للأراضي الفلسطينية، وتشير في موقفها إلى أن أي تطبيع في العلاقات غير ممكن ما لم يرجع الاحتلال الإسرائيلي إلى ما دون حدود 1967، وهو ما أعاد الرئيس عبد المجيد تبون التعبير عنه بقوله إن الجزائر لن تمضي في مسار "الهرولة العربية إلى التطبيع".

وظلت الجزائر ثابتة على هذا الموقف، على الرغم من تقلب الأزمنة السياسية في المنطقة العربية والإفريقية، وهو ما بات يميزها في العلاقات الدولية، كإحدى الدول المتمسكة بمبادئ صلبة إزاء فلسطين، في وقت لا تتردّد دول أخرى في تغليب مصالحها المادية والاستراتيجية، على حساب من كان العرب يجمعون على أنها قضيتهم الأولى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأزمة الليبية.. الجزائر تخرج من حالة الصمت الدبلوماسي

تحالفٌ عربي بقيادة الإمارات ومصر أفشل تعيين لعمامرة مبعوثًا بليبيا