26-يونيو-2019

العلم الفلسطيني حاضر منذ بداية الحراك الشعبي الجزائري (أ.ف.ب)

الجزائر لم تغب عن مؤتمر البحرين الرامي إلى تحقيق ما يُعرف بـ صفقة القرن"، مثلما تداول على منابر إعلامية. بل إن الجزائر دولة لا تعترف بوجود شيء اسمه "إسرائيل" البتّة، ولذلك يُعتبر الحديث عن مشاركة الجزائر في هذا المؤتمر، الذي دعت  إليه المنامة وواشنطن تحت مسمّى "السلام من أجل الازدهار" إلى جانب الكيان الصهيوني، خيارًا غير مطروح منذ البداية، لذلك لا يصلح وصف الموقف الجزائري بمجرد غياب أو تخلف عن الحضور.

ينسجم الموقف الرسمي للدولة الجزائرية، مع الموقف الشعبي كلّما تعلّق الأمر بالقضايا القومية والعربية، خاصّة القضية الفلسطينية

ينسجم الموقف الرسمي للدولة الجزائرية، مع الموقف الشعبي، كلّما تعلّق الأمر بالقضايا القومية العربية وخاصّة القضية الفلسطينية، إذ تتبنّى الجزائر في خطاباتها ومشاركة وفودها في مختلف الفعاليات الدولية الثقافية والرياضية والسياسية، رفضها القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

اقرأ/ي أيضًا: فلسطين والجزائر.. حب على بعد آلاف الكيلومترات

على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر ناشطون ومثقفون جزائريون، عن رفضهم القاطع لهذا المؤتمر، وعن غضبهم على الدول المشاركة وسياساتها الخارجية، إذ تُجمع كثير من التعليقات، على وصف مشاركتها في مؤتمر المنامة بالخيانة والعمالة للكيان المحتل.

في هذا السياق، يعلّق محمد علال، صحافي بجريدة الخبر اليومية،على حسابه بموقع التواصل فيسبوك، على مؤتمر البحرين، قائلًا: " الجزائر ترفض رفضًا قاطعًا المشاركة في قمّة المنامة التي تضع اليوم فلسطين في المزاد العلني، بخطة أميركية خبيثة، وللأسف بتزكية وتمويل عربيين".

ويستطرد القائل، منتقدًا سياسة دول العربية المشاركة في المنامة، ومستغربًا عدم إعلان مواقفهم تجاه القضية، "أين هم الذين يتشدّقون باسم فلسطين في المهرجانات والمحافل الدولية بالكوفية؟، أين أنتم الآن لقول كلمة رفض أو إدانة هذه الخطّة التي تأتي للأسف بمشاركة دولكم العربية وتمويل من أموالكم المنهوبة؟".

من جهته، وصف أحمد براهيم، المنسّق المغاربي وعضو مكتب الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزّة، مؤتمر البحرين على حسابه بموقع التواصل فيسبوك بـ "مؤتمر الذلّ والمهانة"، ويعتبر في منشور آخر، أنّ الوقت الراهن هو "زمن التمحيص بين شريف ومطبع ذليل ... لن نبيع أرض العزّة والشرف، القدس وفلسطين ليستا للبيع".

هنا، يتحدّث الناشط السياسي المغترب صلاح الدين مرّيش، المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، ومشاركة عدد من الدول في مؤتمر البحرين، بـ "كارثة جديدة للخونة العرب"، مشبّها المساعي الأميركية بـ "سايكس بيكو جديدة"، غير أنها شهدت مشاركة دول عربية، على عكس المؤتمر الأوّل الذي غاب عنه العرب سنة 1917، لتحديد مناطق نفوذ المنتصرين، على حدّ قوله.

 في هذا السياق، يذهب الكاتب عبد القادر رابحي، إلى أن هذا الحدث، دعوة للتخلّي عن آلاف السنين من التاريخ، إذ يقول في منشور له : " في هذه الأثناء يخطب شاب أمريكي صغير، لم يتجاوز الأربعين على العرب العاربة والعرب المستعربة، بأسلوب هادئ ومتنوّر وعقلاني لا يخلو من صيغة أمرٍ مبطنة، بأن شدّوا على صفقة القرن وتخلّوا عن آلاف السنين من التاريخ، من كنعان إلى محمد الدرّة ومن النهر إلى البحر، لكي تحافظوا على ما تبقى لكم من آبار بترول وأرصدة ثابتة وكراسٍ متحرّكة".

السائرون في الحراك الشعبي رفعوا الأعلام الفلسطينية لإبداء موقفهم الأبدي الداعم للقضية الفلسطينية

بالموازاة مع هذا الحدث، تعرف الساحة السياسية الجزائرية حراكًا شعبيًا منذ ما يقارب خمسة أشهر، في أكبر مسيرة تشهدها البلاد منذ الاستقلال، تُطالب بتغيير النظام ومحاسبة المتورطين في الفساد من مسؤولين في الدولة ورجال أعمال، لم يتوانَ السائرون في الحراك عن رفع الأعلام الفلسطينية، تأكيدًا على دعمهم المطلق للقضية ورفضهم للاحتلال الصهيوني، وهو الأمر الذي يتكرّر اليوم على مدرّجات كأس إفريقيا بالقاهرة بمشاركة المنتخب الوطني، إذ مازالت الذاكرة الشعبية تحتفظ بالمواقف الداعمة للقضيّة ملخّصة في مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

من انتصر في مباراة "فلسطين - الجزائر"؟

لقاء فلسطين والجزائر.. المستطيل الأخضر للمقاومين