دعت حركة مجتمع السلم "حمس"، اليوم الجمعة، إلى اتخاذ "إجراءات حازمة" ضدّ من "يسوّقون مفردات سوقية في روايات ساقطة لا تستحق التكريم"، في إشارة مباشرة إلى رواية "هوارية" لصاحبتها إنعام بيوض.
نواب بالمجلس الشعبي الوطني راسلوا الوزير الأول لـ"سحب الرواية ومنع تداولها لمخالفتها للآداب العامة"
وحمل بيان الاجتماع التنفيذي الوطني لـ"حمس" الذي التأم اليوم الجمعة، بمقر الحزب، في المرادية، بالعاصمة، جزئية دعا فيها إلى "اتخاذ إجراءات حازمة بخصوص بعض النخب التي تهدد عناصر الهوية الوطنية وتستهدف تسويق مفردات سوقية في روايات ساقطة لا تستحق التكريم."
وتأتي ردّة فعل حركة مجتمع السلم، الأولى من حزب سياسي (محسوب على التيار الإسلامي) حول الجدل، الذي صاحب حصول رواية "هوارية" لصاحبتها إنعام بيوض، على جائزة آسيا جبار للرواية، التي تنظمها وكالة النشر والإشهار العمومية.
وكان النائب عن حركة البناء الوطني بالمجلس الشعبي الوطني، يونس حريز، دعا، الوزير الأول، نذير العرباوي، للتدخل بشأن رواية "هوارية" لصاحبتها إنعام بيوض. لما حملته من "خطاب كراهية وكلمات نابية"، وفقه.
وفي إرسالية النائب حريز، أكد "استياء وغضب ساكنة ولاية وهران خاصة؛ والجزائريين عامة؛ جراء الإهانة الكبيرة التي تضمنتها رواية لكاتبة لا يعرفها أحد، رغم المنصب الكبير الذي تشغله كمديرة للأكاديمية العربية للترجمة التي مقرها الجزائر؛ والتي لم يستفد منها طلابنا رغم مرور أكثر من عقدين (منذ 2003) من توليها لهذا المنصب."
وتساءل نائب "البناء" عن ولاية وهران عن لجنة القراءة والمراقبة قبل نشر رواية "هوارية"، قائلًا: "كيف لرواية من هذا السوء حظيت بالثقة وتغلفلت وسط حبر الطباعة؛ وباركتها دار للنشرة، تحت أعين وزارة للثقافة...! ليتم طرحها في السوق بدون تقصي لواقعها. أو معرفة من يستفيد من هكذا مواضيع لإثارة الكراهية بين مكونات المجتمع الجزائري."
غليان وهران بسبب "هوارية"
وفي سياق ذي صلة، نقل، النائب آل سيد الشيخ وحيد، عن كتلة الأحرار من ولاية وهران، أسفه لـ "حالة الغليان بين ساكنة وهران حول رواية "هوارية" لصاحبتها إنعام بيوض."
وتابع في مراسلة وجّهها للوزير الأول، نذير العرباوي، قائلًا: "موضوع الرواية يحكي وقائع لا تنسجم ولا تتطابق مع تقاليد
وأعراف المجتمع الجزائري ولا يوجد أي سند أو دليل يثبت محتواه."
"والأكثر من ذلك أنها استعملت عبارات نابية خادشة للحياء العام وأنه تم تسويق هذا الكتاب للعلن ليتم تكريمها نتيجة ذلك وهذا ما يعتبر استقزازًا استنكره أهل مدينتي وهران العريقة."
ووفق النائب آل سيد الشيخ فإنّ "الرواية تسمُّ بديننا ومعتقدات الجزائرين، ثم أنه لا يستساغ الهدف التي تسعى له هذه الكاتبة. ولما يتم نشر صورة مدينة وهران بأكملها في واجهة الكتاب مع ذكر الشخصية الوهمية."
ليستدرك: "وهذا ليس إلّا دليلًا يكشف نية صاحبة الكتاب باللعب بمشاعر البعض لجلب الاهتمام حولها."
ودعا النائب عن كتلة الأحرار إلى "التدخل والتحقيق في الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة مع الأمر بسحب هذا الكتاب ومنع تداوله لمخالفته للآداب العامة."
دعمٌ وتضامن مع "هوارية" وإنعام بيوض
ومباشرة بعد حملة الانتقاد التي طالت "هوارية"، أصدر، كُتّاب وروائيون وناشرون، بيانًا، ندّدوا فيه بـ"الحملة الشرسة"، التي طالت الروائية إنعام بيوض الحائزة على جائزة آسيا جبار للرواية، منذ أسبوع.
وندّد الموقعون على عريضة إلكترونية تضامنية مع كاتبة "هوارية" ودار النشر ولجنة تحكيم آسيا جبار في طبعتها السابعة، بما أسموه "الحملة الشرسة ضد الروائية والمترجمة إنعام بيوض وروايتها "هوارية".
ودان الموقعون، ما أسموه بـ "المساس بحرية الإبداع والنشر والترويج للأعمال الإبداعية أيًا كان مصدرها."
كما أكدوا تضامنهم مع إنعام بيوض وآسيا علي موسى (صاحبة دار "ميم" للنشر). وطالبوها بالتراجع عن قرارها بغلق الدار إثر الضغوطات التي مورسَت ضدّها؛ مؤكدين دعمهم الكامل لها.
ما قصة "هوارية"؟
صدرت رواية "هوارية" للكاتبة والمترجمة والفنّانة التشكيلية، إنعام بيوض، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي تصريحات سابقة للكاتبة إنعام بيوض، قالت، إنها أرادت أن 'تنقل من "هوارية" صورة وواقع الناس البسطاء الذين لا يملكون هوية تعطيهم وجودا".
كما أبرزت بيوض بأنّ "اختيارها لمدينة وهران كان لنقلِ صورة مبهجة عنها في السنوات التي سبقت العشرية السوداء".
ومع تتويجها بجائزة آسيا جبار للرواية، أُثيرت، حول رواية "هوارية" عاصفة (لم تهدأ بعد) بسبب وجود "إيحاءات جنسية وكلام فاحش"، في بعض صفحاتها.
وامتد الجدل واللغط حول الرواية من منصات التواصل الاجتماعي إلى الفضاء العمومي، وكانت من مخلفاته إعلان صاحبة دار "ميم" للنشر إلى إغلاق أبوابها والانسحاب من المشهد الثقافي الأدبي.