07-يناير-2019

أثارت مسابقة ملكة الجمال في الجزائر هجومًا عنصريًا (تويتر)

ألترا صوت - فريق التحرير

باتت مسابقات ملكات الجمال في الجزائر تعاني، خلال السّنوات الأخيرة، انتقادًا شعبيًّا واسعًا، في مواقع التّواصل الاجتماعي، حتّى أنّ بعضها توقف تحت هذا الضّغط، أو تمّ تنظيمه في الخفاء، ممّا جعل المتوّجات بلا أثر في الميدان. ويُرجع النّاشط عماد عبد السلام في حديثه لـ"ألترا صوت"، هذا الواقع إلى تراجع قيم الانفتاح لدى الشّارع الجزائري، "في ظلّ هيمنة المنطق الوهابي السّعودي، الذي يريد أن يُقولب مجتمعنا في قالب واحد يحرّم كل شيء، وكأننا نعيش في عصر سحيق".

ما ميّز مسابقة ملكة الجزائر لعام 2019 أنّ الانتقاد الواسع، الذي تعرّضت له تجاوز مقام التّحريم أو التحفّظ عليها بصفتها تقليدًا غربيًّا إلى مقام فاحت منه العنصرية

ما ميّز مسابقة ملكة الجزائر لعام 2019 أنّ الانتقاد الواسع، الذي تعرّضت له تجاوز مقام التّحريم أو التحفّظ عليها بصفتها تقليدًا غربيًّا إلى مقام فاحت منه العنصرية، بحكم أن المتوّجة بها تنحدر من ولاية أدرار، 1700 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة. وهي منطقة ذات امتداد أفريقيّ من حيث الملامح.

اقرأ/ي أيضًا: ترويع طفل لاجئ أفريقي يثير غضب الجزائريين

عاد اللّقب إلى الشّابة خديجة بن حمّو، من بين 16 متسابقة مثّلن مختلف جغرافيات الجزائر، التي تقترب مساحتها من مليونين وأربعمئة ألف كيلومتر مربّع، بكل ما ينتج عن هذا الاتساع من اختلاف في الملامح والثقافات، خلال ثلاثة أسابيع تلقت فيها المتسابقات تكوينًا من طرف مختصّين في كيفية التّعامل مع الإعلام والمحيط.

ما أن تمّ الإعلان عن المتوّجة حتى اشتعل موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك بردود أفعال الجزائريين، بين معجب بـ"الملكة" ومثمّن لجمالها الجنوبي، ومستجهن كونها لا تمثّل الجمال الجزائري أو لا تمثل الولاية التي انحدرت منها، بحجّة أنها منطقة محافظة لا تسمح لبناتها بالخروج عن الأعراف.

سارع النّاشط الثقافي أسمر حدادي المنحدر من المنطقة نفسها إلى القول إنّ خديجة بن حمّو ليست من مدينة أدرار، وإنّها تنحدر من مدينة تيارت في الشّمال، حسب ما روّجت له إحداهنّ قالت إنّها قريبتها. فيما خاطبت صفحة "شباب أدرار" الشّابة الأدرارية المتوّجة بالقول: "إنك تمثلين نفسك ولا تمثلين ولاية الدّين والعلماء والحرمة والحشمة".

في المقابل، اعتبر الشّاعر رشيد بلمومن أنّ إقدام فتاة من منطقة صحراوية محافظة بكلّ ما يميّزها من رقابة وتثبيط لحرية المرأة "وحده كافٍ ليمنحها هذا اللّقب، مع جمالها الذي أراه مميزًا بغضّ النّظر عن الوضعيات، التي أظهرتها فيها الكاميرات من زوايا ظلمتها".

ويذهب الطالب الجامعي عبد القادر عصّادي إلى القول إنّه على سكّان الجنوب أن يثقوا في ابنتهم وأن يستغلّوا فوزها في مساعدتها على إيصال حاجاتهم وهواجسهم المختلفة إلى منابر الجزائر العاصمة؛ "ما المانع من أن تكون خديجة بن حمّو سفيرة الجنوب الجزائري في المنابر المختلفة؟ إنها ملكة جمال وليست ملكة بغاء".

باتت مسابقات ملكات الجمال في الجزائر تعاني، خلال السّنوات الأخيرة، انتقادًا شعبيًّا واسعًا، في مواقع التّواصل الاجتماعي، حتّى أنّ بعضها توقف تحت هذا الضّغط

في هذا السّياق يقول أستاذ الجامعة الأفريقية في أدرار، الصدّيق حاج أحمد، لـ"ألترا صوت" إنّ فوز أدرارية بملكة جمال الجزائر أظهرت له عدّة تساؤلات مربكة على مستوى الرّأي العام المحلي، الذي نزل عليه الخبر كالصّاعقة معتبرًا الأمر شبيهًا بالرّدة، والرّأي العام الوطني، الذي لم يستسغ إمكانية العثور على جوهرة بين الرّمال، معتبرًا أن "الموضوع يصلح لأطروحة دكتوراه في سوسيولوجية التّفكير الجمعي وممكنات العولمة والاختراق".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

نهال.. قصة اختطاف جديدة تخيف الجزائريين

في العمارة الجزائرية.. حياة مفخخة