فريق التحرير - الترا جزائر
ربما لم يكن يفترض أن يكون كتاب عنوانه "خوف" محط اهتمام كثيرين باعتباره مربكًا ويتعلق بإثارة الرعب والهلع، ولكن العكس تمامًا ما حدث في معرض الكتاب الدولي بالجزائر، إذ تزاحم كثير من الشباب واصطفوا في طوابير طويلة للحصول على توقيع الكاتب.
الكاتب السعودي أسامة المسلم صاحب رواية "خوف" اشتهر بكتاباته في الفانتازيا والفانتازيا التاريخية وتناول أحداثًا تدور في عالم الماورائيات وتتطرق إلى عالم الجن والشعوذة
الكاتب السعودي أسامة المسلم صاحب رواية "خوف"، اشتهر بكتاباته في الفانتازيا والفانتازيا التاريخية، وتناول أحداثًا تدور في عالم الماورائيات وتتطرق إلى عالم الجن والشعوذة، وهو ما يبدو أنه أثار اهتمام كثير من الشباب في المعرض.
مشاهد الاصطفاف أمام جناح دار الأدب العربي للنشر والتوزيع، أثار جدلًا واسعًا وسط جزائريين، وبينما انتقد كثيرون اندفاع كثير من الشباب نحو الحصول على نسخة من الكتاب، ركز البعض الآخر على ظاهرة القراءة بوصفها سلوكًا بيداغوجيًا وفعلًا ثقافيًا في حياتنا اليومية، وتناولوا مضمون الكتاب والطابوهات الدينية التي وردت فيه.
كان لآخرين رأي آخر حول اندفاع كثير من الشباب لاقتناء نسخة من كتاب "خوف"، واعتبروا أن شهرة الكاتب سبقته على مواقع التواصل، بعد إصداره سلسلة كتب تدور في فلك الميتافيزقا وعالم الأرواح والجن وغيرها، واعتبروا أن كثيرين توجهوا إلى جناح الأدب العربي، بدافع الفضول وسياقٍ صنعته الظاهرة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى هنا يقول فرحات زايت إن "الهجوم" على الكاتب السعودي أسامة المسلم، صاحب كتاب "خوف"، بهذه الطريقة "يعني بصريح العبارة أن كل المجهودات التي بذلناها من أجل تربية أبنائنا وتلقينهم مبادئ الاستقامة وقواعد الأخلاق والذوق العام، والتفريق بين الصالح والطالح، قد ذهبت أدراج الرياح. وإلا كيف نفسر كل هذا الطوفان البشري من أجل اقتناء كتاب؟".
وأضاف صاحب المنشور أن الكاتب "يدعو القارئ صراحة إلى الإبحار في عالم الجان والسحر والطلاسم".
من جهته، تأسف سويغت محمد المومن، من ظاهرة الاندفاع التي شهدها حفل التوقيع، واعتبر أم الكتاب "مجرد رواية"، داعيًا إلى عدم الإنجذاب إلى عنوانها فقط.
وأضاف محمد المومن أن الاقبال على القراءة أمر جيد، لكن المشكلة، حسبه، أن الذين اصطفوا في طوابير كان همهم التوقيع فقط، على حدّ قوله.
من جهتها، قالت صاحبة حساب "فوريستا"، إنه "حينما نمجد الغرباء و نهمش أهل الديار، حينما نقف في طابور لاقتناء رواية الغريب بأغلى الاثمان ونساوم الجار على كتابه بالمجان، فحتما نحن قوم الدجال، أمة اقرأ في طابورات طويلة في انتظار توقيع بشر".
في هذا السياق، شارك صاحب صفحة "المارشال الجزائري المواطن" منشورًا بعنوان "فن صناعة التفاهة والوهم"، جاء فيه أن "ما وقع اليوم في معرض الكتاب الدولي بالعاصمة من طوابير الشباب، خصوصًا من العنصر النسوي، في انتظار الروائي السعودي أسامة المسلم لا علاقة له بأدب الرواية أو الفن، وإنما بضحايا منتديات التواصل الاجتماعي وفن الدعاية وصناعة التفاهة والشخصيات الوهمية، مما بات يفرض نفسه اليوم وسط تراجع جودة الأعمال المعروضة".
وأوضح صاحب المنشور أن "أسامة المسلم في روايته (خوف) يتحدث عن السحر والجن والشعوذة، حيث يستهدف نفس العقلية المتوافرة اليوم في السوق العربية، بعد أن باتت هذه المواضيع المستهلكة تشكل طريقًا مختصرًا لكل كاتب مغمور يبتغي الشهرة والربح السريع".
من جهته، يقول منشور لـ "موقع برج نيوز" معلقًا على هذه الحادثة إن "الكاتب يتحدث عن العالم الآخر والجن والشعوذة ويدعو القارئ إلى الإبحار في عالم الجان والسحر والطلاسم".
وأضاف منشور الصفحة: " يتساءل الكثيرون هل حقًا كل هذا الاقبال على محتوى الكتاب أم لسبب آخر ، في انتظار غوص الاخصائيين في دراسة و تحليل هذه الظاهرة و ما حدث فعلًا واسباب ذلك أرجعها البعض إلى دعاية مسبقة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لا علاقة لها بمحتوى الكتاب".
الكاتب نور الدين درويش، وصف ما حدث بـ "الإفلاس" وقال إن "من وضعوا على عاتقهم تربية المجتمع والشباب على وجه الخصوص قد غادروا إلى ربهم، من قتل قتل ومن سجن سجن ومن جن جن ومن استسلم للخوف والغبن استسلم ومن من صار لا شيء واتبع هواه ثم اضمحل ولم يعد لدينا في الأخير إلا من يدعوا للرذيلة وتتبع أخبار المؤثرين والكتاب المشعوذين".
الكاتب مهيب، كان له رأي آخر، حيث يقول إن الحدث تكرر في الجزائر بعدما صنع أسامة المسلم جدلًا في المغرب، وأضاف أن أسامة المسلم كاتب سعودي وروائي يكتب في الفانتازيا صنع اسمًا له بأعماله المحترمة وصار عنده جمهور محب له ولأعماله أين الاشكال في ذلك؟
وأضاف أنه "لا يجب الانتقاد من أجل الانتقاد، ويمكنك إبراز موهبتك وسيتدافعون أمامك ولا أحد سوف يمنعك".
يستمر الجدل كل سنة في معرض الكتاب الدولي في الجزائر حول عنوانين جديدة تعود لفئة شابة في الغالب، وإن كان البعض يرى في فعل القراءة في حدّ ذاته ظاهرة صحية بعيدًا عن مضامين الكتب ومحتوياتها، يعتبر آخرون أن الاهتمام الذي يوليه كتّاب الجيل الجديد بمواقع التواصل الاجتماعي، وقدرتهم على تحقيق التسويق والانتشار لإصدارتهم، أسهم بشكل كبير في الوصول إلى عدد كبير من القراء.