01-يناير-2020

صحراء جانت (الصورة: Pinterest)

على عكس كثير من الجزائريين، الذين يقضون احتفالات رأس السنة الميلادية، في تونس وتركيا أو أي بلد آخر، يفضّل آخرون البقاء في البلد، وقضاء عطلهم السنوية في مناطق داخلية، خاصّة الصحراوية منها.

الكثير من السيّاح الجزائريين يفضّلون التنقل لوحدهم نحو تيميمون وتاغيت وجانت

ومع دخول مظاهر الاحتفال بقدوم السنة الميلادية الجديدة، في عادات الجزائريين عامًا بعد عام، بدأت أيضًا تختلف وجهات المُحتفلين من شخص لآخر، حتى وإن كان السفر خارج البلد يبقى أفضل وجهات الجزائريين كما هو معروف، إلا أنه أصبح لافتًا في السنوات الأخيرة، أن جيلًا جديدًا صار يميل إلى السياحة الداخلية لاكتشاف مناطق أكبر دولة في القارّة الأفريقية.

اقرأ/ي أيضًا: في آخر أيام الصيف.. طابور السياحة الجزائرية إلى تونس

جيل جديد

يؤكّد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي لـ "الترا جزائر"، أنه على خلاف السنوات الماضية، فإنّ التوجّه لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية في بعض مناطق البلاد صار يتزايد عامًا بعد عام، وفق ما لاحظته مختلف الوكالات التابعة للنقابة.

ويُشير سنوسي إلى أن المناطق الأكثر طلبًا لزيارتها من قبل الجزائريين خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، هي الولايات الجنوبية، منها بوسعادة وغرداية، وتاغيت وبني عباس بولاية بشار، والولاية الجديدة تيميمون وجانت وتمنراست.

وحسب ما استقته "الترا جزائر" من وكالة "سيزار" للسياحة الكائن مقرّها بالعاصمة الجزائر، فإن قضاء العطلة ورأس السنة الميلادية، أصبح لا يقتصر على المدن الصحراوية فقط، فالوكالة تأتيها طلبات أيضًا لتنظيم رحلات انطلاقًا من العاصمة ليوم واحد نحو حظيرة تيكجدة الجبلية، المعروفة بمناظرها الساحرة.

غير أن هذا الطلب اللافت على السياحة في المدن الجزائرية، يبقى أقلّ من حجوزات السفر لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية في تونس وتركيا، اللتان تعتبران أفضل وجهتين للجزائريين، وفق ما أكّده ممثلو عدد من الوكالات الذين تحدّثوا لـ"الترا جزائر".

رحلات جماعية

من جهته، يُشير إلياس سنوسي، أن السفر نحو الولايات الجنوبية لقضاء ليلة نهاية السنة، وانتظار قدوم العام الجديد لا يقتصر على ما تقوم به الوكالات السياحية فقط، فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل بديلًا لدى البعض، خاصّة عند المجموعات الشبابية التي تفضّل التنقل بمفردها نحو الجنوب، دون الحاجة لحجوزات وكالات السياحة والسفر.

وفي الأيّام الأخيرة، غصّت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة فيسبوك بعروض لوكالات سياحية، أو لمجموعات أو جمعيات شبابية لتنظيم رحلات إلى الجنوب، خاصّة وأن الظرف هو تزامن العطلة الشتوية ورأس السنة الميلادية.

وأوضح سنوسي، بأنّ الكثير من السيّاح الجزائريين يفضّلون التنقّل لوحدهم نحو تيميمون وتاغيت وجانت وغيرها، في رحلات منظمّة فيما بينهم، بما أن هذه الأماكن يعرفونها وليست بلدًا غريبًا.

ولذلك يعتقد سنوسي أن السياحة الداخلية، سواءً في هذه الفترة من العام أو غيرها في باقي أيام السنة، قد أصبحت أمرًا واقعًا في المواسم الأخيرة، ببروز موجة سياحية تشجّع على اكتشاف الجزائر، التي تتوفّر على معالم ومناطق من غير الممكن أن نجدها في بلدٍ آخر.

دعم أكثر

رغم هذا الإقبال على قضاء العطل في مناطق الجزائر بدل السفر إلى الخارج، إلا أنّ تشجيع السياحة الداخلية على مدار العام، يتطلّب مزيدًا من الدعم من قبل السلطات لهذا القطاع الذي سيشكلّ موردًا حقيقيًا للخزينة العمومية.

في هذا االسياق، يدعو إلياس سنوسي إلى تخفيض تذاكر السفر عبر الطائرة التي تصل اليوم إلى 30 ألف دينار من العاصمة باتجاه بعض المدن، مثل جانت وإليزي، ويتوافق مطلبه هذا، مع مطالب البعض برفع عدد أماكن الاستقبال الضرورية من فنادق وخدمات بالولايات الجنوبية، لاستقطاب أعدادٍ أخرى من السيّاح، سواءً كانوا جزائريين أو أجانب.

وبالنظر إلى الإمكانات السياحية الكبيرة التي تتوفّر عليها الجزائر، يبقى الدفع بهذا القطاع نحو الأمام، مرتبطًا بوجود إرادة سياسية حقيقية تعمل على إخراجه من حالة الإهمال والخمول التي يعيشها، ولعلّ أساسها تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة بالنسبة للأجانب، وتخفيض أسعار مختلف الخدمات وتحسين مستواها، لتكون على الأقلّ في مستوى المنافسة مع ما تقدّمه دول الجوار من عروض سياحية.

رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية دعا إلى تخفيض الرحلات الجوية نحو الصحراء الجزائرية

وإلى أن تتحقّق هذه الآمال، تبقى محاولات بعث السياحة الداخلية مجرّد اجتهادات لا تقدّم الكثير، ما لم تتوافر الإرادة السياسية واهتمام قطاع السياحة بالموارد المحليّة.

اقرأ/ي أيضًا:

 لماذا يتدفّق الجزائريون إلى تونس؟

الجزائريون يحجون إلى تونس بحثًا عن وصفة الشفاء!