26-فبراير-2024
جامع الجزائر

(الصورة: فيسبوك)

بعد تدشينه رسميًا من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، الأحد، بحضور علماء ورجال دين من داخل وخارج الجزائر،  احتفى الجزائريون على منصات التواصل الاجتماعي بافتتاح أكبر مسجد في أفريقيا والثالث عالميًا.

ثالث أكبر مساجد العالم بعد الحرمين، افتتح، رسميًا، بحضور كوكبة من المشايخ والعلماء وأعلام الدعوة الإسلامية

تفاعل جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع الحدث الكبير الذي شهدته الجزائر، والمتمثل في افتتاح جامع الجزائر بكل مرافقه، بشكل رسمي، حيث عبّروا عن مدى سعادتهم وفرحهم بدخول كل مرافق هذا الصرح الديني والحضاري حيّز الخدمة خاصة وأنّهم سيصلون خلال رمضان صلاتي الجمعة والتراويح به، بعدما كانت تؤدى فيه الصلوات الخمس فقط منذ تدشينه (جزئيا) في 2021

احتفاء خاص.. جامع الجزائر مفخرة

على حسابه بفايسبوك كتب أستاذ الشريعة بإحدى ثانويات مدينة بجاية مبارك أقدوش قائلا: "جامع الجزائر.. محمد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك"، في إشارة إلى الأنشودة الدينية التي أدّاها الراحل عبد الرحمان عزيز في مدح الرسول الكريم، وفي إشارة أيضا إلى أنّ مكان تشييد الجامع يحمل اسم "المحمدية" بعدما كان في وقت الاستعمار الفرنسي يحمل اسم الكاردينال لافيجري الذي أسس جمعية "الآباء البيض" لتنصير الجزائريين.

وقال الصحفي كريم قندولي عبر حسابه بفيسبوك:"جامع الجزائر الأعظم صرح ديني ومعلم حضاري ومكسب للأمة الإسلامية، ثالث أكبر مساجد العالم وأكبر مسجد في أفريقيا."

 وأضاف قندولي: "ألف مبروك للشعب الجزائري الذي سيصلي فيه صلاة التراويح والجمعة خلال الشهر الفضيل."

بدوره، وصف أحمد بلعالم "تدشين مسجد الجزائر" يوم مشهود من أيام الله ومن أيام الجزائر"، حيث وكتب بلعالم عبر فيسبوك: "في يوم مشهود من أيام الله ومن أيام الجزائر وبدعوة كريمة من عميد جامع الجزائر فضيلة الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني وبإشراف مبان السيد الرئيس عبد المجيد تبون حضرنا في هذا اليوم المبارك السعيد وبحضور ثلة من العلماء والمشائخ والدعاة والقامات العلمية والفكرية من مختلف الدول الإسلامية والعربية والوطنية."

 وأردف  قوله: "الافتتاح الرسمي لجامع الجزائر ثالث أكبر مسجد في العالم والذي يعد صرحًا حضاريًا ومجمعًا علميًا وتحفة معمارية وأيقونة ومعلمًا ومنارة شامخة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ومفخرة للجزائر.".

وأمل المتحدث في حديثه إلى أنّه "سيكون بإذن الله تعالى حصنا من حصون المرجعية الوطنية الوسطية ومقصدا للعلماء و طلبة العلم من كل أنحاء العالم."

وعلقت صفحة مدينة قسنطينة في منشورها عن افتتاح جامع الجزائر: "بعد طول انتظار "تدشين جامعة الجزائر"، وأضافت: "ويعد هذا "التحفة" من أبرز مشاريع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، أعطى الرئيس تبون اليوم إشارة انطلاق الجامع في تأدية وظيفته بحضور جمع من فقهاء وعلماء الجزائر حفظهم الله."

وبعد أن عدد بعض خصائصه ومميزاته، تمنى المشرفون على الصفحة أن ّيصبح جامع الجزائر قطبًا إسلاميًا علميًا في مستوى عمرانه "التحفة"، مهنئين الجزائريين بهذا المكسب."

أمّا صفحة البرج فكتبت: "قام صبيحة اليوم (الأحد) السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية بتدشين مسجد الجزائر، وسنشهد صلاة التراويح لأول مرّة في هذا الصرح الديني في شهر رمضان الكريم."

على منصة "إكس" التفاعل مع الافتتاح الرسمي لجامع الجزائر ثالث أكبر مساجد العالم بعد الحرمين، لم يختلف عن المنصات الأخرى، فعبرت بسمة عن الحدث بفيديو لهذا المعلم وتغريدة جاء فيها: "جامع الجزائر، جعله الله منارة علم وعبادة علينا، وعلى أمّة محمد صل الله عليه وسلم، وجزى الله القائمين عليه."

وحول المناسبة ذاتها، كتبت الناشطة لينا على حسابها بمنصة "إكس":"اللهم اجعله منارة للعلم والدين يتخرج منه القراء والعلماء."

ووصفت صفحة "1.2.3 الجزائر" جاع الجزائر بأنّه حصن الأمة الجامع"، أما الناشطة التي تسمي نفسها ملكة سبأ، فقالت على منصة "إكس": "مختلا فخورا يمشي في بلد الـ7 ملايين شهيد، متأنقا ببرنوس الرجال المشاهدين، الرئيس تبون يدشن جامع الجزائر، أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين."

 وأضافت:  "بعدما كانت منارة للأحرار، هي الجزائر تصبح منارة لطلّاب العلم والدين والقرآن."، وفي غمرة هذه الاحتفالية لم تنس ملكة سبأ أن ترفق منشورها حول مسجد الجزائر بوسم "غزة تقاوم وستنتصر."

وجامع الجزائر، يعدّ أكبر مسجد في إفريقيا وثالث مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفي، تم تشييده بالمحمدية بالعاصمة، على أرض كات زمن الاستعمار الفرنسي تحمل اسم الكاردينال شارل لافيجري الذي أسس عليها "دير الآباء البيض" للفيلم بحملات تبشير وتنصير وسط المجتمع الجزائري.

 معلومات وأرقام جديدة 

 يضم جامع الجزائر بحسبة ما ورد في الصفحة الرسمية لهذه المؤسسة الدينية على فايسبوك:

 قاعة الصلاة: تتربع على مساحة 200 ألف متر مربع، وتتسع لـ120 مصلّ، وزينت هذه القاعة بشكل جميل، حيث تضم دعائم من الرخام، وتزينها الزخرفة العربية الجزائرية. وتتوسط قاعة الصلاة ثرّيا عملاقة تعدّ الأكبر في العالم، صممت بزخرفة بديعة، يقدر وزنها 9 أطنان، وقطرها 13.5 متر، ومطلية بالذهب.

المنارة: منارة جامع الجزائر أو المئذنة هي أبرز ما يُميّز المكان، صُمِّمَتْ بأصالة المآذن المغاربية على الطراز الأندلسيّ، وبهندسة معمارية حديثة. وهي أطول مئذنة في العالم، بارتفاع 265 مترًا، يُرفع منها الأذان، وتؤدي عدَّة وظائف عبر طوابقها الـثلاثة والأربعين (43). وانتقلت مئذنة جامع الجزائر من مجرد مكان عال يُرفع منه أذان الصلاة، إلى منارة شاهقة بوظيفة علمية وسياحية مبتكرة، إذ تضم متحفًا للحضارة الإسلامية في الجزائر ومركزًا للبحث في العلوم الدّينية وحوار الحضارات.

دار القرآن: هي المدرسة الوطنيّة العليا للعلوم الإسلاميّة، تستقبل طلبة الدكتوراه، صُمِّمت لاستقبال 300 طالب وطالبة، يدرسون وفق نظام داخلي، وتضُمُّ إقامتها السكنية 300 غرفة فردية للطلبة، و15 جناحا للأساتذة، أما المبنى البيداغوجي فبه بَهْوٌ كبير، ومدرج يتسع لـ 304 مقاعد، ومطعم، ونادٍ.

المكتبة: هي مكتبة بحثية، وتُعَدُّ تحفة معمارية، تتسع لـ: 1800 مكان للقراءة، صُمّمت لتضم (1.000.000) مليون كتاب، في مختلف العلوم والفنون والتخصصات: العلوم الإسلامية والإنسانية والتجريبية. وتتكون من ثلاثة طوابق، بها قاعة رئيسيّة للعمل، وقاعات ثانوية، وأخرى متخصّصة، وأجنحة إدارية، وتجهيزات تكنولوجية حديثة.

أما المكتبة الرّقمية فتضم قسم الوسائط السمعيّة والبصريّة، والمكتبة الصوتيّة، ومكتبة الأفلام، إضافة إلى قسم المخطوطات التاريخيّة.

المركز الثّقافي: هو مبنى عام به غرف اجتماعات متعدّدة الوظائف، وقاعة مؤتمرات مركزية تتسع لحوالي (1500) شخص، وقاعة معارض واستوديوهات، ومنطقة إدارة داخلية. ويوجد في الطّابق الأرضي، مدخلان كبيران يسمحان للزّوار بالوصول إلى المبنى من الحديقة أو الجادة، ثم يتم إرشاد الزّائر في امتداد بهو المدخل إلى المداخل الرئيسية للقاعة الكبرى في الطّابق الأول.

تُشكّل قاعة المؤتمرات الدولية قلب المركز الثّقافي، بها أربعة أكشاك للمترجمين الفوريين في الجزء السّفلي من الغرفة، واثنتين في الجزء العلوي يمكن استخدامهما كغرفتي اجتماعات، إلى جانب توفّر المركز على تكنولوجيا رقمية متطوّرة.

كما يتوفر المركز على الإضاءة المباشرة وغير المباشرة من السّقف، ومن خلف الكسوة الخشبية الأفقية للجدران، بالإضافة إلى الإضاءة الفردية المتوفّرة لكل مكان، تخلق أجواء ضوئية متباينة تتكيف مع كل استخدام لهذه القاعة.

المنبر: يعتبر أضخم المنابر في العالم حجما وشكلا، واستُلهم تصميمه من منبر الجامع الكبير بالجزائر العاصمة، ومنبر صلاح الدين الأيوبي بالمسجد الأقصى المبارك. وهو مصنوع من خشب البلوط الإفريقي الرّفيع، وزُيِّن بالصدف الطبيعي. ونُحِت بزخارف هندسية بها نجمة ثمانية، تعلوه قُبَيبَة مزخرفة. كُتب على جنبيه بخط الثلث الأندلسي، عبارات "الملك لله" "العزة لله" "القدرة لله"، كما له خاصية الإخفاء في الطّابق السّفلي.

المحراب: أهم عناصر قاعة الصّلاة وقبلتها، يُحاكي تصميمه محراب الجامع الكبير بتلمسان، ارتفاعه 17.4 مترا، وعرضه 16.9 مترا، وينقسم إلى جزأين رئيسيين هما: الواجهة والكُوَّة، وتم تزيينه بزخارف الخط الكوفي والنباتات في جزئه الرّخامي، أما المساحة الكبرى فمن المرمر العسلي المضيء، ونُقشت عليه أسماء الله الحسنى، كما تُميِّزه 5 شمسيات، وتقاسيم هندسية، وعقد في جزئه السفلي.

الفضاء المسجدي: قاعة الصلاة بمساحة 28.000 متر مربع، تتسع لـ 36.000 مصل، وبه شرفة مخصصة للنساء تسع 8.000 مكانا. به فضاء الإمام، والقاعة الشرفية وصحن تتوزع فيه بيوت الوضوء والمسطحات المائية. كما يتسع الفضاء لـ 120 ألف مصل بامتداد الصحن.

وإلى جانب هذه الفضاءات والمعالم، فرش جامع الجزائر بسجّاد مساحته 30 ألف متر مربع، صنع بكثافة 1 مليون في العقدة المتر المربع، إضافة إلى 33 جزء يكوّن الثريا العلوية المركزية، وجاءت في شكل مسبحة، وكذلك قاعة المحاضرات الكبرى بـ 1500 مقعد، وتنقسم لقاعتين منفصلتين، بسعة 800 مقعد و500 مقعد عن الحاجة.

إلى جانب 17 زخرف عقد المحراب بالنجمة ذات التسعة أضلع، وجمع العددين هو 17 ويمثل عدد الركعات  التي يؤديها المسلم في اليوم. إضافة إلى متحف الحضارة الإسلامية الواقع بمنارة الجامع على 15 طابق من الطابق الرابع إلى الـ22. وتزين الجامع زخرفة خطية طولها 6 آلاف متر، نقشت على الرخام والخشب الرفيع والحجر الطبيعي والجص. ناهيك عن الحجرة الأرضية التي ينزل إليها المحارب بطريقة آلية وحجمها يقدر بـ 112 متر مكعب، فضلا عن مركز البحوث الذي يمتد على 10 طوابق ويبدأ من الطابق الـ25 إلى الطابق 36، وأيضا الجامور أعلى قبّة الجامع  وهو العمود الذي تنتظم فيه ثلاث كرات مذهّبة ويعلوه الهلال وارتفاعه 6 أمتار.