26-أغسطس-2015

يوم الحنة في العرس الجزائري (فائز نور الدين/أ.ف.ب)

تتوارث الأسر الجزائرية تقاليد خاصة بالعرس وهي تختلف من منطقة أو محافظة إلى أخرى. إذ تتميز منطقة "القبائل" بعادات تختلف عن الجنوب مثلاً أو عن خصائص العرس في الوسط والشرق الجزائري. وتعتبر أعراس "منطقة أولاد نايل" و"الشاوية" و"القبائل" و"الطوارق" من أشهر الأعراس التقليدية. وتتميز هذه الأعراس بحلة خاصة تلبسها العروس ومن أشهرها "الجبة القسنطينية"، "الجبة القبائلية"، "الملحفة الشاوية" و"الكاراكو التلمساني".

يدوم العرس التقليدي الجزائري ثلاثة أيام عادة. يعرف اليوم الأول بـ"يوم الحناء"، وفيه يأخذ أهل العريس الحناء إلى العروس وتقوم أم العريس بتزيين يد العروس. وفي اليوم الثاني "يوم الدخلة"، تزف العروس إلى عريسها في موكب ضخم يجول أرجاء المدينة احتفالًا بهذه المناسبة السعيدة. ويعرف اليوم الأخير بـ"يوم الحزام"، وفيه ترتدي العروس أبهى الفساتين التقليدية وتقدم لها الهدايا من قبل أهلها وأهل العريس مع أخذ صور تذكارية.

يدوم العرس التقليدي الجزائري ثلاثة أيام عادة

وتشترك أغلب المحافظات الجزائرية في هذه التقاليد ولكل منطقة بعض العادات التي تميزها حصريًا. لكن يشهد الإقبال على الزواج التقليدي تراجعًا داخل المجتمع الجزائري لما يتطلبه من تكاليف باهظة، إضافة إلى إنخفاض نسب الإقبال على الزواج من قبل الشباب بصفة عامة، في ظل ارتفاع متواصل لنسبة البطالة وغلاء المعيشة وانتشار ظاهرة غلاء المهور.

تقول لبنى، شابة جزائرية في العقد الثاني من العمر، لـ"الترا صوت"، "لا توجد علاقة بين تأخر سن الزواج في الجزائر وغلاء المهور والتكاليف، إذ تصر العديد من العائلات الجزائرية على إقامة أعراس فخمة دون طلب الأبناء". وتضيف "إنها فرحة العمر". وتعلق حميدة، سيدة جزائرية في آخر عقدها الخامس، لـ"الترا صوت"، "قيمة كل الضروريات في الحياة قد تطورت فمن المنطقي أن ترتفع تكاليف العرس أيضًا".

والمتابع للشأن الجزائري، يلاحظ ارتفاع معدل سن الزواج بالنسبة للجنسين وهو يقارب الثلاثين بالنسبة للإناث ويتجاوز عتبة الثلاثين بالنسبة للذكور.

ترفض السيدة خديجة، ربة بيت، غلاء المهور وتكاليف العرس وتصفها بـ"طرق للمساومة على البنت من قبل بعض العائلات وتحويلها إلى سلعة تباع وتشترى". وتفسر هذه الظاهرة بـ"الرغبة في التباهي بين العائلات دون وضع أي اعتبار للقيم والأخلاق"، حسب تعبيرها.

 يعرف الإقبال على الزواج التقليدي تراجعًا داخل المجتمع الجزائري لما يتطلبه من تكاليف باهظة

عند الحديث إلى الشباب الجزائري، يؤكد أغلبهم أن من أهم العقبات أمامهم ارتفاع تكاليف الزواج التقليدي وغلاء المهور التي تصر على طلبها بعض الفتيات أو عائلاتهن، ويضطر بعض الشباب إلى التداين لتلبيتها. يصل مهر العروس الصحراوية في الجنوب الجزائري إلى حوالي 8000 دولار، ولا يقل عن 2000 دولار. أما في الغرب الجزائري فهو عادة حوالي 1000 دولار.

في سياق متصل، يقول محمد الصديق قادري، طالب دكتوراه في الشريعة الإسلامية، لـ"الترا صوت"، "في الجنوب يختلف المهر من قبيلة إلى أخرى لكنه مرتفع عادة". ويضيف: "التوجه نحو  حملات الزواج الجماعي من أهم الحلول لتيسير الزواج  وأنصح بتعميمها".

وأطلق بعض الأئمة في الجزائر مؤخرًا مبادرة تهدف إلى تحديد المهر بسقف 600 دولار وذلك تشجيعًا للشباب على الزواج. من جانب آخر اقترحت رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي، وهو حزب إسلامي، على السلطات الجزائرية استحداث مجلس أعلى للأسرة يساهم، حسب تعبيرها، في "ترسيخ الاستقرار والحفاظ على مقومات الأسرة الجزائرية وتفادي الطلاق المبكر".