09-ديسمبر-2023
فاكهة الكليمونتين

صورة تعبيرية

في فصل الشتاء، ينزح الناس إلى تكييف عاداتهم الغذائية بما يتماشى مع الجو البارد، فستجدهم يبحثون عن كل ما من شأنه أن يمنح لهم شيئًا من الدفء، كما أنهم، من جهة أخرى، يتناولون ما يُبعد عنهم الإصابة الزكام والأمراض الموسمية، ومن أشهر ما يتناوله الجزائريون خاصةً فاكهة البرتقال، وهنا تختفي قصة تاريخية جميلة، عن "الكليمونتين"، أحد أشهر أنواع البرتقال، والذي قد لا يعلم الكثيرون أنها فاكهة انطلقت من وهران ووصلت للعالم.

هذه الفاكهة الحمضية هي نتيجة تقاطع بين الماندرين و البرتقال الحلو وهي موجودة في كل أرجاء العالم

قصة الكليمونتين 
ولدت فاكهة الكليمونتين في الجزائر منذ أكثر من قرن ، وبالتحديد في مدينة مسرغين الواقعة بولاية وهران ، حيث اشتهرت هذه الفاكهة اللذيذة منذ عشرينيات القرن الماضي باسم  كليمون ، وهو عضو في جماعة البشارة المسيحية في المنطقة.

 هذه الفاكهة الحمضية هي نتيجة تقاطع بين الماندرين و البرتقال الحلو، وهي موجودة في كل أرجاء العالم بعد أن بدأت رحلتها من مدينة وهران غرب الجزائر، وهي فاكهة من الحمضيات تشبه البرتقال، ورغم أن الكليمونتين مشتق من المندرين إلا أنه خال من النوى عكس المندرين ، وهو فاكهة خضراء في الأصل عند النضج ولا تأخذ اللون البرتقالي إلى تحت تأثير برودة الشتاء.

القصة وما فيها، أنّ راهبًا كان يعمل في ميتم بمنطقة بمسرغين خلال الحقبة الاستعمار، كان اسمه فيتال فينسون روديي وكان يُلقّب بالأب كليمون، وكان مسؤولًا عن الزراعة في الميتم رفقة الطبيب وعالم النباتات لوي شارل ترابو، واللذان تحصّلا بين 1892 و1894 على على فاكهة كليمونتين بتهجين شجرة مندرين بفاكهة أخرى، وأُطلق عليها اسم الراهب كليمون تكريمًا له.

اليوم، تنتشر زراعة فاكهة "الكليمونتين" في كل دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وبشكل خاص في الجزائر وإسبانيا والمغرب وتونس وفرنسا، ووصلت لدول أميركا لتنقل للعالم عبق مدينة وهران التي تنام على مئات القصص التي تروي تاريخها العريق.
 

 

 

دلالات: