تحدّث الناشط محاد قاسمي عن فترة سجنه التي تجاوز الأربع سنوات، إثر إدانته في قضيتين تتعلق بمنشوراته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشاطاته.
قاسمي: ها أنا أعود للحرية عزيز النفس مرفوع الهامة لا أحمل ضغينة ولا حقدا لشخص أو مؤسسة
وفي رسالة وجّهها للمتضامنين معه خلال فترة سجنه، نشرت، على حساب ابنه عبر فيسبوك، قال، محاد قاسمي إنه "دخلت السجن يوم.. عن تهم سياسية في مرحلة معقدة كانت تعيشها الجزائر، ولقد دافعت عن نفسي وقدمت كل البراهين والأدلة عند مثولي أمام عدالة بلادي".
وأضاف: "شاءت الأقدار أن أقضي أكثر من أربع سنوات في الزنزانة رغم آلامها العظيمة إلّا أنها كانت فرصة للكتابة والمطالعة والدراسة ومراجعات مع الذات."
وتطرق إلى صعوبة وضعه في تلك الفترة خاصة بالنسبة لأسرته، قائلًا: "إن محنة السجن ارتبطت بدرجة كبيرة بالأسرة الصغيرة والأهل. وقد كابدوا معي معاناة لا توصف، وتحملوا جبالًا من الآلام وتجشموا أهوال غياب المُعيل والكفيل فكانوا خير معين لي، فكل التقدير للعائلة الصغيرة والأهل."
وواصل: "وهذا قدرنا الذي قبلنا به مستبشرين خيرًا بما يحمله المستقبل لنا. كل التقدير للمحامين الذين تكبدوا المعاناة ومشقة السفر لسنوات وتابعوا الملف وحضروا الجلسات وكانوا صوتا للحق دفاعا عن مظلوم في الأرض ستنصفه عدالة السماء بلا شك."
وشكر محاد قاسمي كل من تضامنوا معه وساندوه في فترة سجنه. مبرزًا أنه "لقد قضيت سنوات السجن بمرارتها متحملًا الظلم وغادرت بوابة المؤسسة العقابية بالمنيعة، التي تلقيت فيها كل الاحترام والمعاملة وفق القانون والنظام الداخلي وهو الشأن نفسه في المؤسسة العقابية بأدرار، وها أنا أعود للحرية عزيز النفس مرفوع الهامة لا أحمل ضغينة ولا حقدا لشخص أو مؤسسة، متوكلا على الله في دروب حياة جديدة وآفاق شاسعة، ومتمنيا الخير لبلادي الجزائر . بلادي الأمان الأمان..أغني علاك بكل لسان."
وفي الفاتح من الشهر الجاري، استعاد الناشط محاد قاسمي، حريته بعد أكثر من 4 سنوات في السجن، بموجب العفو الرئاسي الأخير الذي أقره الرئيس عبد المجيد تبون.
وكان قاسمي قد أدين في قضيتين الأولى عوقب فيها بـ 3 سنوات سجنا نافذا بتهم التخابر والتي رفضت المحكمة العليا نقض حكمها، والثانية بـ 3 سنوات سجنا منها سنة موقوفة النفاذ اتهم فيها بالإرهاب والتي أعيدت المحاكمة فيها.
ومنتصف العام الماضي، دخل قاسمي في إضراب عن الطعام استمر لنحو أسبوعين احتجاجا على استمرار سجنه منذ 3 سنوات، لكن عائلته أكدت في بيان لها أن الناشط أوقف الإضراب بسبب تأزم وضعيته الصحية.
واشتهر هذا الشاب بقيادته الحركة الشعبية المناهضة لاستغلال الغاز الصخري سنة 2013 بولاية إن صالح جنوبي البلاد. كما كان من الوجوه البارزة في فترة الحراك الشعبي.