28-أكتوبر-2019

روبير مينار وزوجته إيمانويل (تويتر/ الترا جزائر)

اليمين المتطرّف الفرنسي ينبش في "أحداث وهران 1962 "

طالبت النائبة في الجمعية الوطنية الفرنسية، إيمانويل مينار، بإزالة السرّية عن الأرشيف المتعلّق بأحداث 5 تمّوز/جويلية 1962 بوهران، والتي يزعم فيها الفرنسيون وقوع مجازر ضدّ مستوطنين من "الأقدام السوداء"، من طرف ثوّار جزائريين ينتمون إلى جبهة التحرير الوطني صبيحة يوم الاستقلال.

إيمانويل مينار: "عدم تدخّل الجيش تسبّب في مقتل 700 فرنسي بوهران غربي الجزائر"

وذكرت مينار، في سؤال كتابي موجّه إلى وزيرة الدفاع الفرنسية، أنّ الأرشيف الخاصّ بمركز التوثيق التاريخي حول الجزائر، يُشير إلى أن "الإعدامات" التي تمّت في ذلك اليوم كانت معروفة للحكومة الفرنسية وقت حدوثها.

وأوضحت النائبة التي تنتمي إلى حزب التجمّع الوطني المتطرّف، أن فرنسا أمرت الجنرال كاتز، بأن يُبقي قوّاته المقدّرة بـ 18 ألف جندي في الثكنات، ولا يذهب لنجدة "الأقدام السوداء". مستطردة أنّ عدم تدخّل الجيش، تسبّب في مقتل 700 فرنسي بوهران غربي الجزائر، بعد اتفاقيات إيفيان (المفاوضات التي أفضت لاستقلال الجزائر)، وتشير المتحدّثة إلى أن بقاء الجيش في الثكنات، هو ما يجعل الدولة الفرنسية مسؤولة عمّا جرى وقتها.

وأبرزت إيمانويل، التي تحمل لقب زوجها روبير مينار، المعروف بتطرّفه الشديد في القضايا المتعلقة بالجزائر، أنّ الأرشيف السرّي لتلك الأحداث يجب أن يظهر للعلن، تمامًا مثل الأرشيف المتعلّق بمقتل موريس أودان الثوري الفرنسي، الذي ساند الثورة الجزائرية.

ولم تكن أحزاب اليمين في فرنسا، متحمّسة لرفع غطاء السرّية عن قضية موريس أودان التي ظلّت عالقة لسنوات، قبل أن يقرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية عن اختطافه واغتياله.

وتعود أحداث وهران غربي البلاد، إلى الفترة التي كانت تقوم فيها منظّمة الجيش السرّية، المشكّلة من عناصر من "الأقدام السوداء"، باستهداف المدنيين الجزائريين العزّل، رفضًا منها لاستقلال الجزائر.

وتُشير بعض التقديرات، إلى أن أعمال العنف التي ارتكبت في تلك الفترة، جاءت كردّ فعل على وحشية المنظمة السريّة التي قادها عناصر "الأقدام السوداء"، أدّت إلى مقتل 95 شخصًا، بينهم 20 أوروبيًا واختفاء أكثر من 400 شخص آخرين، في حين يقول الفرنسيون إن العدد يفوق ذلك بكثير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تجارب فرنسا النووية.. جرح الجزائر الغائر

ماكرون والشرق الأوسط.. ماذا ترَك رجل الوسط لأهل اليمين؟