فريق التحرير - الترا صوت
قال المؤرّخ الفرنسي المختصّ في حرب الجزائر، بنجامين ستورا، إنّه يعتقد أنّ الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، يريد تسوية ملف الذاكرة الاستعمارية مع الجزائر.
بنجامين ستورا: ماكرون هو الوحيد من بين سابقيه، من يحاول معالجة مشكل الذاكرة الاستعمارية بشكلٍ كلّي
وأبرز ستورا المولود بالجزائر، والمعروف بقربه من ماكرون، أنّ التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي، تأتي في سياق الرغبة في إنهاء جراح الذاكرة، التي مازالت تتغذّى على الكثير من المجموعات الحاملة لهذا الإرث التاريخي في البلدين.
وذكر ستورا في حوار له مع صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، أن هذه المجموعات مازالت تحمل ضغائن تاريخية، مثل أطفال المهاجرين الجزائريين، والأقدام السوداء (تسمية الكولون الفرنسي في الجزائر)، والحركى (المقاتلون الجزائريون في الجيش الفرنسي ضد أبناء جلدتهم) وغيرهم.
وأبرز المؤرّخ، الذي رافق الرئيس الفرنسي خلال زيارته للجزائر سنة 2017، أن ماكرون هو الوحيد من بين سابقيه، من يحاول معالجة مشكل الذاكرة الاستعمارية بشكلٍ كلّي، خصوصًا وأنه ينتمي لجيل لم يعرف الاستعمار، ما يؤهّله لفتح هذا الملف دون عقدة الماضي، سواءً في الجزائر أو غيرها من البلدان الأفريقية، التي سبق وأعلن فيها نهاية السياسة الأفريقية لفرنسا.
وقال ماكرون الخميس -على متن الطائرة التي أقلته من دولة الاحتلال الإسرائيلي حيث حضر الاحتفال بالذكرى 75 لـ "المحرقة النازية"- إنّه مقتنع بأن على فرنسا أن تعيد النظر في ذكرى الحرب الجزائرية (1962-1954)، "لوضع حدّ لصراع الذاكرة الذي يعقّد الأمور داخل فرنسا".
وأضاف "أنا واضح جدًا بشأن التحدّيات التي تواجهني كرئيس من منظور الذاكرة، وهي تحديات سياسية. الحرب الجزائرية هي بلا شك أكثرها دراماتيكية.. أنا أعرف هذا الأمر منذ حملتي الرئاسية.. وهو تحدٍّ ماثل أمامنا، ويتمتّع بالأهميّة نفسها التي كان ينظر بها شيراك عام 1995 لمسألة المحرقة النازية".
وكان ماكرون قد أقرّ في أيلول/سبتمبر 2018، خلال زيارته للجزائر كمرشّح لانتخابات بلاده، أن بلاده مسؤولة عن إقامة "نظام تعذيب" إبان استعمار الجزائر، الذي انتهى في العام 1962.
اقرأ/ي أيضًا:
تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر
ماكرون "يتهرّب" من ملفّ الذاكرة ويُهنئ الجزائريين بذكرى الثورة