24-نوفمبر-2023
تبون

عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية (الصورة: فيسبوك)

قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة، إنّ تلاحق الأزمات والنزاعات بشكل غير مسبوق في العالم يفرض على المجموعة الدولية "أكثر من أي وقت مضى" التعامل مع ملف إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بـ "إلحاح واستعجال كبيرين"، مطالبًا بتصحيح الظلم التاريخي المسلط على القارة الأفريقية.

الرئس تبون دعا في كلمة أمام لجنة الاتحاد الأفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن إلى تصحيح الظلم التاريخي المسلّط على أفريقيا

وفي كلمة، ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية، أحمد عطاف، أمام المشاركين في اجتماع لجنة الـ 10 بالاتحاد الأفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، أكد الرئيس تبون أنّ هذه القمة "تنعقد في ظرف دولي وإقليمي مثقل بالتحديات والمخاطر وفي ظل أزمة حادة ألمت بمنظومة الأمن الجماعي ووسط الشلل شبه التام الذي يطال مجلس الأمن الأممي راهنًا".

وأضاف: "تتابع الأزمات والصراعات والنزاعات بصورة متسارعة وتراكمها بشكل غير مسبوق واستفحالها دون تحرك فعلي وهادف من المجموعة الدولية للتكفل الأمثل بها يفرض على المجموعة الدولية، أكثر من أي وقت مضى، ضرورة إحاطة هذا الملف بالعناية اللازمة والتعامل معه بكل صرامة وحزم وعزم"، باعتبار أن هذا الملف -مثلما قال- "يطرح نفسه اليوم بإلحاح واستعجال كبيرين".

وذكّر الرئيس تبون بـ"الواقع المتأزم للقارة الأفريقية، لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي التي تعاني من استوطان آفة الإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار بؤر التوتر وعدم الاستقرار وما يعيشه الفلسطينيون من مأساة حقيقية تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب عجز المنظومة الأممية الجامعة عن ردع المحتل الصهيوني عن جرائمه وكف انتهاكاته بحق قواعد القانون الدولي التي أقرتها ذات المنظومة الأممية".

وعليه، استطرد: "هذا الوضع أعاد إلى واجهة النقاش الدولي موضوع إصلاح مجلس الأمن"، مشيرًا إلى أن رهان عملية الإصلاح "لم يعد يقتصر على تحقيق مجلس يكون أكثر تمثيلا للدول النامية، وعلى رأسها أفريقيا، بل يتعدى ذلك بكثير، لأن ديمومة واستمرارية المنظومة الدولية متعددة الأطراف أصبحت حقا على محك تصاعد منطق توازن القوى ومحك تفشي ظاهرة الاستقطاب ومحك الانتقائية والتمييز في فرض احترام قواعد القانون الدولي."

وأعرب عن الأسف لكون "التجاذبات الحادة والانقسامات الجسيمة صارت الميزة الرئيسية لمنظومة العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة".

ولهذا، تابع: "موقف القارة الأفريقية الموحد يجب أن يؤكد على ضرورة بلورة تصور يمكن هذه الهيئة الأممية المركزية من النأي بنفسها عن التجاذب والاستقطاب والتركيز أكثر على الدور المنوط بها والمسؤولية الملقاة على عاتقها وفقا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة مع التأكيد على عملية إصلاح تعيد للمجلس فعاليته وقدرته على التحرك في وجه التهديدات المتنامية للسلم والأمن الدوليين".

رئيس الجمهورية: ما يعيشه الفلسطينيون من مأساة حقيقية تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب عجز المنظومة الأممية الجامعة عن ردع المحتل الصهيوني أعاد إلى واجهة النقاش الدولي موضوع إصلاح مجلس الأمن

وفي السياق، لفت رئيس الجمهورية إلى أنّ موقف أفريقيا الموحد "يجب أن يشدّد على ضرورة تصحيح الظلم المُسلّط على القارة الأفريقية، كونها الغائب والمغيب الوحيد في فئة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والأقل تمثيلًا ضمن فئة الأعضاء غير الدائمين، على الرغم من أنها تظل معنية بأكثر من 70% من المواضيع والقضايا المدرجة على جدول أعمال المجلس".

ووفقه فإنّ "المطلوب بالنسبة لأفريقيا هو أن يتجاوز مشروع إصلاح المجلس عملية توسيع العضوية ليشمل جميع المسائل المتعلقة على وجه الخصوص بأساليب وطرق عمل المجلس وباستعمال حق النقض وبالتفاعل بين المجلس والهيئات الأممية المركزية."