في أوّل كلمة له، عقب إعلان السلطة المستقلّة للانتخابات للنتائج الأوّلية لرئاسيات 12/12، أعلن الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، أنه سيفتح حوارًا وطنيًا جامعًا لكل أطياف المجتمع الجزائري للخروج من الأزمة والمرور نحو الجزائر الجديدة، التي ستكون عبر دستور توافقي يمرّ عبر استفتاء شعبي.
عبد المجيد تبون: "نسعى إلى التحكّم في الاستيراد مع محاربة تضخيم الفواتير والقضاء عليها كونها أبرز عوامل انهيار الاقتصاد الوطني"
استهل، الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، ندوته الصحافية التي عقدها بالمركز الدولي للمؤتمرات، بالعاصمة، حديثه بأنه لم يأت للانتقام ولا للإقصاء كما يحاول البعض الترويج له، مردفًا بالقول "جئتكم جامعًا لصناعة منهجيات وأخلاق جديدة".
اقرأ/ي أيضًا: هل سيكون عبد المجيد تبون الرئيس القادم؟
وشدّد، عبد المجيد تبون على إعداد دستور جديد في أقرب وقت ممكن بعد استشارة شعبية وسياسية مع الجميع معلنًا المرور عبر استفتاء شعبي، كما أعلن عن حلّ البرلمان والمجالس المنتخبة فور الانتهاء من إعداد قانون انتخابات جديد.
وفي السياق نفسه قال المتحدّث: "الحكومة الجديدة ستكون أصعب مهمّة له في القريب العاجل"، لافتًا إلى "إشراك شباب في العشرينات في الطاقم الوزاري القادم".
كما ردّ على سؤال صحافي يتعلّق بإمكانية بقائه في الحزب العتيد "الأفلان" (عضوية اللجنة المركزية) أو إنشاء حزبٍ سياسيٍّ جديد، بالقول: "ليست لدّي أيّة نيّة لإنشاء حزب سياسي جديد".
وبخصوص الحراك الشعبي الذي يتواصل لجمعته الـ 43، أكّد عبد المجيد تبون، أنه يمدّ يده إلى الحراك الشعبي من أجل مباشرة حوار شامل مع ممثلين من الحراكيين، مثنيًا على "الحراك المبارك الذي أعاد الشرعية للجزائريين". وقال تبّون: "لا توجد استمرارية لعهدة خامسة، الحوار مبدؤنا دائمًا".
وخلال ذات الندوة الصحافية، أكد تبون أنه "فيما يخص المحبوسين في القضايا الاجتماعية والسياسية فهؤلاء لدينا حلول بشأنهم"، وأضاف أنه سيجتمع مع أهل الاختصاص في المجال ذاته من أجل إيجاد حلول لهم، على حدّ تعبيره.
لا عفو شامل
من جانب آخر، شددَ رئيس الجمهورية المنتخب أنه "لا عفو رئاسي فيما يخصّ قضايا الفساد"، مؤكدًا أن المحبوسين في قضايا فساد لا يُمكن الإفراج عنهم، متعهدًا بإنصاف كل من ظُلم من طرف العصابة.
وتابع الوافد الجديد على كرسي المرادية، أن أولوياته سترتكز على الأموال المنهوبة في الداخل والخارج، مؤكّدًا أنه سيعمل على استرجاعها بأيّ ثمن.
وفي السياق قال إن "استرجاع هيبة الدولة ونظافتها ومصداقيتها عند الشعب مهمته الأولى"، مستطردًا: "نسعى إلى التحكّم في الاستيراد مع محاربة تضخيم الفواتير والقضاء عليها كونها أبرز عوامل انهيار الاقتصاد الوطني".
وواصل الرئيس الثامن للبلاد رفض الإفصاح عن طريقة وآلية استرجاع الأموال المنهوبة من الخارج، مكتفيًا بالقول: "إذا منحتكم الخطة فسيلجأون إلى خطط مضادّة تُعيق عملنا في استرجاع الأموال المنهوبة".
منطقة القبائل.. أشتاق لها
وفي حديثه عن النسبة المئوية المعلن عنها من طرف سلطة الانتخابات، نفى تبون أن تكون لنسبة المنتخبين الضئيلة أثرًا على مصداقية الانتخابات، مردفًا: "تحياتي لمن صوت لغيرنا ومن قاطع العملية الانتخابية، وأتوجّه للحراك الذي قلت وأعيد أنه مبارك".
وردّ المتحدث، على سؤال حول إمكانية زيارته لمنطقة القبائل التي قاطعت الانتخابات الرئاسية، عبرَ الرئيس المنتخب عن عميق أحاسيسه الخاصة لمنطقة القبائل ومحبته للكثير من أبنائها، موضحًا: "أنا متشوّق لزيارة المنطقة. سأزور ولايتي بجاية وتيزي وزو عندما تكون الفرصة سانحة لي، وستكون في أقرب الآجال".
وعرّج: "قلت وأعيد سأفتح الحوار مع الجميع سواءً من كان مع برنامجي وانتخبني، أو من كان ضدّي، كما سيشمل الحوار من قاطعوا الانتخابات".
ماكرون.. لن أُجيب!
رفض عبد المجيد تبون الردّ على تعليق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بخصوص الرئاسيات الجزائرية، قائلًا إن "ماكرون حرّ ببضاعته في بلده، وأنه لا يعترف إلا بالشعب الجزائري الذي انتخبه".
رفض عبد المجيد تبون الردّ على تعليق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص الرئاسيات الجزائرية
وعن تواصل غلق الحدود مع المغرب، ذكّر تبون إن "ذهاب العلة لن يكون إلا بذهاب أسباب العلة"، في إشارة واضحة إلى تصريحات سابقة أطلقها منذ بداية الحملة الانتخابية، يشدّد فيها على ضرورة الاعتذار من الجانب المغربي للشعب الجزائري عقب فرض الأول تأشيرة دخول على الجزائريين عام 1995.
اقرأ/ي أيضًا:
عبد المجيد تبون: لم أتحالف مع بن فليس ضدّ أيّ مرشّح آخر
مُرشح السلطة.. حرب بين المترشحين عبد المجيد تبون وعز الدين ميهوبي