10-فبراير-2024
سجناء جزائريون جزيرة سانت مرغريت

سجناء جزائريون في جزيرة سانت مرغريت (القناة الثالثة الفرنسية)

تتجّه لجنة من المؤرخين، برئاسة بنجامين ستورا، إلى إعادة ترميم أقدم مقبرة إسلامية في فرنسا، تضم رفات جزائريين تم نفيهم إلى جزيرة سانت مارغريت في الساحل الجنوبي لفرنسا.

جزيرة سانت مرغريت الفرنسية تحولت إلى سجن سياسي خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وأُرسل إليها أكثر من 3000 مناضل جزائري قسراً على مدار 40 عاماً 

ووفق ما كشفته مصادر إعلامية فرنسية، فإن هذا المشروع يأتي في سياق إعادة تأهيل مقابر تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

وكانت هذه الجزيرة قد تحولت إلى سجن سياسي خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، حيث تم إرسال أكثر من 3000 مناضل جزائري قسراً إليها على مدار 40 عاماً بسبب مقاومتهم للاحتلال الفرنسي.

وذكر كريستوف روستن ديلاتور، المؤرخ ونائب مدير متاحف مدينة كان بالجنوب الفرنسي، في تصريح لـ"القناة الفرنسية الثالثة"، أن هؤلاء الجزائريين لم يكونوا أشراراً، بل "رهائن بارزين وسجناء سياسيين، وعاشوا مع عائلاتهم في "منفى على شكل قرية" على الجزيرة.

وتعاني هذه المقبرة الإسلامية المخبأة تحت الأشجار في موقع بالجزيرة من الإهمال، ويوجد بها قبور لنحو 300 جزائري من رجال ونساء وأطفال، مات بعضهم من أمراض مثل الديزنتريا (التهاب معوي يصيب القولون) والكوليرا، بينما مات آخرون من سوء التغذية، خاصةً الرضّع، حيث "جفّ حليب الأمهات بسبب الحرب".

صورة مقبرة الجزائريين

ومنذ 6 سنوات، بدأت بلدية "كان" بمساعدة المؤرخة أنيسة بوعياد، مشروعاً لإعادة تأهيل المقبرة، حيث تم الكشف عن أسماء 274 جزائرياً مدفوناً فيها، كما تخطط البلدية لرواية قصة المنفيين الجزائريين للجمهور عند مدخل المقبرة.

وعلى الرغم من الظروف القاسية، حاول السجناء الجزائريون الحفاظ على هويتهم، فقد بنوا مدرسة قرآنية، وتمسكوا بعاداتهم الغذائية، وطلبوا إمدادهم بالسميد لصنع الكسكسي.

وتحتفظ الذاكرة بالقليل من آثار من سكنوا تلك الجزيرة، حيث توجد بعض الصور التي وثقها مصور بريطاني قام بطبعها كبطاقات بريدية، وتظهر بعضها أن "سائحات إنجليزيات طلبن توقيعاتهم".