23-نوفمبر-2021

هاجر حماشي (الصورة: إنستغرام)

فريق التحرير - الترا جزائر

اشتهرت الطالبة الجامعية هاجر حماشي (20 سنة) بنشرها مقاطع فيديوهات اجتماعية وسياسية تنتقد الوضع العام منذ فترة الحراك الشعبي، حيث لقيت رواجًا واسعًا وسط الجزائريين، فوجدت نفسها متابعة أمام القضاء بتهم ثقيلة.

هاجر حماشي: تعرّضت لحملة تشويه اتهمتني بالانتماء لمنظمة "الماك" وبمقتل جمال بن سماعين

في حوار مع "الترا جزائر"، تروي حمّاشي حادثة استدعاءها من طرف الجهات القضائية بسبب منشوراتها على مواقع التواصل، وتؤكّد أنها مواطنة جزائرية تدافع عن التيّار الوطني ولها الحقّ في التعبير عن رأيّها بكلّ حرية.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| أمين خير الدين: التعذيب هدفه بسط السيطرة

تعرّضت طالبة اللغة الفرنسية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، إلى حملات تشويه على فيسبوك، موضّحة أنها اتهمت بانتمائها إلى منظمات إرهابية، ووصل الأمر إلى توريطها في مقتل جمال بن سماعيل، وهي التهم التي قابلتها هاجر بالتجاهل رغم الضغوطات النفسية التي تعرّضت لها.

  • بداية، تحدّثت مؤخرًا على مواقع التواصل عن استدعائك من طرف الجهات القضائية، ماهي التهم التي وُجت إليك؟

التهم التي وُجّهت إلي هي التحريض على الخروج في مسيرات، والإساءة لرئيس الجمهورية، وإطلاق تصريحات كاذبة، وكلّ هذا بسبب الفيديوهات التي أنشرها، وهذا نابع من قناعاتي كمواطنة جزائرية يحرّكها ما يحدث في الشارع، ولدي الحقّ في التعبير عن آرائي بكل حرية.

تحدّثت في الفيديوهات عن معتقلي الحراك، إذ يوجد اليوم أكثر من 250 معتقل من بينهم خمسة نساء بحسب ما أوردته منظمات حقوقية.

بعد استدعائي توجهت إلى قاضي التحقيق، في الحقيقة اندهش من صغر سنّي، وحديثي في أمور لا يتحدّث فيها الكبار.

  • هل تعرّضتِ للاعتقال؟

كنت أشعر أنني مراقبة طيلة الوقت، حتى أنّ أحد أقربائي من المسؤولين اتصل بوالدتي وأخبرها أنني سأتعرّض للاعتقال في أيّ وقت، وهو ما دفعني للمبيت عند بعض المعارف، وفي أحد الأيام طرق الباب شخصان بزي مدني من الشرطة القضائية التابعة للجيش قدما بسيارة مدنية، بحسب بطاقتهما التي عرضاها على والدتي. رفضت والدتي تسليمي وأخبرتهما أنني لست بالبيت، فاضطروا لإرسال استدعاء لي.

استجبت للاستدعاء، وامتثلت لمحضر سماعي (تحفّظت عما جاء فيه والأسئلة التي طُرحت عليها). في الحقيقة استقبلت بشكلٍ جيّد وعوملت بطريقة لائقة، وقدموا لي المشروبات وتم الأمر بسلاسة فهم كانوا أشخاصًا يقومون بعملهم لا أكثر ولا أقل.

  • هل تلقيت استدعاء للمحاكمة؟

في آخر مرّة زرت فيها قاضي التحقيق، أخبرني أنني يجب أن أبقى بالبيت إلى تحدّد جلسة المحاكمة. أنا امتثلت لجميع الاستدعاءات ومستعدة لمواجهة الأمر لأنه لا يوجد شيء أخفيه.

  • تحدّثت عن مصادرة هاتفك في منشور سابق، لماذا؟

حين امتثلت للمرة الأولى لم أحضر معي هاتفي، لأنّه كان هديّة غالية من أبي لما تحصّلت على البكالوريا من نوع "آيفون"، ولكنهم أخبروني أنه يجب عليَّ تسليم هاتفي الذي تركته بالبيت، فوافقت وانتقلوا معي إلى غاية البيت وسلمتهم الهاتف ومفتاح التشفير.

  • كان يمكن ألا تسلميهم هاتفك؟

نعم كان يمكن أن أخفيه وأدعي أنني لا أملك هاتفًا، ولكنني فضلت التعاون لأنه لا شيء لديّ أخفيه ولست خائفة من أيّ شيء، أردت أن أقول لهم إنّه لا يوجد دليل واحد يدنيني بالتهم الموجّة لي ولن أضع نفسي محل شكوك. ليست لدّي اتصالات مع أيّة جهة ولا أملك أيّة نيّة لإخفاء أمرٍ ما، تعاونت معهم قدر المستطاع، وأخبروني في النهاية أنه لا يُمكن استرداد هاتفي لأنه صودر نهائيًا وهو ما آلمني كثيرًا. كنت أستطيع الهرب و"الحرقة" إلى الخارج، ولكنّني فضّلت المواجهة لأنني لا أملك أيّ شيء أخفيه ولا أيّ دليل يثب إدانتي.

هاجر حماشي: لم يتعاطف معي أحد في قضيتي وتجاوزت هذه المرحلة بالتجاهل

  • هل تلقيت تضامنًا حقوقيًا وشعبيًا؟

في الحقيقة لم يتضامن مع أحد، لا محامين ولا حقوقيين تضامنوا مع قضيّتي، حتى أحد أقربائي وهو محامٍ معروف وسبق له الدفاع عن قضايا الحراكيين لم يتضامن مع، وجدت نفسي وحيدة وحاولت تجاوز المرحلة بكثير من الصبر، لقد تعرّضت لكثير من الضغوطات واتهمت بانتمائي إلى حركة "الماك" الإرهابية، بل ووصل الأمر إلى تشويه صورتي واتهامي بأنني ضالعة في مقتل جمال بن علي رحمه الله، أطلقوا إشاعات قوية في فيسبوك، تقول إن المتهمين في مقتل جمال رحمه الله اعترفوا أثناء اعتقالهم بتورّطي معه وانتمائي إلى منظمات سرية تسعى إلى إشاعة الفوضى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار | نصيرة محمدي: ولّد الحراك الشعبي سلوكًا تحرريًا

حوار | الهادي بوذيب: العقل الجزائري تشكّل في سياق المقاومة ورفض الإذلال