أطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، حملة "خليه يكحال" (دعه يفسد) لمواجهة غلاء أسعار فاكهة الموز، بعد أن قفزت إلى فوق الـ 700 دينار، وسط تبريرات حكومية بأزمة عالمية.
جمعيات دعمت الحملة ودعت إلى التفعيل الفوري لقانون المضاربة
وارتفعت في الآونة الأخيرة، أسعار فاكهة الموز إلى أزيد من 700 دينار عبر الأسواق، رغم فتح باب الاستيراد، فيما دعت منظمات إلى تفعيل قانون المضاربة.
ويرى متابعون أن الارتفاع الجنوني لأسعار الموز يقف وراءه المضاربون، خاصة بعد إعلان مصالح الأمن الوطني، الثلاثاء، عن حجز 1243 طن من فاكهة الموز على مستوى أربع ولايات، كانت موجّهة للمضاربة في السوق، مع توقيف 7 مخالفين.
وأفاد بيان لمصالح الأمن أنه "في إطار جهود قوات الشرطة في حماية الاقتصاد الوطني ومحاربة المضاربة في السلع والمواد الغذائية، تمكنت مصالح الأمن الوطني، بداية هذا الأسبوع، من حجز 1243 طن من مادة الموز، على مستوى ولايات الجزائر العاصمة، البليدة، بومرداس والشلف، موضوع للمضاربة".
ارتفاع غير مبرّر
تساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن السبب الحقيقي لارتفاع أسعار الموز في الجزائر مقاربة بباقي دول العالم، إذ يرى جلال نكار أن " أسعار الموز في الجزائر تشهد ارتفاعا غير مبرر، فقد وصل في سعره إلى ما فوق 600 دج ، هو رقم مبالغ فيه مقارنة مع سعر الموز العالمي".
صدمة في الأسواق الجزائرية اليوم .. "شوفو شحال وصل سعر البنان"!!
صدمة في الأسواق الجزائرية اليوم .. "شوفو شحال وصل سعر البنان"!!
Posted by Dz News TV ديزاد نيوز on Sunday, April 10, 2022
ويشرح المتحدث "سآخذ مثال دولة لا تنتج الموز مثلنا ، و الأقرب كمثال هي فرنسا من أ جل توضيح المقارنة، في أي مساحة تجارية في فرنسا تجد الموز في المساحة المخصصة لمنتوجات 1 أورو مع وجود أصناف أخرى أغلى بعض الشيء".
وأردف: "1 أورو هي حوالي 2% من الدخل اليومي لعامل أجره الحد الأدنى من الأجور في فرنسا، في الجزائر الموز حاليا يحوم في حدود 600 دج ، وهو ما يعادل تقريبا أجرة يوم عمل كامل لعامل أجره الحد الأدنى من الأجور في الجزائر".
وختم بالقول: "صحيح لا يمكن المقارنة بين البلدين اقتصاديا لكن بالمقارنة مع سعر الموز في بلدين يستوردانه بغض النظر عن الحالة الاقتصادية لمواطني البلدين و التي ذكرتها بالنسبة المئوية، إذن هناك فرق كبير جدا".
مقاطعة
من جانبها، دعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، لمقاطعة شراء الموز، مذكرة بحادثة ارتفاع أسعار البيض في الأرجنتين، وكيف قلب المواطنون الأمر لصالحهم بفضل المقاطعة.
وقالت المنظمة: "باستطاعتنا كشعب أن نرفع أو نخفض أسعار أي سلعة وذلك بإرادتنا بدون حملات أو دعايات!! فقط نحتاج إلى قليل من الثقافة..، ثقافة عدم إعطاء الفرصة لاستغلالنا".
هنا، يطرح مصطفى زبدي سؤالا: "ثمن الموز الذي بلغ أسعارًا قياسية رغم ثبات تكلفته مقارنة بالبطاطا مثلا واستقرار بورصته العالمية مقارنة بالقمح والذرة، لماذا لم تتدخل المصالح المعنية لتطبيق قانون المضاربة غير المشروعة، ونص القانون صريح وواضح؟".
وكتب عبد الله بوراد عبر حسابه على فيسبوك: "الموز فاكهة سهلة التلف لو قاطعنها يومين بدون شراء ستفسد والكل سيخسر من المستورد إلى التاجر الصغير لكن هذا الشعب كلما ارتفاع الأسعار كلما زاد الطلب عليها".
#شهبندريات
Posted by Mustapha Zebdi on Monday, April 11, 2022
بدوره قال تناني محمد " الموز الذي يعتبر صديق الرياضي فهو يعتبر أفضل وجبة قبل تمارين لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يقلل من الإصابات، لكن رأيي هو تركه و عدم شرائه حتى يرجع إلى سعره الطبيعي كما كان، فيجب تعلم ثقافة الترك عند غلاء الأسعار حتى يعود لحاله الطبيعي".
فيما يرى طارق ديزاد أنه "في أغلب مجتمعات العالم هناك قانون اقتصادي يقول إن ارتفاع سعر سلعة يجعل المواطنين يحجمون عن شرائها حتى ينخفض سعرها أو تفسد عند التاجر".
وأكمل: "أما في الجزائر فالعكس هو الصحيح عند ارتفاع سعر سلعة تتسابق الناس علي الشراء وتشتري كميات اكبر من العادي وأكتر من الاحتياج الفعلي بحجة أن تلك السلعة سيرتفع سعرها أكثر".
ويعتقد الإطار في وزارة الصيد البحري رشيد عنّان "أن تقليص وتقييد استيراد بعض المواد الاستهلاكية يهدّد العدالة الاجتماعية ويفتح فرص المضاربة والاستغلال والفساد على مصراعيه، فعلى سبيل المثال استيراد الموز، فالأجدر إما غلقه نهائيا وهكذا "كامل ماناكلوهش" ونقتنع بذلك في إطار سلم الأولويات، أو نفتحه مثل السابق فينخفض سعره ويصبح متاح للجميع".
اقرأ/ي أيضًا:
مضاربة.. حجز كمية كبيرة من الموز وتوقيف 7 مخالفين
اتحاد الفلاحين يكشف أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفوكه في رمضان