احتج عدد من أفراد عائلات المهاجرين السرّيين الجزائريين، القابعين في سجون تونس، أمام مقرّ وزارة الخارجية، تزامنًا مع زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للجزائر، للمطالبة بتدخّل السلطات الجزائرية للإفراج عن أبنائهم، وتقديم توضيحات عن الملفّ.
عددٌ من "الحراقة" الجزائريين القابعين في سجون تونس، يواجهون تهمًا تتعلّق بالإرهاب.
وتجمعت، منذ صبيحة الأحد، حوالي 40 عائلة من مختلف ولايات الوطن أمام مقر وزارة الخارجية، في محاولة لإسماع صوتهم والضغط على المسؤولين الدبلوماسيين لإيصال صوتهم إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، من أجل التدخّل والإفراج عن أبنائهم المسجونين في تونس منذ سنوات 2008 و2009.
وقالة والدة أحد "الحراقة" (رفضت ذكر اسمها)، في حديث إلى "الترا جزائر"، إنّها تنتظر بشغف رؤية ابنها الغائب عن العائلة لمدّة فاقت العامين، مشيرةً إلى أن "مسجونين عائدين من سجون تونس، أكّدوا أن ابني متواجد بالسجن وتم توقيفه في رحلة حرقة فاشلة في عرض البحر التونسي".
وتابعت الأم باكية: "قدمتُ عدّة ملفات إلى وزارتي العدل والخارجية في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لكنه لا جديد إلى يومنا هذا..، وآمل أن تتدخّل الحكومة الحالية لغلق الملف والإفراج عن أبنائنا".
"لا أملك حق الزيارة لابني في السجن رغم علمي بمكان حجزه، ولا يمكنني تكليف محامٍ للدفاع عنه"، تكمل حديثها متألمة.
وفي السياق، شدّد محمد (اسم مستعار تفاديًا لتعطيل قضيّته)، أحد أولياء "الحراقة" الجزائريين، أنّ كل العائلات التي أكّدت وجود أبنائها في سجون تونس، قدّمت شهادات جديدة إلى وزارة الخارجية منذ تولّي صبري بوقادوم المهام، حتى يتسنّى لها مباشرة الإجراءات وتقديم الحلول.
وأوضح المتحدّث: "بعد أن أكد لنا سجناءٌ سابقون، أن عددًا من الشباب الجزائريين في سجن المرناقية بتونس، تقدّمنا بشهاداتهم إلى مصالح الدبلوماسية الجزائرية، من أجل تحريك الملف من جديد"، مردفًا: "نتمنّى أن تتدخّل الرئاسة في الملف، وتنقل الانشغال إلى الرئيس التونسي لحلّه نهائيًا".
كما استنكر والد أحد السجناء، "توجيه السلطات التونسية تهمًا تتعلّق بالإرهاب للحراقة المسجونين"، مطالبًا بالتحرّك الحازم للجزائر في القضية التي لا تزال عالقة منذ سنوات.
وكان السفير الجزائري السابق في تونس، عبد القادر حجار، أكّد أنه "لا يوجد أي جزائريين حراقة في السجون التونسیة، وفق تأكید مدير العلاقات في وزارة الداخلیة التونسیة".
وبخصوص الجزائريين العالقين في سجون تونس منذ 2008، أشار السفير حجار، إلى أن "القضیة طويلة وتعود إلى عهد النظام السابق بن علي، أين تم توقیف جزائريین حراقة. وبعدما وصلتُ إلى تونس سفيرًا، استقبلت العائلات ووجهتهم إلى تقديم شكوى رسمیة، وتحدثت مع الرئیس المرزوقي حول الموضوع، وقد تم الإعفاء عنهم".
وأضاف السفیر: "ظهرت بعدها عائلات تُفید بوجود أبنائها في السجون، وقد تحدثت لمدير مكتب العلاقات العامّة بوزارة الداخلیة التونسیة، وأكد عدم وجود أي حراق جزائري في السجون التونسیة".
اقرأ/ي أيضًا:
اليونان ترفض طلبات لجوء الجزائريين.. أوروبا تحاصر "الحراقة" شرقًا
تونس توقف 12 مهاجرًا سريًا تسلّلوا عبر الحدود الجزائرية