ألترا صوت – فريق التحرير
ما عدا الجوائز المخصّصة في المهرجانات المسرحية للفنون المسرحية، مثل النصّ المسرحي والتّمثيل والإخراج والموسيقى المرافقة للعرض والسّينوغرافيا، لا يتوفّر المشهد الجزائريّ على ما يكفي من جوائز مسرحية مستقلّة بذاتها. وما يوجد منها يعاني التذبذب في الحضور والشحّ في الموارد المالية، رغم أنّ المؤسّسات المسرحية في الجزائر كانت إلى وقت قريب تحظى بأغلفة مالية كبيرة.
أطلق الراحل امحمّد بن قطّاف مشاريع ومنابر ومبادرات أذابت الجليد، الذي كان مهيمنًا على المشهد المسرحي الجزائري بسبب عشرية العنف والإرهاب
في ظلّ هذا الواقع، بادرت أسرة "المقهى الثّقافي" في مدينة برج بوعريريج، 200 كيلومتر إلى الشّرق من الجزائر العاصمة، إلى إطلاق جائزة في الكتابة المسرحية، حملت اسم الكاتب والمخرج والممثل المسرحي امحمّد بن قطّاف (1939 ـ 2014)، "باعتباره واحدًا ممّن فتحوا الكتابة المسرحية في الجزائر والفضاء المغاربي والعربي على أشكال وهواجس مختلفة، بالإضافة إلى كونه لعب دور العرّاب لجيل جديد من المسرحيين، من خلال إدارته لـ"المسرح الوطني الجزائري" و"المهرجان الوطني للمسرح المحترف" و"مهرجان مسرح الجنوب" وغيرها من المنابر والمبادرات"، يقول منسّق الجائزة المسرحي حليم زدّام.
اقرأ/ي أيضًا: محمد لحواس.. أن يلعب الممثّل دوره مضاعفًا
لا نستطيع أن ننكر، يقول حليم زدّام لـ"الترا صوت"، أنّ امحمّد بن قطاف عاد من منفاه في فرنسا مطلع الألفية الجديدة، بعد تجربة كبيرة في المسرح الحكومي ثمّ في المسرح الحرّ من خلال تجربة "مسرح القلعة" أوّل مسرح مستقلّ في الجزائر، فأطلق مشاريع ومنابر ومبادرات أذابت الجليد، الذي كان مهيمنًا على المشهد المسرحي الجزائري بسبب عشرية العنف والإرهاب، ممّا خلق حالة من الانتعاش أدّت إلى ظهور عشرات المواهب في مختلف الفنون المسرحية، وهو بهذا مدين لنا بأن نبقى أوفياء لذكراه.
"من هنا، بادرنا في "المقهى الثقافي"، بإطلاق جائزة وطنية في الكتابة المسرحية تحمل اسمه. وشكّلنا لها لجنة تحكيم وازنة ترأسها الكاتبة والنّاشطة والأكاديميّة المسرحيّة ليلى بن عائشة، وتضمّ عضوية كلّ من الكاتب المسرحي احميدة عيّاشي والرّوائية فضيلة الفاروق والمسرحي سفيان عطية والكاتب والمخرج المسرحي عقباوي الشّيخ والأكاديمي والمسرحي عبد الله بهلول والكاتب والباحث المسرحي المغربي عبد المجيد شكير".
غير أن حليم زدّام يعترف بأن "المقهى الثقافي" بصفته مبادرة تطوّعية لا يملك لمضمون الماليّ، الذي يجعل الجائزة حقيقة في الميدان. يقول: "دورنا يقتصر على إطلاق الجائزة وتعيين لجنة تحكيم نزيهة ووازنة لها ووضع شروط محكّمة للمشاركة فيها واستقبال المشاركات وإحالتها على اللّجنة، التي ستكون حرّة تمامًا في اختيار النّصوص الثّلاثة الأولى لاعتبارات جمالية صرف".
من هنا، يدعو منسّق الجائزة المؤسّسات الثقافية الحكومية ورجال المال والأعمال في الجزائر، إلى التكفّل بالجوانب الماليّة للجائزة، "احترامًا لذاكرة وأفضال الفقيد الذي تحمل اسمه، وتشجيعًا للمواهب في مجال الكتابة المسرحية، حتى لا تبقى مبادرة معلّقة، بما يدين المحيط القادر على تمويلها".
اقرأ/ي أيضًا: