تدوال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الخميس، شريط فيديو يُظهر جثتين في أحد المستشفيات بالغرب الجزائري، تبدو عليهما آثار طلق ناريّ، قيل إنّهما قُتلا في اشتبكات مع قوّات الشرطة الجزائرية.

شباب غاضب حاول اقتحام مركز للشرطة بالأسلحة البيضاء وصفائح البنزين

وبحسب الروايات المتداولة على مواقع التواصل، فإنّ قوّات الشرطة أطلقت النار على شابين ينحدران من منطقة وادي رهيو، بولاية غيليزان غربي البلاد، في مواجهات عنيفة، اندلعت بسبب مقتل طفل يبلغ من العمر 15 سنة في حادث مرور تسبّب به شرطي.

اقرأ/ي أيضًا: تغييرات بالجملة في سلك الشرطة.. ضمانات جديدة لإقناع الشعب بالانتخابات؟

تضيف المصادر نفسها، أنّ سيّارة شرطة صدمت دراجة نارية في عملية مطاردة، كان على متنها شابّان، فتسبّب الحادث في وفاة الأوّل (15 سنة) وإصابة مرافقه (24 سنة) بجروح.

هذا الحادث، أثار موجة من الغضب لدى السكّان، تضيف الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع الشباب الغاضب إلى محاولة اقتحام أحد مراكز الشرطة بالأسلحة البيضاء وصفائح البنزين لإحراق المقرّ، فتسبّبت المواجهات مع الشرطة بسقوط الضحيّتين رميًا بالرصاص.

المديرية العامّة للأمن الوطني نشرت أمس الخميس، بيانًا توضّح فيه تفاصيل الحادث المأساوي، جاء فيه: "خلال ليلة 18 أيلول/سبتمبر 2019، في حدود الساعة 21 و30 دقيقة، وقع حادث مرور على مستوى المخرج الغربي لمدينة واد رهيو، على الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين الشلف وغيليزان، بين مواطن شرطي مستفيد من الراحة على متن سيّارته الخاصّة، وشابين يبلغان من العمر 15 و24 سنة، كانا على متن دراجة نارية، نتج عنه وفاة الأوّل وإصابة الثاني بجروح".

وأضاف البيان "أنّه على إثر الحادث، انطلقت أحداث بين مجموعات من الأشخاص وقوّات حفظ الأمن على مستوى مقرّ أمن الدائرة، ومؤسّسة إعادة التربية، وبنك التنمية المحليّة، ما تسبب في خسائر فادحة في المرافق العمومية، ومن معاينة الوقائع سُجّل بأسف وفاة مواطنيْن شابيْن سيحدّد التحقيق الجاري، وكذا الخبرة الشرعية ظروف حدوثهما".

في مقابل ذلك، تضاربت رواية وزارة الداخلية مع رواية مديرية الأمن، ففي البداية أعلنت الداخلية أن سيارة تابعة لجهاز الشرطة كانت تلاحق شابين كانا على متن دراجة نارية، فوقع حادث أدى إلى مقتل أحدهما، قبل أن تتراجع وتُعلن في وقت لاحق، عن رواية أخرى مطابقة لما أعلنته مديرية الأمن.

تضاربت الروايات الرسمية في تفاصيل الحادث الذي أدى إلى مقتل شابين رميًا بالرصاص

كما أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحليّة في بيان لها أمس الخميس، عن فتح تحقيق من قبل المديرية العامّة للأمن الوطني حول ظروف وملابسات الحادث، "لتقصّي الحقائق وتحديد المسؤوليات طبقًا للقانون والإجراءات التي ستتخذها العدالة".

اقرأ/ي أيضًا:

عنفٌ أمني في مواجهة الحراك.. عودة لخطابات التخويف

هراوات الحكومة تلوّن مآزر الأطباء بالدماء في الجزائر