في الربع الأخير من الشوط الثاني، طلب، مدّرب نادي شامبيري الناشط في الدرجة الخامسة في فرنسا القيام بتغيير في مباراة النادي ضدّ أوبان برسم الدور الـ32 لكأس فرنسا، اللاعب الذي دخل لأرضية الميدان هو عميد اللاعبين في فرنسا، ومن أول لمسة صنع الهدف الثالث لناديه الذي ضمن التأهل للدور القادم ليٌلاقي نادي ليون.
الدولي السابق خاض 18 مباراة دولية مع "المحاربين" وغادر المنتخب في 2004 بسبب خلاف مع المدرب سعدان
بعد أن ظنّ الجزائريون أنه اعتزل، لازال الدولي السابق، نسيم أكرور، يصول ويجول على المستطيل الأخضر وهو على مشارف الخمسين من العمر.
ما السر؟
في يوم الخامس من كانون الأول/ديسمبر عام 2001، شارك نسيم أكرور البالغ من العمر 27 سنة، لأول مرة مع المنتخب الوطني الجزائري، والذي واجه غانا وديًا في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، في ذلك اليوم قدّم أكرور أوراق اعتماده كقلب الهجوم الجديد للخضر.
خاض أكرور18 مباراة دولية مع "محاربي الصحراء" سجل فيها ستة أهداف، وقد كان متواجدًا في كأسي أفريقيا 2002 و2004، ليُعلن عن نهاية مسيرته مع الخضر في 28 نيسان/أفريل 2004 بمناسبة المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني مع نظيره الصيني بسبب خلاف مع الناخب الوطني رابح سعدان.
ابتعاد أكرور عن محيط المنتخب الوطني جعله أيضًا بعيدًا عن أنظار الجزائريين، خاصة أنه قليل الظهور على الإعلام، لكنه أصبح حديث مواقع التواصل ليلة أمس بعد أن ظهر في كأس فرنسا وصنع هدفًا وهو في سن الثمانية والأربعين.
قبل مباراة ناديه ضد فريق أوبان، أدلى "شيخ الملاعب الفرنسية" بتصريحات لقناة "أر أم سي"، تحدث فيها عن السرّ الذي جعله يواصل اللعب في مثل هذا السن المتقدم، وكشف اللاعب السابق لغرونوبل، ولوهافر وإيستر وفرق أخرى أن لغز يكمن في أنه يرغب في الاستمتاع بكرة القدم بشكل يومي.
وتابع أكرور الذي سجّل مع ناديه الحالي ثمانية أهداف لحد الآن، في إجابة عن سؤال حول استجابة جسده لوتيرة التدريبات اليومية، بالقول: "يسألني المدرب قبل كلّ بداية موسم إن كان جسدي على ما يُرام، بصراحة لا أملك الإجابة في تلك اللحظة، أضع في رأسي أن كرة القدم هي للاستمتاع ".
ويُضيف: "أخوض ثلاثة حصص تدريبية في الأسبوع، وآتي بسيارتي من مدينة غرونوبل حيث أقيم، أستغرق ساعة للوصول لمكان التدرب".
هنا، يتدخل مدرب ناديه للتحدث موضّحًا: "من جملة 78 حصة، تغيّب نسيم لست مرات، نملك برنامجًا خاصًا له، هو طبعًا ليس كاللاعبين الشباب في النادي".
رأسي يشتغل أفضل من ساقي
وواصل الهداف السابق لغرونوبل حديثه "صحيح لم يعد لديّ أرجل تسير كما كان عليه الحال في السابق، لكن لديّ القدرة على التحرك الجيد، والجميل أننا في الفريق نفهم بعضنا بعضًا جيدًا، لكن لا أؤكد أن ساقيّ لا تزالان متماسكتان، الرأس بالنسبة لي يعمل أكثر من الساقين، ما يجعلني أشعر براحة كبيرة".
عامل ثانٍ يرى أكرور أنه ساعده على البقاء طويلًا في المستوى العالي، ثم استكمال مسيرته مع الأندية الهاوية هو النمط الغذائي الصارم الذي يتّبعه، كاشفا أنه "أستطيع أن آكل نفس الشيء يوميًا، المهم أن يكون صحيًا، أنا لم أشرب أبدًا مشروبًا يحتوي على السكر، ناهيك عن الطعام الزائد، لكن مع اقترابي من سن الخمسين صرت أقل اهتمامًا في هذا الجانب، عكس ما كانت الحال سابقا."
ليردف: "مثلًا حين كنت شابًا كنت أحرص على العودة للمنزل مبكّرًا، أنا الآن أخفّف قليلاً من الخناق على نفسي، عشت كثيرًا وأنا أعاني من ضيق الوقت".
اللاعب المؤطّر
ويلعب أكرور في ناديه "شامبيري" دور المؤطر أيضًا، حيث يعتقد أن اللاعبين الشباب متأثرون كثيرا بمنصات التواصل الاجتماعي، يقضون وقتًا كثيرًا قد يُفقدهم تركيزهم قبل المباريات، "الأمر يدفعني لتحذيرهم خاصة عندما نكون قريبين من لعب مباراة مهمة".
وعن نظرة اللاعبين إليه وهو يزاول لعب الكرة في سن الخمسين تقريبًا، يُشير أكرور إلى أنه يشعر أن لديهم بصمة احترام نحوه، البعض يقول له "رأيناك على التلفاز والآن نلعب ضدك"، وختم اللاعب الذي لا يريد الاعتزال "أنا أحب ذلك".