30-نوفمبر-2019

عز الدين ميهوبي، عبد القادر بن قرينة، علي بن فليس، عبد العزيز بلعيد، عبد المجيد تبون (الترا جزائر)

يُشرف الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية على نهايته، ليبدأ العدّ التنازلي الفعلي لسباق المرشّحين الخمسة نحو قصر المرادية، ومع ارتفاع الأصوات الرافضة لفكرة الانتخابات وإصرار السلطة عليها، صنع مرشّحو الرئاسيات الجدل بعيدًا عن برامجهم الانتخابية بتصرّفاتهم وتصريحاتهم ومواقفهم التي جمعت بين الغرابة والطرافة. ليقابلهم روّاد الفضاء الرقمي بتفاعل تغلبت عليه روح الفكاهة والتهكّم.

اتفق مرشحو الرئاسيات على مدح المنتخب الوطني والاستشهاد بلاعبيه في حب الوطن

التبرّك بالزوايا

دخل المترشحون غمار الحملة الانتخابية بقوّة، ليس من ناحية البرامج والوعود الانتخابية؛ بل من خلال إعادة إنتاج ممارسات كانت مرتبطة بالنظام السابق، ذكّرت الجزائريين بالحملة الانتخابية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وحرصه في بداية حملته الانتخابية على زيارة الزوايا والتقرّب من شيوخها، واستمالة خزّان انتخابي معتبر من مريديها. حيث أجمع المترشحون الثلاثة بلعيد وميهوبي وتبّون على بداية السباق من أدرار وزيارة زواياها، وتصدرت صور عز الدين ميهوبي باكيًا في أحد المساجد، الحدث في أوّل أيام الحملة الانتخابية.

اقرأ/ي أيضًا: رسميًا.. مناظرات تلفزيونية لمرشّحي الرئاسة يوم 7 ديسمبر المقبل

لم يكن الأمين العام لحزب "الأرندي" الوحيد الذي ذرف الدموع، بل التحق به كلّ من بن فليس وعيد القادر بن قرينة وعبد العزيز بلعيد، ممّا جعل بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي  يجزمون أنّ الأسبوع الأول للحملة الانتخابية كان مخصّصًا للدموع في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة.

اتفق مرشحو الرئاسيات أيضًا في خطاباتهم، على مدح المنتخب الوطني والاستشهاد بلاعبيه في الوطنية وحب الوطن، وبلغ الأمر أن قال مرشّح حركة البناء عبد القادر قرينة في مدينة البليدة، إنّه يتمنّى أن يتبرك بهذه المدينة التي صنع ملعبها أبرز ملاحم "محاربي الصحراء"، بينما ذهب بقيّة المرشّحين إلى ذكر اسم الناخب الوطني جمال بلماضي بشكلٍ رآه كثيرون توظيفًا سياسيًا شعبويًا في الحملة.

بن قرينة.. صلاة الرصيف وسيارة الرؤساء

قد يكون المرشّح عبد القادر بن قرينة، أكثر المرشّحين إثارة للجدل في الحملة الانتخابية، حيث صارت تحوم حوله العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصّة، إذ لا تكاد خرجة من خرجاته الميدانية أو زيارة من زياراته  تخلو من تصريح أو تصرّف يصنع الجدل أو السخرية.

يقدّم رئيس حركة البناء الوطني نفسه على أنه رئيس الجزائر الجديدة، إذ سبق له وأن صرّح بأنه على يقين أنّه سيكون الرئيس القادم للجزائر، ليصنع الحدث بعدها في أول أيّام الحملة الانتخابية التي دشّنها من ساحة البريد المركزي، المعلم الأبرز في الحراك الشعبي، قائلًا يومها إنّه يقف في المكان الذي كان يقف فيه في الأيّام الأولى للحراك الشعبي.

لكن التصرّف الذي أثار الكثير من ردود الفعل الناقدة والساخرة، كان صلاته على قارعة الطريق في خرجته الميدانية نحو مدينة بومرداس، حيث أوقف بن قرينة الوفد المرافق له في الشارع، وأدى  صلاته على الرصيف، مسبّبا في نظر الكثيرين زحمة كبيرة في الطريق العام، بينما ذهب موقع إلكتروني للقول إأنّ السلطة المستقلة للانتخابات أنذرت المرشّح بخصوص ذلك، أمرٌ سرعان ما نفته مديرية حملة عبد القادر بن قرينة.

أطّل بن قرينة على متابعيه بتصريح "غريب" آخر، جاء بعد أن راجت أنباء عن برمجة البرلمان الأوروبي لجلسة حول الشأن الجزائري، هنا، أطلع بن قرينة الحضور في إحدى القاعات بأنّ أوروبا تسعى لإيقاف المسار الانتخابي بعد أن تيقنوا أنّه الأوفر حظًا في الوصول إلى كرسي الرئاسة، وليس مرشّحًا آخر كانوا يعوّلون عليه.

طرائف بن قرينة، القيادي السابق في حركة "حمس" لا تتوقّف هنا. حيث عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعاليق ساخرة، بعد أن صرّح أنّه سيصل لقصر المرادية لأنه ركب سيارة "مازدا" التي ركبها بوتفليقة أيضًا، في مقابل ذلك، انتشر مقطع فيديو يُحادث فيه بن قرينة شيخًا يخبره بنبوءة قديمة فحواها "أنّ أمازيغيًا سيحكم الجزائر ويعدل فيها"، ليجيبه بن قرينة "أنا لستُ أمازيغيًا".

تبّون.. حافظ أسرار الأموال المنهوبة؟

يعتبر ملف استرداد الأموال المنهوبة أحد أكبر الملفّات التي تنتظر الرئيس القادم. ملفٌ حاول مرشّحو الرئاسيات الخوض فيه كلّ على طريقته، لكن التصريح الأبرز في هذا السياق، يعود للوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبّون الذي قال إنّه يعلم علم اليقين أماكن تواجد الأموال المنهوبة، بل يعلم قيمتها بالضبط، ويملك طريقة لا يريد أن يخبر بها أحدًا ستمكّنه من استرجاع تلك الأموال.

تصريح قابلته الكثير من الأسئلة والتعليقات الساخرة، من بينها تعليقات ترى أن عبد المجيد تبّون قد يكون حقًّا يعلم مكان تواجد تلك الأموال لأنه كان حاضرًا أثناء نهبها، كونه كان وزيرًا في فترات متقطعة في عهد بوتفليقة وارتقى في سلم الرُتب إلى أن تقلّد منصب الوزير الأوّل.

عبد المجيد تبّون قال إنّه يعلم علم اليقين أماكن تواجد الأموال المنهوبة وقيمتها بالضبط

في هذا السياق، قال بعض المعلّقين إنّ تصريح تبّون يمكن أن يكون دليلًا ضدّه، وكان بالإمكان جرّه نحو العدالة بتهمة التستّر على جريمة فساد، حيث إنه من غير المعقول أن يتستّر مسؤول سامٍ سابق عن أموال نُهب جزء منها أثناء تولّيه المسؤوليات المختلفة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الانتخابات الجزائرية.. تغذّية الانتماءات القبلية والخضوع لسطوتها!

سؤال الإعلام في الانتخابات التشريعية في الجزائر