انتهى تساؤل طرحته الناشطة السياسية أميرة بوراوي، حول عدم استقالة حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية من البرلمان، إلى حرب كلامية بينها وبين مسؤول الإعلام في هذا الحزب عثمان معزوز.
دعت الناشطة السياسية أميرة بوراوي حزب "الأرسيدي"، إلى سحب نوابه من البرلمان بشكل فوري
وكتبت بوراوي على حسابها على فيسبوك، مستغربة موقف الأرسيدي (التسمية المختصرة للحزب)، الذي يُشارك بقوّة في المظاهرات الداعية لتغيير النظام يوم الجمعة، لكنه يصرّ على إبقاء نوّابه داخل قبّة المجلس الشعبي الوطني.
اقرأ/ي أيضًا: ليلى حاج عرب ترفع عدد النوّاب المستقيلين من البرلمان الجزائري إلى 13
وأبرزت بوراوي التي كانت وراء إنشاء حركة "بركات" المناهضة للعهدة الرابعة سنة 2014، أنها لا تتفهّم على الإطلاق بقاء نوّاب الحزب في البرلمان وتعتبر ذلك طعنًا للحراك الشعبي ومطالبه.
ودعت الناشطة السياسية حزب "الأرسيدي"، إلى سحب نوابه من هذا البرلمان "غير الشرعي" فورًا، مثلما فعل حزب العمّال وجبهة القوى الاشتراكية وعدد من النوّاب الرافضين للبقاء في البرلمان بعد الحراك.
وقالت إن هذا التساؤل لا يُلغي احترامها للحزب الذي أسّسه سعيد سعدي، وتتّفق معه في مبادئه العلمانية الذي يناضل من أجلها.
يبدو أنّ هذا التعليق، لم يرق لمسؤول الإعلام في "الأرسيدي" عثمان معزوز، الذي هاجم أميرة بوراوي بضراوة، مخاطبًا إياها بالقول: "أميرة مهمّتك صارت معروفة لكل الجزائريين.. أنت أيضًا ضمن (تتنحاو قاع)".
واتهم النائب معزوز على حسابه في فيسبوك، بشكلٍ غير مباشر، أميرة بوراوي بالعمالة لصالح أطراف من النظام، قائلًا "إنّها تهاجم الأرسيدي من باريس".
وعادت بوراي لتردّ على معزوز، بنشر مقال له تحدّث فيه قبل أيّام من بدء الحراك الشعبي يوم 22 شبّاط/فبراير، عن ضرورة عدم الانسياق وراء الدعوات المجهولة للنزول إلى الشارع، كونها تأتي من جهات تتصارع داخل النظام، على حدّ تعبيره.
وفجّر هذا السّجال، تساؤلات لدى كثير من المتفاعلين حول سبب بقاء "الأرسيدي" في البرلمان، خاصّة أنه لا يملك سوى تسعة نوّاب فقط، في حين انبرى قياديون من هذا الحزب للردّ والتأكيد على أن موقف حزبهم لا يتناقض مع دعم الحراك الشعبي.
ويسوق قياديون في الأرسيدي، بعض المبرّرات في عدم سحب نوابهم، منها أن استراتيجيتهم تقوم على المقاومة ودعم الحراك داخل البرلمان، وعدم السماح للسلطة في حال انسحابهم بتعويضهم بانتهازيين لا يمثّلون الحزب، بالإضافة إلى ضمان حصولهم على الإعانة المالية التي تسمح لهم بالنشاط السياسي.
لكن داخل "الأرسيدي" الذي يقوده محسن بلعباس، لا يوجد إجماع حول بقاء نوّاب البرلمان، فقد استقال قبل فترة نائبان منه هما ليلى حاج عرب وياسين عيساوان.
وذكرت حاج عرب، في رسالة استقالتها بأنها ناضلت منذ فترة من أجل أن يستقيل نوّاب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية من البرلمان، لكنّها بقيت محتفظة بمنصبها التزامًا منها بقرار الحزب. أمّا اليوم، تضيف، فهي تشعر بأنها متحرّرة من هذا الالتزام، ولا تتفهّم أبدًا مصلحة الحزب في البقاء داخل البرلمان المرفوض شعبيًا.
وأبرزت النائبة التي اشتهرت بمواجهتها للوزير الأوّل السابق أحمد أويحي، في السياق ذاته، أن بعض قرارات حزبها أصبحت غير مفهومة وغير عادلة ومستوحاة من استراتيجية غامضة، على حدّ قولها.
استقالة بعض نوّاب "الأرسيدي" تشير إلى وجود خلاف عميق داخل الحزب
ويُظهر هذا الموقف، وجود خلاف عميق داخل حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي تعد منطقة القبائل أهم معاقله، بين تيّار يقوده الرئيس الحالي للحزب محسن بلعباس، وتيّار آخر متأثّر بالرئيس السابق ومؤسس الحزب سعيد سعدي.
اقرأ/ي أيضًا:
الأحزاب السياسية لم تستفد من الحراك.. رفض شعبي للمعارضة والموالاة