فريق التحرير - الترا جزائر
تحدث محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عن أبرز النضالات التي خاضها حزبه في السنوات العشر الأخيرة قبل أن يسلم عهدته للرئيس الجديد للحزب الذي سيتم انتخابه غدًا.
بلعباس قال إنه ضحية قرار جائر صدر بأمر من المُمسكين بمقاليد السلطة
وقال بلعباس في خطابه الأخير لمناضليه في افتتاح مؤتمر الحزب اليوم، إن "واجبنا، اعتبارًا من اليوم، يملي علينا أن يكون لنا موقف في مستوى التحدي الذي يجب علينا أن نرفعه، بكلمة الحق وبعمل سياسي مسؤول ومدروس".
وأضاف بلعباس الذي كان من أبرز معارضي السلطة خلال السنوات الأخيرة، أن "الأوان قد آن للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وحان وقت الثورة ضد جميع أشكال الظلم والحرمان، ووقت استعادة الحريات الأساسية وحقوقنا"، مشيرا إلى أنه يعرف صعوبة المهمة لكنه يعرف أيضاً إرادة وشجاعة الشعب الجزائري، على حد قوله
وتحدث رئيس "الأرسيدي" المنتهية ولايته، عن معاناته الشخصية خلال الفترة الأخيرة، قائلًا: "كنتم كلّكم شهودًا وتابعتم جميعًا حملة التشهير والتضليل والتخويف والتهديدات التي شنّتها السلطة على حزبنا ومناضلينا، وتعلمون جميعًا أن مقرنا الوطني محاصر منذ ثلاث سنوات وتحت مراقبة دائمة دون قرار من المحكمة. تعلمون جميعًا أن العديد من مناضلينا قد سُجنوا ظلماً وأن آخرين ما زالوا في السجون إلى يومنا هذا".
وتابع يقول: "تعلمون أيضًا أنني أنا شخصيًا كنت ضحية قرار جائر صدر بأمر من المُمسكين بمقاليد السلطة، برفع الحصانة البرلمانية عنّي في قرار غير مسبوق. أولًا، لأنه لم يتم احترام الإجراءات القانونية. ثم لأن الاتهامات الملفقة زائفة ولا أساس لها. هذا القرار، وبالنظر إلى السرعة التي تم استصداره بها قبل نحو سنتين، حطم الرقم القياسي العالمي في مواعيد الجدولة أمام المحكمة. تعلمون أيضًا أنني الآن في الشهر السادس من المراقبة القضائية. كل هذه المناورات والتهديدات، تم التخطيط لها وتنظيمها، كما تعرفون، من أجل تركيعي وإرغامي على دفع ثمن وقوفي إلى جانب الشعب الجزائري".
واستطرد السياسي المعارض بالقول: "بالرغم من هذه الحرب التي شنّت علينا، لم نتراجع أبدًا ولم ننحنِ أو نضعف في مواجهة الشدائد. كان علينا جميعًا تقديم تضحيات كثيرة، لكن التزامنا هو التزام مناضلين عاقدين العزم عل مواجهة تحديات بلد عانى كثيرًا تحت وطأة نظام استبدادي. نحن حزب متكوّن من مناضلين ومناضلات متمرسين يرفضون التفاوض على استقلالية قرارهم وملتزمين بممارسة السياسة في خدمة الشعب".
وبدا بلعباس سعيدا بحصيلته على راس الأرسيدي، فقال: "استطعنا أن ننشّط الحياة السياسية الوطنية. فعَلت سمعةُ الحزب وتعززت مصداقيته بفضل التسيير الديمقراطي والشفاف الذي لا نجد مثله سوى في الأحزاب الديمقراطية الكبرى في العالم. استنكرنا كل أشكال الظلم والتعسف التي يعاني منها المواطنون، ودافعنا عن العمال والفئات المحرومة، ونادينا دائمًا إلى الحوار الاجتماعي الفعال الذي يضمن السلم الاجتماعي. لم نتوقف يوماً عن التفكير والعمل واقتراح الحلول لمختلف الأزمات والمآزق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نمرّ بها، مع الحرص الدائم على أن نكون في خدمة رفاهية الجزائريين من منظور بناء دولة قانون ديمقراطية".
وشهد مؤتمر ا"لأرسيدي" حضورًا نوعيا لشخصيات سياسية من الصف الأول، مثل رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول،ومنسق الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي كريم طابو.