19-فبراير-2022

مشهد من فيلم "ألجي كونفيدنسيال" (الصورة: ARTE)

فريق التحرير - الترا جزائر

أثار بث الحلقة الأولى من سلسلة " الجزائر السرية" جدلًا سياسيًا وسط الجزائريين، طغى على النقاش الفني لمثل هذه الأعمال السينمائية؛ حيث غلبت الآراء والانطباعات حول محتواه والخلفيات الأيديولوجية لإنتاجه، على الجانب النقدي لمشاهد العمل وأداء الممثلين، وصبّت كثير من الآراء في جانب إعادة إنتاج "الكليشيهات" حول العشرية السوداء، وإحياء سؤال "من يقتل من؟" الذي أثير في تلك الفترة، في إشارة إلى تورّط الجيش في عمليات الاغتيال.

وكالة الأنباء الجزائرية: وسائل الإعلام الفرنسية العمومية لا تيأس من أمانيها في رؤية الفوضى تحط من جديد على أرض الجزائر

تقودنا مشاهد المسلسل الذي بثته قناة "أرتي" الفرنسية الألمانية، إلى فترة حساسة من التاريخ الجزائري، حيث تدور وقائع حلقات هذه السلسلة القصيرة، حول قصة اختطاف تاجر أسلحة ألماني بالعاصمة الجزائرية سنوات التسعينات، ثم التشكيك في طبيعة الجماعة الإرهابية التي أقدمت على هذا الفعل، وذلك عبر تحقيق يقوم به ملحق بالسفارة الألمانية بالجزائر، يقوده إلى الاشتباه بتورط قيادات الجيش في حملات التصفية التي استهدفت مئات الآلاف من المدنيين، بحسب أحداث العمل.

اقرأ/ي أيضًا: التلفزيون الحكومي يُرعب الجزائريين.. قد تعود العشرية السوداء!

وذكرت قناة "آرتي" في تقديمها للسلسلة، أن هذا العمل تدور أحداثه في كواليس عالم الذكاء والسياسة الواقعية، كما أثنت عليه جرائد فرنسية يمينية سبق لها في الماضي تغذية الشكوك حول العمليات الإرهابية في الجزائر سنوات التسعينات قبل أن تتراجع مع ظهور الإرهاب في أوربا لاحقًا.

في هذا السياق، ردّت وكالة الأنباء الجزائرية على بثّ الحلقة الأولى من هذه السلسلة، في مقالا بعنوان "استقرار الجزائر يزعج وسائل الإعلام العمومية الفرنسية "، وفيه وصفت المسلسل بـ "العمل الخيالي" و"الحاقد " و"الرديء "، وأوردت أنه "يهدف إلى تحديث أطروحة " من يقتل من ؟ ".

وتابعت تقول : "إن وسائل الإعلام الفرنسية التي بسطت السجاد الأحمر للجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وهو الحزب المسؤول عن وفاة ما يزيد عن 200 ألف شخص، تثبت أن أطروحة "من يقتل من؟" لا تزال مستمرة بقوة في وسائل إعلام الخدمة العمومية الفرنسية".

واعتبرت أن هذا العمل الخيالي، عن العشرية السوداء يهدف إلى تحديث أطروحة "من يقتل من؟"، ويؤكد مرة أخرى أن وسائل الإعلام هذه لا تيأس من أمانيها في رؤية الفوضى تحط من جديد على أرض الجزائر.

 

وفي تعليقه على العمل، ذكر الصحفي المتابع للسينما محمد علال في تدوينة له أن سلسلة "الجزائر السرية" ليست أكثر من "جعجعة بلا طحين"، مضيفًا أن "كل شيء في هذه السلسة غير مقنع ومفضوح، خاصة تلك الصورة النمطية التي أراد صناع العمل تسوقيها حول الجزائر، بداية من اختيار عنوان تجاري مرورًا ببعض الإثارة الجنسية وصولًا إلى محاولة تشويه صورة مؤسسة الجيش من خلال استخدام الدرجة الثالثة من الإيماءات السينمائية".

 

 

وأبرز الصحفي أن عيوب مثل هذا النوع من الأعمال تظهر عندما يكون كل شيء فيها مصنوعًا تحت الطلب، لمغازلة الجهة التي تدعمه سواء ماليا أو من خلال  توفير ظروف التصوير.

وإن جاءت أغلب تعلقيات فيسبوكيين جزائريين حول بساطة إخراج العمل وجودته التصويرية والأخطاء الفنية التي وقع فيها في بعض المشاهد، إلا أن محتواه أثار خلافًا جوهريًا حول من يقول إنّه واقعي إلى حدّ ما ويصوّر الفساذ المستشري في دواليب السلطة آنذاك، وبين من يرى أنّ الجانب الأيديولوجي تحكّم في مسار العمّل وفرض منطقه على بعض المشاهد. 

هنا، يقول المنصور أبو جعفر إنه لم يعجب بالإخراج كثيرًا، غير أن سيناريو العمل شخّص توغل الجنرالات في دواليب الحكم، وجسّد حياة البذح والرفاهية التي كانوا يعيشونها.

من جهته علّق المدوّن صديق توزوت، أن "قصة المسلسل تروي قصة شرطي ألماني ملحق بالسفارة الألمانية على علاقة غرامية بقاضية تحقيق جزائرية، تتخللها قصة تهريب سلاح والكثير من السياسة

المهم السلسلة تم تصويرها في المغرب والأكيد سوف لن تمر مرور الكرام".

وفي سياق الجدل السياسي، كتب عزيز حمدي: "في ردها حول مسلسل قناة ARTE ، وكالة أنباء الجزائرية تصف حزب "FIS" المنحل ب المنظمة الإرهابية و بأن حركة رشاد وليدة هذا الحزب، و أن السلسلة تدعم فكرة (من يقتل من؟) للتستر عن جرائم هذا الحزب بمعنى عام الفيس صناعة فرنسية".

 

أما فيصل عزيز، فركّز في منشوره الفيسبوكي على غياب رأي الجهات السينمائية حول سلسلة "الجزائر السرية"، وابتعاد الجدل عن النقاش الفني المفترض أن يكون حوله، حيثّ علّق قائلًا: "العمل الدرامي تعرض لهجوم كبير داخل الجزائر من طرف جهات معينة، ولكن لم نسمع إلى الآن جهة سينمائية مرموقة أو فنية كبيىة تحدّثت في الموضوع وهم أهل الإختصاص، ولما تتكلم جهات بعيدة كل البعد عن المجال الفني وغايتها فقط هو الترويج للشعبوية..".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الإخفاء القسري في الجزائر.. إرث العشرية السوداء المبهم

فيلم بابيشة.. نساء العشرية السوداء يحاربن التطرف في مهرجان كان