26-أغسطس-2020

عبد الرزاق مقري، رئيس حركة "حمس" (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

فريق التحرير - الترا جزائر
حذّر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، من وجود شبكات فساد يتم صناعتها في الفترة الحالية، وأوضح أن محاربة ظاهرة الفساد لا يمكن أن تُحارب بقرارات.

عبد الرزاق مقري قال إن حكام الجزائر يعانون من رهاب الأحزاب

 
وأوضح مقري في كلمته في افتتاح الجامعة الصيفية لحزبه بالعاصمة، أن مواطنين يقصدونه ويبلغونه بوجود شبكات فساد يتم تشكيلها الآن في قطاعات معينة لم يذكرها بالاسم.
 
وذكر مقري أن ما ينقص الفساد هو التدافع بين المؤسّسات وليس القرارات، مشيرًا إلى أن الجزائر في السنوات الأخيرة لم تكن دولة بل مجموعة مافيا تسيطر على القطاعات الاقتصادية.
كما دعا السياسي العائد للنشاط بعد تعافيه من وباء كورونا، حكام الجزائر إلى التخلّي عن الأبوية في نظرتهم إلى الجزائريين، في سياق تنبيهه إلى ممارسات سابقة أضرت بالبلاد، على حدّ وصفه.
 
وأشار مقري إلى أن حزبه صبر على الأبوية في الماضي، لأن من كانوا يحكمون هم من جيل الثورة ممن يلتمس لهم الأعذار رغم أن هناك من لا يوافق هذا التوجّه.
 
وأضاف أن هذه الأبوية لم تعد مقبولة اليوم، بالنظر إلى أن من هم في المسؤولية هم من جيل الاستقلال وبعضهم ليست لهم خبرة على الإطلاق في السياسة ووجدوا أنفسهم بحكم الظروف في المناصب.
 
وطاب مقري بالتخلّص من ثقافة عدم الإيمان بالمؤسّسات والتعامل المباشر مع المواطن، وهو الأمر الذي تفاقم حسبه في وقت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، مشيرًا إلى أن عدم الإيمان بالمؤسسات يؤدي للشعبوية التي لن تنفع المواطن بل تضرّه.
 
وفي إشارة لاستراتيجية الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، استغرب مقري صناعة زبونية وانتهازية، متسائلًا: "ما معنى محاولة الرجوع إلى الخطأ السابق ، بإخراج الجمعيات عن وظيفتها والاعتماد عليها في العمل السياسي؟ ". قبل أن يجيب: "هذا تخريب للعمل السياسي وتعدٍّ على وظيفة الأحزاب في المجتمع".
ووصف مقري في السياق ذاته، حكام الجزائر بأنهم يعانون من رهاب الأحزاب الذي يتمثل في العقدة الشديد والانزعاج من وجود الأحزاب، معتبرًا ذلك أساسه عدم فهمهم بأن الحزب هو في النهاية مجموعة من الجزائريين يجتمعون لصالح البلد.
 
وأشار إلى أن هناك خوفًا من التعددية وعدم إيمان بها والعمل في كل مرة على صناعة المشهد السياسي على إرادتهم ومزاجهم، بما يفسد العمل السياسي ويصنع شبكات الانتهازية وفرض منطق التعيين حتى في البرلمان والمجالس المنتخبة.