10-فبراير-2024
مقري

عبد الرزاق مقري (صورة: فيسبوك)

قال عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، إن حلّ الدولتين المطروح حاليا أميركيا وعربيا في فلسطين، غير قابل للتطبيق لعدة أسباب، متنبئا بنهاية الصراع على طريقة خروج المحتل الفرنسي من الجزائر.

المقاومة الفلسطينية وفق الكاتب، لن تعترف بـ"إسرائيل"، وهذا الذي لن تقبله السلطة الفلسطينية ولا الدول العربية، ولا بطبيعة الحال الكيان والولايات الأمريكية المتحدة.

وذكر مقري في مقال له بعنوان "رؤية لحل القضية الفلسطينية في ذكرى الإسراء والمعراج"، أن سيناريو حل الدولتين غير وارد لأسباب دينية وسياسية وأيديولوجية، ناهيك أن "الأغلبية في الشارع الصهيوني ومؤسساته لن تقبل به، فإرادة هؤلاء باتت واضحة وغير مخفية فهم يريدون تهجير الشعب الفلسطيني خارج فلسطين، من غزة ومن الضفة".

كما أن المقاومة الفلسطينية، وفق الكاتب، لن تقبل هذا الحل، وحتى وإن قبلت جزءا من حل الدولتين، كما تعاملت مع انسحاب الكيان من غزة عام 2005 وما بعده، كجزء من فلسطين تحرّر على إثر طوفان الأقصى، فإنها لن تسلّم سلاحها، ولن تعترف بـ"إسرائيل"، وهذا الذي لن تقبله السلطة الفلسطينية ولا الدول العربية، ولا بطبيعة الحال الكيان والولايات الأمريكية المتحدة.

ووصل مقري في تحليله، إلى أنه من الناحية السياسية فإن البديل العادل والمنطقي هو الحل الذي طبق في جنوب افريقيا بعد هزيمة البيض وإنهاء نظام الأبرتايد، فقد قامت دولة واحدة للبيض وللسود، ومن حيث أن السود –يقول- هم أهل الأرض وهم الأغلبية استقرت قيادة الدولة فيهم، وصار حال البيض إلى حياة رغيدة، في ظل نظام ديمقراطي ضَمن حقوق الجميع، أفضل من حالة الصراع الدائمة التي كانوا عليها.

والمرجح أن هذا الحل، وفق رئيس حمس السابق، سيتحول من الحل “الجنوب-افريقي” إلى الحل “الجزائري”.

وأوضح في هذه النقطة قائلا: "إن اتفاقيات إيفيان التي على إثرها استقلت الجزائر ضمنت للمستوطنين الذين جاءت عائلتهم من فرنسا ومن مختلف الدول الأوربية، وكذلك لليهود الذي كانوا في الجزائر قبل الاحتلال وصاروا فرنسيين بعد أن أعطتهم فرنسا الجنسية، أن يبقوا جميعا في الجزائر كمواطنين كاملي المواطنة، تماما كما كان الحل في جنوب أفريقيا، ولكن بسبب الجرائم الفظيعة التي اقترفوها في السنوات الأخيرة من الاحتلال خافوا من البقاء وخرجوا عن بكرة أبيهم من الجزائر".

لذلك، يُرجّح حسب مقري، أنه في زمن التحرير في فلسطين سيخرج الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين من فلسطين بسبب الجرائم الفظيعة التي يقترفونها وسيذهبون إلى حيث يملكون جوازات سفر ثانية وثالثة وإلى بلدان أخرى بدؤوا من الآن يعدّون فيها مساكن لهم كقبرص مثلا وإسبانيا والبرتغال.

واستشهد الكاتب لدعم فكريته، بآراء علماء إسرائيليين مثل المؤرخ بيني موريس الذي يجزم بأن: ” هذا المكان سيتحول إلى بلد شرق أوسطي ذي أغلبية عربية.. وكل من يستطيع من اليهود سيهرب إلى أمريكا وأوربا” والسياسي المخضرم رئيس الكنيست السابق أفراهام بورغ الذي يؤكد بأن أكثر من 50% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن أبناءهم سيعيشون في إسرائيل” ويدعو كل إسرائيلي أن يحرص أن يكون له جواز سفر ثاني.