03-يوليو-2023

عبد الرزاق مقري، رئيس حركة "حمس" السابق (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

عاد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إلى سنوات بروز الأحزاب الإسلامية في الجزائر والزخم الكبير الذي كانت تحظى به قبل دخول البلاد في دوامة العنف المسلح وضياع الفرصة على ما وصفه بالمشروع الإسلامي.

رئيس "حمس" السابق انتقد نهج الجماعة الإسلامية للإنقاذ المتشدد ورفضها مبادرات السلطة خاصة في عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال

وقال مقري في برنامج "المقابلة" على قناة الجزيرة، إن "الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانت من التقط خيط الشارع بعد أحداث تشرين الأول/أكتوبر 1988 التي مهّدت للتعددية السياسية وسط تردد حركات الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها في ذلك الوقت من دخول العمل الحزبي."

وأبرز أن "مبادرة الجبهة الإسلامية سمحت لها باستقطاب الشارع الجزائري، وهو ما مكنها لاحقًا من الفوز بالانتخابات البلدية ثم الدور الأول من الانتخابات التشريعية سنة 1991 قبل أن تقرر السلطة وقف المسار الانتخابي."

وتحدث مقري عن خلافات داخل التيار الإسلامي الواسع في تلك الفترة، حيث "كانت تتبنى الجبهة الإسلامية للإنقاذ خطابًا متشددًا استغلته السلطة في وقفها عن النشاط، ما أعطى الذريعة لظهور حركات مسلحة."

ويؤكد رئيس "حمس" السابق أن "الحركات الإسلامية الأخرى كانت ضد إلغاء نتائج الانتخابات، ولكنها كانت غير موافقة على منهج الجبهة الإسلامية للإنقاذ، باعتبار أنه لا يحقق الأهداف المرجوة وسيضيّع الفرصة على المشروع الإسلامي."

وذكر أنه دخل شخصيًا بتكليف من حزبه في 5 جولات حوار سرية مع عبد القادر حشاني القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (اغتيل لاحقا) وأخبره بأن هذا الخط سيضع الإسلاميين جميعا في مأزق.

وأبرز أنه بعد إلغاء الانتخابات وبداية الأزمة في الجزائر، كانت هناك فرصة للحوار ومبادرات للحل، لافتًا إلى أن الرئيس السابق اليمين زروال أعلن استعداده لإطلاق سراح جميع السجناء والسماح للجبهة الإسلامية بتأسيس حزب بشرط أن يتبرؤوا من الإرهاب بشكل واضح وأن يغيروا اسم الجبهة.

ويصل مقري إلى أنّ "ما حصل في الجزائر أضاع فرصة كبيرة جدا"، ولو حصل التحول السياسي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1988 دون عنف ودون صدام ربما كانت الجزائر اليوم واحدة من واحات الديمقراطية في العالم العربي وربما بمستوى ماليزيا وإندونيسيا وتركيا، وفق اعتقاده.