تنطلق اليوم الجمعة الطبعة الـ الـ 12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، إذ سيعرف مشاركة ما لا يقلّ عن 15 سينمائياً من ممثلين وكتاب ومخرجين من بلدان عربية وأوروبية، في لجان التحكيم لمسابقات الأفلام المشاركة في هذه التظاهرة التي تستمر حتى 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
برنامج مسابقة الأفلام الطويلة يشمل فيلم "اختيار مريم" للمخرج المصري محمود يحي
وكشفت محافظة المهرجان عن تنافس 11 فيلماً طويلاً على جائزة "الوهر الذهبي"، إذ تشارك الجزائر في هذه المنافسة التي تحتضنها قاعة سينما المغرب بفيلمين طويلين وهما "أرض الانتقام" للمخرج أنيس جعاد و"رجلان ومصير واحد" للمخرج أوزغون.
ويضمّ برنامج المسابقة، وفقاً للمصدر؛ مجموعة من الأفلام على غرار "ميسي بغداد" للمخرج العراقي سهير عمر خليفة و"مندوب الليل" للمخرج السعودي علي الكلثمي في عرضه الأول بأفريقيا، و "إن شاء الله ولد" للمخرج الأردني أمجد الرشيد.
كما سيُعرض في هذه المنافسة أيضاً فيلم "فتى الجبل" للمخرجة الإماراتية زينب شاهين و"المرهقون" للمخرج اليمني عمر جمال و"وادي المنفى" للمخرجة اللبنانية آنا فهر و"عصفور الجنة" للمخرج التونسي مراد بن الشيخ، وهو عرضه الدولي الأول.
ويشمل برنامج مسابقة الأفلام الطويلة أيضا فيلم "اختيار مريم" للمخرج المصري محمود يحي في عرض دولي أول، وفيلم "شاي أسود" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.
فلسطين حاضرة بقوة
سيكون مهرجان وهران "نافذة للسينمائيين الفلسطينيين الذين رغم الحرب يشتغلون من أجل السينما"، وفقاً لتصريحات محافظ المهرجان عبد القادر جريو.
وكشف عن برنامج "من المسافة صفر"، وهو عرض خاص يسلط الضوء على أعمال صناع الأفلام من غزة، لافتة إلى أنّ "هذه المبادرة التي أطلقها المخرج والمنتج الفلسطيني رشيد مشهراوي، بدعم من مساهمين مختلفين، تلتقط تجارب وقصص صناع الأفلام في غزة الذين يعملون في ظروف قاسية وبإمكانيات محدودة، في ظل الإبادة المستمرة والواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة".
كما أكد "التزام المهرجان بدعم هذه الأفلام، معترفًا بالإبداع الاستثنائي لشباب غزة."
وقال جريو: "رغم التحديات التي لا يمكن تصورها والتي يواجهها هؤلاء المبدعون، فقد نجحوا في تقديم أعمال سينمائية راقية مثلت فلسطين في أكبر المحافل السينمائية الدولية، بما في ذلك مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، والآن تم اختيار "من المسافة صفر" لتمثيل فلسطين في الأوسكار".
"الباهية" تحتفي بأسماء لامعة
من جانب آخر كشفت محافظة المهرجان عن "تكريم أربعة أسماء سطعت في سماء السينما خلال هذه الطبعة، على رأسهم "المخرج الجزائري الكبير، محمد لخضر حمينة والنجم المصري، محمود حميدة والمخرج العالمي، كوستا غافراس وحرمه المنتجة الفرنسية، ميشال راي غافراس".
ويعدّ المخرج والكاتب السينمائي محمد لخضر حمينة من نجوم السينما الجزائرية، حسب المصدر- وهو من مواليد سنة 1934 بالمسيلة، وتابع دراسته بفرنسا، ثم غادرها إلى تونس أثناء ثورة التحرير المجيدة ليعمل هناك لصالح الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية."
وفي سجله السينمائي، أخرج لخضر حمينة ما لا يقلّ عن سبعة أفلام في الفترة ما بين 1966 و2014، من بينها الفيلم الشهير ''وقائع سنين الجمر'' (1975) والذي نال عنه السعفة الذهبية لمهرجان ''كان'' السينمائي، ويعد أيضا تجربته الوحيدة كممثل.
وبالإضافة إلى الإخراج، تمتلك خزانة لخضر حمينة السينمائية؛ عملين في كتابة الحوار السينمائي من خلال فيلمي "ريح الأوراس" (1965) و"وقائع سنين الجمر".
وبالنسبة لكونستونتينا، المعروف بـ"كوستا غافراس"، فهو من مواليد 1933 باليونان، التي غادرها في سنّ الـ 19 نحو فرنسا، وهو حاصل على جائزة ''الأوسكار''.
وباشر كوستا غافراس دراسة السينما في 1956 بالمدرسة العليا بفرنسا، إذ أفاد المصدر بأنّ "كل فيلم من أفلامه بالنسبة له فرصة لإظهار التزامه بأفكاره".
وكانت نجاحاته الأولى عبارة عن أفلام إثارة سياسية مثل ''زاد'' و ''الاعتراف''، ثم انتقل بعد ذلك إلى الدراما العاطفية ثم إلى الأفلام الخيالية الاجتماعية.
ولغافراس أعمال مهمة من بينها: ''السريع'' في 1969 و'' المفقودين''1982، فضلاً عن عدّة تجارب في كتابة السيناريو والإنتاج والتّمثيل.
كما حظي بتكريم في 2019 من قِبَل مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الـ 76.
وبخصوص ميشال راي غافراس، زوجة كوستا غافراس والتي ستحظى أيضا بالتكريم في المهرجان، فقد "بدأت مشوارها المهني كصحفية، وتملك في سجلّها كسينمائية ما لا يقل عن 22 فيلماً من إنتاجها وذلك ما بين عامي 1972 و2019، فضلا عن ترأسها لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم ''ثيسالونيك 2015''.
وسيحظى الممثل المصري محمود حميدة، أيضا بالتكريم بحسب بطاقة المهرجان، فهو "من مواليد 1953، وبدأ مشواره الفني في الثمانينات في مسلسلات تليفزيونية من أشهرها "الوسية" و'' أبيض".
وأضاف المصدر أنّ " أداء الفنان المصري لقي اهتمام العاملين في مجال صناعة السينما في مصر، إذ انطلق للعمل كممثل سينمائي في أدوار مختلفة في عديد من الأعمال الفنية السينمائية، كما شارك أيضا في أعمال إذاعية ومسرحية، ونال العديد من الجوائز".
فيلم ''جنّة الشياطين'' من أبرز الأعمال السينمائية التي أنتُجت في مصر، وشارك فيها الممثّل محمود حميدة، ونال اهتمام النقاد، حيث اعتبره السينمائيون "أحد أهمّ مائة فيلم منذ قيام صناعة السينما في مصر حتى يومنا هذا."
