يعد شهر رمضان موسم للسياحة الدينية من الجزائر إلى أرض الحجاز. الآلاف يقصدون البقاع المقدسة في شهر رمضان، تعويضًا عن الحج بالنسبة لمن فاتتهم قرعة الحج، أو "زيادة في البركة" بأداء مناسك العمرة في شهر رمضان.
ترتفع أسعار رحلات الحج والعمرة باستمرار، فقد وصلت تكلفة العمرة إلى 250 ألف دينار، فيما وصلت تكلفة الحج لـ600 ألف دينار
وفي مثل هذه الأيام من كل عام، يعج مطار الجزائر بالمسافرين وذويهم الكُثر الذين يحضرون لتوديعهم، فيما يشبه بالطقس الذي لا يبدأ بالتوديع في المطار ولا ينتهي عنده.
اقرأ/ي أيضًا: "سيدنا جاء سيدنا ذهب".. لمَ يتعامل الجزائريون مع رمضان وكأنه إنسان؟
احتفال الحج والعمرة
يبدأ الاحتفال بالحاج أو المعتمر من قبل سفره بليالٍ، حيث تعقد الولائم على شرفه ويدعى إليها القريب والجار، وتكون فرصةً لحل الخلافات والمشاحنات، أو لسداد الديون، بل يذهب البعض إلى كتابة وصيته قبل السفر.
ووفقًا لأستاذة علم الاجتماع الأسري خولة رزيق، فالاعتقاد السائد لدى العائلات الجزائرية، وخاصة كبار السن أن "زيارة بيت الله الحرام، توجب التحلل من كلّ الأثقال التي يتحملها المعني بالعمرة و الحج".
وبالحديث عن كبار السن، لفتت رزيق إلى أن الجزائريين يزورون البقاع المقدسة في عمر متقدمة، ذلك أن "الآباء تعلموا أن يكملوا تربية أبنائهم وتزويجهم، ثم والذهاب إلى مكة في آخر العمر".
"الأرض المباركة تنادي"
"أخيرًا تحقق الحلم"، تقول السيدة يمينة نواري (56 عامًا)، عاملة في مطعم بمركز مرضى ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة وسارة في ولاية الجلفة جنوبي الجزائر. تقول يمينة إنها مع تمنيها لأداء العمرة غير أنها كانت آخر توقعاتها.
كانت يمينة خلال وقت انتظارها لرحلتها في المطار، تكثر الدعاء للعائلة التي تبرعت لها بتكاليف العمرة، والتي تقول إنها تتجاوز 220 ألف دينار تشمل كل شيء.
هناك أيضًا بين جموع المنتظرين في مطار الجزائر، كان السيد عبدالمليك سعدي، رجل ستيني، يقول إنه انتظر عشر سنوات ظل يدبر خلالها المال الكافي لزيارة الأراضي المقدسة، حتى حانت الفرصة: "الأرض المباركة هي التي نادتنا، وليس لنا تدبير في ذلك"، يقول عبدالمليك سعدي.
تجارة الحج والعمرة
على جانب آخر، شهر رمضان موسم لتجار السياحة، إذ تكثر الطلبات على وكالات السفر وشركات السياحة من الراغبين في أداء العمرة. يتفاوت الأمر على مدار الشهر، وتكثر الرحلات في العشر الأواخر، وفيها ترتفع الأسعار لتصل إلى 250 ألف دينار.
وتتنافس شركات السياحة ووكالات السفر بشدة خلال شهر رمضان، وقبيله، على استقطاب الراغبين في أداء العمرة. وإلى جوارها ينشط الوسطاء، الذين يجمعون لكل شركة عددًا من الراغبين في السفر للحجاز، مقابل جزء من المبلغ الذي سيدفعونه، أو عمرة مجانية من الشركة.
ووفقًا لحسين بوناب وهو مسؤول بشركة سياحية في العاصمة الجزائر، فإن شركات السياحة ووكالات السفر تقدم عروضًا مختلفة للرحلة الدينية، تتفاوت بينها الأسعار، بداية من مستوى الطيران وحتى أماكن الإقامة هناك، والوجبات الغذائية. وبحسبه فإن كثيرين يختارون الإقامة المشتركة لأكثر من شخصين في غرفة واحدة، تقليلًا في التكاليف.
وتدار السياحة الدينية في الجزائر دون رقابة حاسمة، ما يجعل الأسعار في زيادة مستمرة، فقد وصلت تكلفة رحلة العمرة لـ250 ألف دينار، ورحلة الحج لـ600 ألف دينار.
يُذكر أن نحو ثمانية آلاف جزائري حصلوا على تأشيرة العمرة قبل أيام من شهر رمضان، وفقًا للديوان الوطني للحج والعمرة التابع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
حصل ثمانية آلاف جزائري على تأشيرة العمرة قبل أيام من شهر رمضان، وفقًا للديوان الوطني للحج والعمرة
وبحسب مؤشر العمرة السعودي، في إحصائية شهر نيسان/أبريل الماضي، فإن أزيد من 217 ألف جزائري دخلوا الأراضي السعودية للعمرة. وخلال العام الماضي، حصل مليون و300 ألف جزائري على تأشيرة عمرة.
اقرأ/ي أيضًا: