22-يونيو-2024
ميستر ابي

ميستر أبي (صورة: فيسبوك)

لم يصمد قرار تعيين المغني المعروف بـ"ميستر آبي" ناطقا رسميا لمطار الجزائر، أكثر من 24 ساعة أمام الضجة الهائلة التي أثارها على مواقع التواصل، ليعلن المعني نفسه التخلي عن المنصب.

 معلقون أبدوا تأثرهم بكلام الرجل وسايروه في فكرة أنه ظلم ورأى آخرون أن ابتعاده عن المنصب هو القرار الأنسب

وظهر محمد عبيدات المدعو "مسيتر آبي" في فيديو على فيسبوك، وهو يخاطب متابعيه بلغة متحسرة مليئة بخطاب المظلومية، متشبثا بفكرة أنه أهل للمنصب ويستحق أفضل منه.

وقال "آبي" إنه يعلن الخبر بقلب مليئ بالحسرة والحزن، مستظهرا الملف الذي طلب منه أن يحضره من أجل أن يتم تعيينه في المنصب.

وأضاف: "الأوراق لن أستخرجها.. لقد قطعتموها علي.. صدقوني لم أكن أبحث عن العمل وجاءني المنصب لوحده.. فقلت لم لا المطار هو واجهة البلاد ويمكن أن أفعل أشياء كثيرة لصالح بلدي".

وتابع يقول: "لم آخذ ملايير ممليرة وتعرفوني جيد.. لأول مرة أشعر أني تحقرت (ظلمت) والسؤال المطروح هل أستحق ذلك ولماذا تحاكمونني قبل ظهور النتائج؟.. شكرا لأنكم نزعتم النعمة".

وبعد تمزيقه الملف على المباشر، ذكر ردّا على منتقدي تعيينه، أنه رجل ميدان يشهد بذلك تاريخه، ولو كانت الأمور على ما يرام لاستحق منصبا أفضل، وفق ما قال.

ولقي الفيديو تفاعلا واسعا في ظرف قصير، حيث أبدى البعض تأثرهم بكلام الرجل وسايروه في فكرة أنه ظلم ورأى آخرون أن ابتعاده عن المنصب هو القرار الأنسب لأنه ليس أهلا له.

وذكر تعليق نال إعجاب "آبي" أن "الشعب الجزائري كله كان يحب ميستر آب لأنه يعين الفقراء ويوصل صوت المحتاجين والمحڨورين.. كانوا يحبونهه لأنه يظهر من طينتهم.. وبمجرد سماع أخبار متداولة أنه أصبح في منصب رفيع تحولوا كلهم ضده في المنشورات والتعليقات".

أما تعليقات أخرى، فطلب من المغني أن يتفهم أن مستواه لا يسمح له بتولي منصب ناطق رسمي للمطار، كونه يتكلب مؤهلات خاصة مثل إتقان اللغة والقدرة على رسم سياسة اتصالية لصالح المؤسسة.

ويأتي هذا التطور بعد 48 ساعة من ظهور خبر تعيين المعني الذي تحول لمنشط على القنوات قبل سنوات، وهو ما قابله الكثيرون بالاستغراب كون الرجل لا تتوفر فيه صفات المنصب.

ورأى البعض أن  التعيين خضع لمنطق العلاقات، حيث كان مدير المطار الجديد مختار مديوني قبل توليه المنصب، قد ظهر في برنامج ينشطه "ميستر آبي" على قناة الشروق.

وتحولت قضية "آبي" إلى ما يشبه المحاكمة للسلطة حول معايير التعيين في المناصب، وأسباب تهميش الكفاءات وأصحاب الشهادات لحساب المشاهير الذين يظهرون في التلفزيون.

وكتب الصحفي كريم قندولي في هذا المنحى: "مع احترامي لما يقدمه ميستر آبي أو غيره ممن دخلوا الإعلام من بابه الخلفي، منصب المكلف بالإعلام من نصيب خريجي كليات الاتصال والإعلام في الجامعات والمعاهد والمدارس العليا".

وأضاف أن "مثل هذه الأخبار تزرع اليأس في نفوس طلبة الاتصال والإعلام، وخريجي الجامعات بشكل عام، وتدفع المجال إلى مزيد من الفوضى والعبث .ومرة أخرى لا أنتقد ميستر أبي كشخص، لكن رحم الله امرئ عرف قدر نفسه".

واللافت، أن المغني الشاب تصرف بانفعال زائد مع هذه الانتقادات، ما جعله يتبادل الشتائم على مواقع التواصل بكلام نابٍ وصادم أحيانا، الأمر الذي زاد في حدة الجدل حول شخصيته والاستغراب من اختياره للمنصب.

 وبعد تنازله عن المنصب أو التخلي عن توظيفه، تثبت قضية "آبي" مرة أخرى السلطة الواسعة التي باتت تتمتع بها مواقع التواصل والتي أدت عدة مرات إلى إقالة ولاة وحتى وزراء بسبب تصريحات أو قرارات غير موفقة.